عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-12-2022, 08:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,603
الدولة : Egypt
افتراضي رد: باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة)

باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة)(2)
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح



عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّهُ قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللّهِ أَقْبِيَةً وَلَمْ يُعْطِ مَخْرَمَةَ شَيْئًا، فَقَالَ مَخْرَمَةُ: يَا بُنَيَّ انْطَلِقْ بِنَا إلَى رَسُولِ اللّهِ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، قَالَ: ادْخُلْ فَادْعُهُ لِي، قَالَ: فَدَعَوْتُهُ لَهُ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْهَا، فَقَالَ: «خَبَأْتُ هذَا لَكَ»، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: «رَضِيَ مَخْرَمَةُ»، وعند البخاري: وَكَانَ فِي خُلُقِهِ شِدَّةٌ.

شرح ألفاظ الحديث :
((أَقْبِيَةً)): جمع قباء وهي نوع من الثياب؛ [ انظر لسان العرب مادة (قبا) والقاموس المحيط مادة (قباه)].

وعند البخاري في رواية وصف لهذه الأقبية قال: ((أهديت له - أي النبي صلَّى الله عليه وسلَّم - أقبية من ديباج مزرَّدة بالذهب، فقسَّمها في ناس من أصحابه، وعزل منها واحدًا لمخرمة بن نوفل))، ففي الرواية بيان أن هذه الأقبية من حريرة فيها شيء من ذهب.

((ادْخُلْ فَادْعُهُ لِي)): جاء عند البخاري أن مخرمة قال لابنه - رضي الله عنهما -: ((يا بني ادع لي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأعظمت ذلك فقلت: أدعو لك رسول الله ؟ فقال : يا بني إنه ليس بجبار)).

((فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْهَا)): استشكل هذا اللفظ بأن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لبس القباء مع أنه حرير، والحرير منهي عن لُبسه، فقيل كان هذا قبل التحريم، وقيل: إن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يلبسه، وإنما عرضه على أكتافه ليراه مخرمة - رضي الله عنه - كله ولم يقصد لُبسه، وأما إعطاؤه - صلَّى الله عليه وسلَّم - القباء لمخرمة - رضي الله عنه - لا يلزم منه أن يلبسه مخرمة - رضي الله عنه - فقد يكون لنسائه هذا على تقدير أنه بعد النهي، وأما قبل النهي فلا إشكال.

((خَبَأْتُ هذَا لَكَ)):فيه تلطُّف من النبي - صلى الله عليه وسلم – لمن كان خلقه شديدًا، ففي قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خَبَأْتُ هذَا لَكَ)): إشعار بخصوصية العناية بمخرمة، وأنه لم ينسه بل خبأ له قباء.

من فوائد الحديث:
الحديث دليلٌ على حسن تعامل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وخلقه العظيم مع أصناف الناس، فقد كان في خلق مخرمة - رضي الله عنه - شدة، وذهب ليطالب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بذلك، فتلطف له النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقولٍ حسن وفعلٍ حسن عليه، حتى رضي مخرمة - رضي الله عنه - وهذا ينبغي لمعلم الناس الخير أن يروض نفسه على تحمُّل المدعوين وأصنافهم، كما تقدم بيانه والله أعلم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.67 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.11%)]