عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16-11-2022, 06:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: النجاة من الخسران المبين بالإيمان والعمل: في رحاب سورة العصر (3)

فكُلُّ مَا خَالَفَ لِلوَحْيَيْنِ
فَإنَّهُ رَدٌّ بِغَيْرِ مَيْنِ
وكُلُّ مَا فِيهِ الخِلافُ نَصَبَا
فَرَدُّهُ إليْهِمَا قَدْ وَجَبَا
فَالدِّينُ إنَّمَا أتَى بِالنَّقْلِ
ليْسَ بِالأوْهَامِ وَحَدْسِ الْعَقْل

فشرط قبول العمل: الإخلاص، واتِّباع سُنَّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكل ما خلف سُنَّته صلى الله عليه وسلم فهو ردٌّ، وبقدر قرب المرء من السنة يكون قربه من الله، قال الله: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80].

أن ورود الناس الحوض وشربهم منه يوم العطش الأكبر بحسب ورودهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشربهم منها؛ فمن وردها في هذه الدار وشرب منها وتضلَّع؛ ورَدَ هناك حوضه وشرب منه وتضلَّع، والذين يذودهم هو والملائكة عن حوضه يوم القيامة؛ هم الذين كانوا يذودون أنفسهم وأتباعهم عن سنته، ويؤثرون عليها غيرها، فمَنْ ظمأ من سُنَّتِه في هذه الدنيا ولم يكن له منها شرب؛ فهو في الآخرة أشدُّ ظمأ وأحَرُّ كبدًا، وإن الرجل ليلقى الرجل فيقول: يا فلان أشربت؟ فيقول: نعم والله، فيقول: لكني والله ما شربت، وا عطشاه![12].

فَرِدْ أَيُّهَا الظَّمْآنُ وَالْوِرْدُ مُمْكِنٌ ف
َإِنْ لَمْ تَرِدْ فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ هَالِكُ
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ رِضْوَانُ يَسْقِيكَ شَرْبَةً
سَيَسْقِيكَهَا إِذْ أَنتَ ظَمْآنُ مَالِكُ
وَإِنْ لَمْ تَرِدْ فِي هَذِهِ الدَّارِ حَوْضَهُ
سَتُصْرَفُ عَنْهُ يَوْمَ يَلْقَاكَ آنِكُ


وما يندم النَّادِمُون مثلَ ندمهم على فوات الصالحات، ولا يتحسَّر المتحسِّرون إلا على ساعة مرَّتْ بغير طاعة، ومضت من غير قربة، وما يتمنَّى المتمنون عودًا إلى الدنيا إلا لأجل الاستزادة من الصالحات كما قال ربي جل جلاله: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ [المؤمنون: 99، 100]، وكما قال أيضًا: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 12]، وقال: ﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾ [فاطر: 37].

مَن لاحَ في عارِضِهِ القَتيرُ
فَقَد أَتاهُ بِالبَلى النَّذيرُ
إِنِ اخْتَفَى مَا فِي الزَّمَانِ الآتِي
فَقِسْ عَلَى المَاضِي مِنَ الأَوْقَاتِ
عَلِمتَ يا مُجاشِعُ بنَ مَسعَدَةْ
أَنَّ الشَبابَ وَالفَراغَ وَالجِدَةْ


مَفسَــــدَةٌ لِلمَـــــــــرءِ أَيُّ مَفســـــدَةْ
يا لِلشَبابِ المَرِح التَصابي
رَوائِحُ الجَنَّةِ في الشَّبابِ
لَيسَ عَلى ذي النُّصحِ إِلَّا الجَهدُ
الشَّيبُ زَرعٌ حانَ مِنهُ الحَصدُ
ما تَطلُعُ الشَّمسُ وَلا تَغيبُ
إِلَّا لِأَمرٍ شَأنُهُ عَجيبُ


«اللَّهُمَّ إِنَّا نسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، والعَزِيمَةَ على الرُّشْدِ، وَنسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَنسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا، وَقَلْبًا سَلِيمًا، وَنسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَنعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَنسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ».

[1] رواه مسلم في صحيحه، من حديث أمير المؤمنين عمر الفاروق رضي الله عنه، باب معرفة الإيمان، والإسلام، والقدر وعلامة الساعة (1/ 36).

[2] رواه البخاري في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، باب فضل الحج المبرور (2/ 133)، ورواه مسلم في صحيحه، بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال (1/ 88).

[3] رواه مسلم في صحيحه، باب فضل الجهاد والرباط (3/ 1503).

[4] رواه مسلم في صحيحه، باب جامع أوصاف الإسلام (1/ 65).

[5] رواه أحمد في مسنده، من حديث سفيان الثقفي (22/ 170)، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

[6] رواه أحمد في مسنده، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (16/ 381)، ورواه البخاري في الأدب المفرد (ص340)، وابن ماجه في سننه (4/ 649)، وابن حبان في صحيحه (1/ 471)، صححه الألباني، تخريج الكلم الطيب (1/ 154).

[7] مجموع الفتاوى (14/ 160).

[8] المستدرك على مجموع الفتاوى (1/ 153).

[9] سير أعلام النبلاء (5/ 363).

[10] روضة المحبين (ص166).

[11] تفسير الطبري (24/ 590).

[12] اجتماع الجيوش الإسلامية (2/ 85).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.70 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]