عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27-10-2022, 10:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,953
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القيم الأخلاقية في شعر مسكين الدارمي

القيم الأخلاقية في شعر مسكين الدارمي


د. أورنك زيب الأعظمي



ويقول - وهذا أوضح من ذلك -:


إذا متُّ فانعَيْني لأضيافِ شقةٍ
رمى بهمُ داجٍ بهيمُ الغياطلِ

يشبُّ لهم ناري فيُعرَف ضوءُها
ويحتل بيتي بالفضاء المقابل

ولستُ بوقَّافٍ إذا الخيلُ أسرعَتْ
ولستُ بعبَّاسٍ إلى الضيف باسلِ

ولكنه يلقاه منِّي تحيَّةً
ويأتيه قبلَ العُذْرِ بَذْلي ونائلي

ويلقاهمُ وَجْهي طليقًا وعاجلًا
قِراي ومِن خير القِرى كلُّ عاجلِ[17]




3- الشجاعة: الشجاعة قِيمة خُلقية لم يخلُ أيُّ عربي عنها، فكانوا مفتخرين بهذه الصفة، حتى إنهم كانوا يُعْلون ذكر وقوة الخصوم لبيان أنهم أعلى منهم، وللإشارة إلى أنهم قد صرعوا مَن كان قويًّا لا ضعيفًا، فيقول مفتخرًا بشجاعة قبيلته:
وإنَّا أناسٌ يَملأ البيضَ هامُنا
ونحن حواريُّون حين نزاحِفُ

جماجمُنا يومَ اللقاءِ برأسِنا
إلى الموتِ نمشي ليس فيها تجانُفُ[18]



والبيت الأخير نموذج جميلٌ للشعر الحماسي، ولنقرأ فيما يلي بعضَ أبياته من قصيدة أخرى في هذا الأمر، فيقول الدَّارمي:
وكم مِن كريم بوَّأَتْه رماحُه
فتاةَ أناسٍ لا يسُوقُ لها مَهْرَا

وما أنكَحونا طائعينَ بناتِهم
ولكن نكَحْناها بأرماحِنا قَسْرَا

وكائِنْ ترى فينا مِن ابنِ سبيئةٍ
إذا لقِيَ الأبطالَ يطعُنُهم شَزْرَا[19]



إلا أن هذه القصيدةَ تدلُّ على أن الشاعر لا يحبُّ الحرب، ويخوض فيها حين لا يجد بدًّا منها، فيقول:
إذا لم تجِدْ بدًّا من الأمر فأْتِه ♦♦♦ رحيبَ الذِّراعِ لا تضيقَنْ به صَدْرَا[20]
والأمر هنا إشارة إلى الحرب.

4- الغَيْرة: مما أشار إليه الشاعر من العادات: الغَيرة؛ فإنه حثَّ الإنسان أن يكون غَيُورًا في كل أمر وشأن، ولا يصغر لأحد، فيقول مفتخرًا بنفسه:
أعِفُّ لدى عُسْري وأبدي تجمُّلًا
ولا خيرَ فيمن لا يعِفُّ لدى العُسْرِ

وإني لأستحيي إذا كنتُ مُعسِرًا
صديقي، وإخواني بأن يعلَموا فَقْري

وأقطَعُ إخواني وما حالُ عهدِهم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.03 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]