عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 20-10-2022, 04:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,140
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب عشرة النساء

(493)

تابع باب الغيرة



فطر الله سبحانه وتعالى النساء على الغيرة من بعضهن، وقد كان هذا بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كانت عائشة تغار من نسائه الأخريات فكانت تستيقظ من نومها ولا تجد رسول الله بجوارها فتظن أنه خرج لبعض نسائه فإذا به صلى الله عليه وسلم يصلي أو يخرج لإجابة جبريل.

تابع الغيرة


شرح حديث عائشة: (التمست رسول الله فأدخلت يدي في شعره فقال: قد جاءك شيطانك ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا الليث عن يحيى هو ابن سعيد الأنصاري عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت: أن عائشة رضي الله عنها قالت: (التمست رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأدخلت يدي في شعره، فقال: قد جاءِك شيطانك، فقلت: أما لك شيطان؟ فقال: بلى، ولكن الله أعانني عليه فأسلم)].يقول النسائي رحمه الله في باب: الغيرة، وقد مر أحاديث في هذا الباب، وبقي بعض الأحاديث، هذا منها، وهو حديث عائشة رضي الله عنها:
التمست النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أي: أنها فقدته والتمسته فوجدته، فأدخلت يدها في شعره لتعرف هل فيه رطوبة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: [(أجاءك شيطانك؟)]، فأوقع في نفسها أنه ذهب إلى بعض نسائه فجامعهن، واغتسل، فعدلت عن ذلك الكلام إلى كلام آخر، ووجهت السؤال إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: (ألك شيطان يا رسول الله، فأجابها بأنه له ولكن الله أعانه عليه فأسلم)، والمقصود من حديث الترجمة هو الغيرة، وذلك أن عائشة رضي الله عنها، لما فقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ووجدته، أدخلت يدها في شعره، خشيت أو ظنت أنه ذهب إلى بعض نسائه، وهذا من الغيرة التي تكون بين النساء، حيث ينقدح في ذهنها الشيء، وإن لم يكن حاصلاً، وإن لم يكن واقعاً، وإنما ذلك بسبب الغيرة، وكون كل واحدة منهما تحب الخير لنفسها، وتريد النبي صلى الله عليه وسلم لنفسها، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه، ويعدل عليه الصلاة والسلام.
وقوله: [(أجاءك شيطانك؟)]، المقصود من ذلك: القرين الذي يكون مع الإنسان، وقد جاء في الحديث في صحيح مسلم: (ما منكم من أحدٍ إلا وله قرينٌ من الجن، وقرين من الملائكة، قالوا: وأنت يا رسول الله، قال: وأنا، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فصار لا يأمرني إلا بخير)، وقوله: [(أجاءك شيطانك؟)]، أي: القرين الذي يأمر بالشر، أو الذي يوقع الشر في القلب وفي النفس، وهي قد فهمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، وأن هذا من عمل الشيطان، وأن هذا مما يوحيه ويقذفه الشيطان في قلب الإنسان، ووجهت السؤال إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: [(ألك شيطان؟)]، فأجابها بأنه كغيره، ولكن الله أعانه عليه، فأسلم، كلمة أسلم، تحتمل أن تكون أسلم من الإسلام، وهو: الاستسلام، والانقياد، وهو الإذعان، أو أنه مضارع من سلم يسلم، فأنا أسلم منه، أي: بدل أسلمَ أسلمُ، فالرواية تحتمل أن تكون أسلمَ، وتحتمل أن تكون أسلمُ، وأسلمُ نتيجة أسلمَ؛ لأنها نتيجة الإسلام السلامة؛ لأن الأول من الإسلام، والثاني من السلامة، الإسلام هو: الاستسلام، والانقياد، والإذعان، وأسلمُ من السلامة، وهو أنه لا يحصل منه له شر، ولهذا جاء بيانه في حديث آخر الذي في صحيح مسلم: (فأسلم، فصار لا يأمرني إلا بخير)، أي: ما يحصل له منه شر؛ لأنه أذعن، واستسلم، وانقاد.

تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (التمست رسول الله فأدخلت يدي في شعره فقال: قد جاءك شيطانك ...)


قوله: [أخبرنا قتيبة].هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا الليث].
هو الليث بن سعد المصري ، ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن يحيى هو: ابن سعيد الأنصاري].
هو المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. والليث إنما عبر بـيحيى فقط، ولم يضف إليها شيئاً، ولكن من دون الليث هو الذي أضاف كلمة: هو: ابن سعيد الأنصاري؛ ليبين من هو ذلك الشخص المهمل الذي ذكره الليث ولم ينسبه، فالذي دون الليث وهو قتيبة أو النسائي أو من دون النسائي هم الذين أضافوا هذا البيان لمعرفة هذا المهمل الذي اقتصر الليث عند ذكر التحديث عنه، بذكر اسمه فقط دون أن ينسبه، فمن دونه نسبه، وبين أنه هو: ابن سعيد الأنصاري.
[عن عبادة بن الوليد بن عبادة].
هو عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
[عن عائشة].
هي أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، التي أنزل الله براءتها في آيات تتلى من كتاب الله عز وجل، براءتها مما رميت به من الإفك، وهي من أوعية السنة، وحفظتها، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

شرح حديث عائشة: (فقدت رسول الله ذات ليلة ... فتحسسته فإذا هو راكع أو ساجد)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني إبراهيم بن الحسن المقسمي عن حجاج عن ابن جريج عن عطاء أخبرني ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (فقدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه، فتجسسته فإذا هو راكعٌ أو ساجد يقول: سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت، فقلت: بأبي وأمي إنك لفي شأن وإني لفي شأن آخر)].أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها، وهي أنها فقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فبحثت عنه، وظنت أنه ذهب إلى بعض نسائه، فبحثت عنه وجدته راكعاً أو ساجداً وهو يقول: [(سبحانك وبحمدك، لا إله إلا أنت)]، أي: وجدته يصلي، وتبين لها أن ما ظنته أنه على غير صواب، وأنه في شأن آخر غير الشأن الذي انقدح في ذهنها، ولهذا لما وجدته يصلي قالت له: بأبي أنت وأمي، أي: أنت مفدي بأبي وأمي، هذا ليس قسم وليس حلف بأبيها وأمها، وإنما هذا تفدية، أي: أنت مفدي بأبي وأمي، فداؤك أبي وأمي، فكلمة بأبي وأمي، أنت مفدي بأبي وأمي، وليس من باب القسم؛ لأنه لا يقسم إلا بالله عز وجل، لا يقسم بالآباء، والأمهات كما جاءت بذلك الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: (لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا تحلفوا بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله، ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون)، وإنما المقصود بأبي وأمي، أي: أنت مفدي بأبي وأمي، هذا هو المقصود من هذه الجملة.
ثم قالت: إنك لفي شأن وأنا في شأن، أنت في صلاة، وأنا أفكر بأنك ذهبت إلى بعض نسائك، أنت في شأن في عبادة الله عز وجل، وأنا وقع في ذهني أنك ذهبت إلى بعض نسائك، ولهذا قالت: [(أنت مفديٌ بأبي وأمي إنك لفي شأن وأنا في شأن، أنت في صلاة وأنا ظننت شيئاً آخر)]، أنا في وادي، وأنت في واد آخر.

تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (فقدت رسول الله ذات ليلة ... فتحسسته فإذا هو راكع أو ساجد)


قوله: [أخبرني إبراهيم بن الحسن المقسمي].ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[عن حجاج].
هو حجاج بن محمد المصيصي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن جريج].
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، ثقة، فقيه، يرسل ويدلس وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عطاء].
هو عطاء بن أبي رباح المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أخبرني ابن أبي مليكة].
هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة].
وقد مر ذكرها.

حديث عائشة: (افتقدت رسول الله ذات ليلة فتحسست ثم رجعت، فإذا هو راكعٌ أو ساجد ...) من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن منصور حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة: أن عائشة رضي الله عنها قالت: (افتقدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه، فتجسست ثم رجعت، فإذا هو راكعٌ أو ساجد يقول: سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت، فقلت: بأبي وأمي إنك لفي شأنٍ وإني لفي آخر)].أورد النسائي حديث عائشة من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].
هو: إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود.
[حدثنا عبد الرزاق].
هو: عبد الرزاق بن همام الصنعاني اليماني، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة عن عائشة].
وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.47 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.65%)]