عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 14-10-2022, 03:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,268
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عيوب النطق في التراث العربي

عيوب النطق في التراث العربي
رشيد الاركو





ت‌. علاج اللثغة:
قال الجاحظ: "وقد كانَتْ لُثْغة محمد بن شبيب المتكلِّم بالغين، وكان إذا شاء أن يقول: عمرو، ولعمري، وما أشبه ذلك على الصحة، قاله، ولكنه كان يستثقل التكلُّف والتهيؤ لذلك، فقلت له: إذا لم يكن المانع إلا هذا العذر، فلست أشكُّ أنك لو احتملت هذا التكلف والتتبع شهرًا واحدًا أن لسانك كان يستقيم"[68].

وقال في موضع آخر: "إن اللثغة في الراء أحقرُهن وأوضعهن، ثم التي على الظاء، ثم التي على الذال، فأما التي على الغين، فأيسرُهن، ويقال: إن صاحبها لو أجهد نفسه جهده، وأحدَّ لسانه، وتكلَّف مخرج الراء على حقها والإفصاح بها، لم يكُ بعيدًا مِن أن تجيبه الطبيعة، ويُؤثِّرَ فيها ذلك التعهد أثرًا حسنًا"[69].

نلاحظ أن الجاحظ ميَّز بين اللُّثغات:
فهناك لُثْغات سهلة ممكن علاجها.
ولثغات صعبة يتعذَّر علاجها.
وقد جعل علاج اللثغات السهلة في تدريب اللسان، وتكلُّف النفس إخراج الحروف من مخرجها؛ حتى يستقيم اللسان على ذلك.

وقد ذكر حلًّا آخرَ للُّثغة، هو تجنب الحرف الذي يلثغ فيه، وقد فعَل هذا واصلُ بن عطاء، فقد كان يُسقط من كلامه جميعَ الكلمات التي تشمل حرف الراء.

خاتمة:
بِناءً على ما سلف ذكره، يتَّضِح أنَّ التراث العربيَّ ينطوي على مادَّةٍ غنيَّة فيما يخص هذه العيوب، ولا أدلَّ على ذلك مما وجدناه في نصوص القدماء من تشخيصٍ دقيق لهذه الظواهر الصوتية، يتماهى مع معطيات الدرس الصوتيِّ الحديث.

وعمومًا، فهذه المحاولة هي بمثابة نافذةٍ صغيرة تهدفُ إلى تقريب عموم القرَّاء من هذا الموضوع الشائق، وقد استندتُ في ذلك على أبحاث ودراسات مهمة.

والحمد لله رب العالمين.


المصادر والمراجع:
الكامل في اللغة والأدب؛ للمبرد، عارضه بأصوله وعلق عليه: محمد أبو الفضل إبراهيم ط3، 1997، دار الفكر العربي.
دراسة الأصوات وعيوب النطق عند الجاحظ، رسالة ماجيستير، من إعداد: هيفاء عبدالحميد كلنتر، 1988، إشراف أ/ محمد حسن حسن جبل.
معجم المعاجم؛ للشرقاوي، ط2، 1993، دار الغرب الإسلامي.
البيان والتبين؛ الجاحظ، تحقيق وشرح عبدالسلام محمد هارون.
الحيوان؛ للجاحظ، تحقيق وشرح عبدالسلام هارون، ط2، مطبعة مصطفى الحلبي وأولاده.
عيوب الكلام: دراسة لما يعاب من الكلام عند اللغويين العرب؛ وسمية المنصور، حولية كلية الآداب، الحولية 7، 1986.
القاموس المحيط؛ للفيروزآبادي، مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، ط 8، 2005، مؤسسة الرسالة.
لسان العرب؛ ابن منظور، طبعة دار صادر بيروت.
رسالة يعقوب الكندي في اللثغة، تحقيق الأستاذ محمد حسان الطيان.
خلق الإنسان؛ للأصمعي، نشره وعلق عليه: أوجست هفنر، المطبعة الكاثوليكية، بيروت.
خلق الإنسان؛ لثابت، تحقيق عبدالستار أحمد فراج، 1965 الكويت.
المخصص؛ لابن سيده، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، الناشر: دار الطباعة الكبرى الأميرية.



[1] انظر: مقالة عيوب الكلام دراسة لما يعاب من الكلام عند اللغويين العرب؛ د. وسمية المنصور.

[2] الكامل في اللغة والأدب؛ للمبرد، ج 1 ص 16.

[3] البيان والتبين؛ الجاحظ ج 1 ص 75، وتجدر الإشارة إلى أن الشاهد البوشيخي فصَّل القول في عنوان الجاحظ لكتابِه، فخرج بعد تمحيص وتدقيق كبيرينِ إلى أن الصواب ليس هو البيان والتبيين، بياءينِ؛ وإنما بياء واحدة مشدَّدة؛ أي: البيان والتبيُّن، ومن أراد التعمق، فلينظر كتاب الشاهد البوشيخي: مصطلحات نقدية وبلاغية في كتاب البيان والتبيُّن؛ للجاحظ، ص 27-46.

[4] المرجع نفسه، ص 85.

[5] دراسة الأصوات وعيوب النطق عند الجاحظ؛ ص 211.

[6] معجم المعاجم؛ للشرقاوي ص 156.

[7] د. وسمية المنصور: عيوب الكلام دراسة لما يعاب من الكلام عند اللغويين العرب ص 11.

[8] المرجع نفسه ص 11.

[9] د. وسمية المنصور: عيوب الكلام دراسة لما يعاب من الكلام عند اللغويين العرب، ص 9، بتصرف.

[10] خلق الإنسان؛ للأصمعي ص 197.

[11] خلق الإنسان؛ لثابت ص 184.

[12] المخصص؛ لابن سِيدَه ج 2 ص 118.

[13] القاموس المحيط؛ للفيروزابادي ص 1083.

[14] خلق الإنسان؛ للأصمعي ص 197.

[15] خلق الإنسان؛ لثابت ص 185.

[16] يقصد به الحرف الساكن، ويقابله بالإنجليزية: consonant.

[17] دراسة الأصوات وعيوب النطق عند الجاحظ ص 218.

[18] المخصص لابن سيده ج 2.ص 118.

[19] القاموس المحيط ص 48.

[20] دراسة الأصوات وعيوب النطق عند الجاحظ ص 220.

[21] خلق الإنسان؛ لثابت، ص 183.

[22] المخصص، ج 2 ص 122.

[23] القاموس المحيط، ص 203.

[24] انظر خلق الإنسان؛ للأصمعي، ص 197، وخلق الإنسان؛ لثابت، ص 182.

[25] البيان والتبين؛ للجاحظ، ج 1ص 40.

[26] منقول عن كتاب "دراسة الأصوات وعيوب النطق عند الجاحظ"، ص 241.

[27] الذر: صغار النمل.

[28] القاموس المحيط ص 986.

[29] خلق الإنسان؛ لثابت ص 183.

[30] منقول من كتاب "دراسة الأصوات وعيوب النطق عند الجاحظ"، ص 236.

[31] هي منابت الأسنان.

[32] القاموس المحيط ص 760.

[33] انظر: دراسة الأصوات وعيوب النطق عند الجاحظ، ص 236.

[34] البيان والتبين؛ للجاحظ 1/39.

[35] الحيوان؛ للجاحظ ج4 / ص21.

[36] لسان العرب مادة ج6 / ص46.

[37] القاموس المحيط ص 537.

[38] منقول من كتاب دراسة الأصوات وعيوب النطق عند الجاحظ ص 221.

[39] خلق الإنسان؛ لثابت ص 185.

[40] المخصص؛ لابن سيده ج2 ص 118.

[41] القاموس المحيط ص 853.

[42] انظر: دراسة الأصوات وعيوب النطق عند الجاحظ ص 222.

[43] كتاب خلق الإنسان؛ لثابت ص 186.

[44] البيان والتبين ج1 /ص 7 ، 15.

[45] جاء في القاموس: "رتج الباب: أغلقه"؛ ص 190.

[46] انظر: لسان العرب مادة ص 298.

[47] انظر: دراسة الأصوات وعيوب النطق عند الجاحظ ص 217.

[48] انظر: البيان والتبين ج1 ص 37.

[49] البيان والتبين ج 3 ص ص 201، 213.

[50] انظر: دراسة الأصوات وعيوب النطق عند الجاحظ ص 270.

[51] المخصص ابن سِيَده؛ ج2 ص 118.

[52] القاموس المحيط ص 853.

[53] خلق الإنسان؛ لثابت ص183.

[54] المخصص؛ لابن سيده ج2.

[55] المخصص؛ لابن سيده ج2.

[56] انظر: اللسان مادة ج 4 ص 194.

[57] رسالة يعقوب الكندي في اللثغة، تحقيق الأستاذ محمد حسان الطيان ص 1.

[58] البيان والتبين ج1 ص 34.

[59] نفسه.

[60] نفسه ص 35.

[61] نفسه.

[62] البيان والتبين ج1 ص 36.

[63] البيان والتبين ج1 ص 36.

[64] انظر: رسالة اللثغة للكندي، تحقيق الأستاذ محمد حسان الطيان، ص 14.

[65] نفسه ص 14.

[66] نفسه ص 14 - 15.

[67] نفسه ص 15.

[68] البيان والتبين ج1 ص 36.

[69] نفسه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.14 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]