ملف سيرتك الذاتية CV
د. علي أحمد الشيخي
للشباب (13)
ملف سيرتك الذاتية (CV) [*]
السيرة الذاتية: هي بيان أو تقرير شخصي موجز، يستعرض ملخص البيانات الشخصية، والأعمال السابقة، والمؤهلات والميول، وهي وسيلة لترويج النفس لجذب انتباه أصحاب العمل، وهي بمثابة بطاقة الهوية الخاصة بك التي تميِّزك عن غيرك، وهي اختصار لـ Curriculum Vitae.
والسيرة فن أدبي يهتمُّ بتصوير حياة شخصية طالب العمل، ونقل تفاصيلها ومحطاتها البارزة إلى الغير، فهي المفتاح لعالَم الوظائف، والانطباع الأول الذي يتكوَّن عنك، بل هي تذكرة العبور إلى محطة العمل، وهي اللسان الذي يتحدَّث بدلًا عنك أمام أشخاص لا تعرفهم من قبل.
والسيرة نوعان: سيرة ذاتية؛ وهي مجال حديثنا، وسيرة غيرية؛ وهذه لا تعنينا هنا في شيء، وتُعرض السيرة الذاتية بطريقتين: ورقية أو إلكترونية، وينبغي على الشاب أن يَحرص بعناية على إنشاء ملف سيرته الذاتية CV؛ وذلك باسترجاع أحداث حياته السابقة، وعليه أن يكون منطقيًّا عند كتابة سيرته الذاتيَّة؛ وذلك بالتركيز على ثلاثة جوانب هي: التنسيق المنطقي، وسلامة اللغة، والإبداع الجذاب، وتأكَّد أنَّ سيرتك الذاتية تعكس شخصيَّتك، فلا تبخل بوقتك وتفكيرك في إعدادها ومراجعتها، وأنبِّه عند كتابة السيرة الذاتية بمراعاة الجوانب التالية:
محتويات ملف السيرة الذاتية:
• اجعل مقدِّمة سيرتك الذاتية Objective وافيةً وشاملة ومركزة؛ بحيث تعطي فكرة واضحة عنك وعن قدراتك، وتذكَّر أن السيرة الذاتية هي بمثابة بَصمة الإصبع التي يجب ألَّا تتشابه مع شخص آخر، وابتعد عن ذِكر التفاصيل التي لا داعي لها؛ كعدد الأولاد وأعمارهم، أو مطلق مثلًا، أو أرمل ولديك عدد من الأطفال؛ فهذه قد تُحلَّل من قبل اللجنة على أنَّها عائق عن العمل.
• لا تكتب سيرتك الذاتية عند الطلب؛ بل اجعلها حاضرة ترعاها وتنميها في كل حين، واحرص على تَحديث بياناتها بين الحين والآخر، ومن الأخطاء التي يقع فيها البعض تقديم صيغة واحدة لكلِّ الجهات التي يرسل ملف سيرته إليها، وما علم أن لكلِّ عمل طبيعةً خاصة، ويحتاج إلى مهارات مختلفة، واهتم كثيرًا بتلميع سيرتك الذاتية بجعلها قابلة للقراءة والقبول، وحبذا استخدام كلمات قويَّة وجاذبة تشدُّ الانتباه؛ مثل طورت، دربت، أعتبر نفسي مرنًا، وابتعد عن الكلمات الضعيفة مثل: أتمنى، أحب.
• اكتب اسمك ثلاثيًّا بما فيه اسم العائلة؛ فالثنائي يجعلك تتشابه مع كثير من المتقدمين، بينما إيراد اسم الجد يُعطي إطالة لا داعي لها، واجعل مقاس خط الاسم أكبر قليلًا من الخط المستخدم في بقية بيانات السيرة الذاتية، ودوِّن تاريخ الميلاد بالأرقام عدا الشهر فيفضل كتابته بالأحرف.
• عند ذِكر المؤهل الدراسي، أشر إلى مشروع التخرُّج إذا كان له علاقة بالوظيفة التي تقدَّمتَ لها، أو موضوع الرسالة إذا كان المؤهل (ماجستير) أو (دكتوراه).
• استخدم أحد القوالب الخاصة بكتابة السيرة الذاتية، وهي متوفرة على شبكة الإنترنت، انظر المرفق (1، 2)؛ وهما للاسترشاد فقط.
• احرص على تناسق ملف سيرتك الذاتيَّة؛ من حيث التنسيق والخطوط ومقاس الخط الذي ينبغي ألا ينقص عن مقاس 12، واهتم بسلامة اللغة؛ من حيث الأخطاء اللغوية والإملائية، وتجنب صيغ البناء للمجهول مثل عُهد إليَّ... أُسند إليَّ...، واحذر إخراج سيرتك الذاتيَّة ملطَّخة بالألوان مما يشتِّت الانتباه، فعندما يكون الملف على هيئة عارضة أزياء، فغالبًا يكون حظه الرَّفض، واهتم بنظافة ملف سيرتك الذاتية عند تقديمها ورقية.
• اكتب سيرتك على شكل نقاط، ورتِّبها بدءًا بالأحدث؛ فجهة العمل الحالية يهمها معرفة عملك في السنتين الأخيرتين دون ما كان قبل خمس سنوات فأكثر.
• فكِّر فيما يبحث عنه صاحب العمل؛ وذلك بتقديم الخبرات التي تَتناسب مع العمل الجديد، واجعلها في البداية دون النَّظر لتسلسل التاريخ الزمني، واحرص على قراءة شروط الوظيفة المتقدم لها؛ حتى تتمكَّن من استكمال جميع المطالب، وحذار من إيراد التجارب القصيرة؛ كالعمل لمدة شهر أو شهرين، فهذا قد يعطي انطباعًا بعدم جدِّية طالب العمل، وقد يكون سببًا للإبعاد.
• الزم الاختصار عند كتابة سيرتك الذاتيَّة، واجعلها تتراوح بين صفحة إلى صفحتين بحدٍّ أقصى، ولا مانع من الملاحق إن دعَت الحاجة؛ فالعبرة بالكيف لا بالكَمِّ، فقد تَحصل سيرة ذاتية من صفحة واحدة على فرصة لدخول المقابلة الشخصية، بينما تُرفض سيرة تتكوَّن من عدة صفحات.
• ابدأ بذكر إنجازاتك السَّابقة قبل إيراد المسؤوليات التي تقلَّدتها، وإياك والبدء بذكر هواياتك في مقدِّمة السيرة الذاتية، وتجنَّب ذكر انتماءاتك السياسية أو الرياضية أو ما تعانيه من أمراض أو إعاقة.
• لا تعطِ تفاصيل لسِرِّيات عملك السابق، فذِكر التفاصيل قد يشير للتشكيك في قدرتك على حفظ أسرار العمل.
• أبرز مهاراتك Skills، فلا تختصرها؛ لأهميَّة معرفتها من قِبل جهة العمل الجديدة، كونها من أبرز عناصر المفاضلة، وركِّز على ما يميزك عن غيرك في مجال العمل، وأظهر مدى حرصك على التعاون، وإذا شعرتَ أن هناك نقصًا في مهاراتك فأظهر حرصك الشديد على التعلُّم؛ فأصحاب العمل يبحثون دائمًا عن الأشخاص الذين يتميَّزون بالمرونة والقادرين على تعلُّم مهارات جديدة، واعلم أنَّ ادعاءك لمهارات لا تَمتلكها يُعد نوعًا من الكذب والتزوير، فكم من شخص تعرَّض للفصل من العمل عندما اكتشف أرباب العمل زيف دعواهم.
• إذا كانت جهة العمل قد طرحَت عدَّة وظائف، فوضِّح في سيرتك المجالَ الذي ترغب في التقدُّم إليه، والذي يتناسب مع ميولك وخبراتك، ولا تترك الأمر مفتوحًا دون تحديد.
• اكتب التاريخَ بشكل صحيح باليوم والشهر والعام، أمام كل عمل أو خبرة من خبراتك السابقة، وكذا المدة التي قضيتها في ذلك العمل، وخاصة فيما لو كان له علاقة بالعمل الجديد.
• لا تضع صورة شخصية لك في ملف سيرتك الذاتية، إلَّا إذا كان ذلك ضمن أحد المطالب التي تمَّ الإعلان عنها.
• لا تذكر الراتبَ السابق الذي كنت تتقاضاه، ولا تسأل عن الراتب الجديد، فغالبًا شدَّة الدافع للمال يقابلها ضعف استمتاع الموظف وانتمائه لعمله، كما قد يشير إلى عدم حرص الموظف على الإنجاز؛ وهذا قد يقلِّل من فرص حظوظك لدى أرباب العمل، مع ملاحظة أن كل الشركات وجهات العمل لديها كادر وظيفي ثابت.
• اجعل العنوان الذي سوف يتم التواصل معك عبره واضحًا، وحدِّث رقم جوالك وبريدك الإلكتروني، فقد يكون رقم جوالك المسجل في السيرة قديمًا قد تمَّ استبداله، أو أن البريد غير نشط، أو أن ترسل البريد الإلكتروني دون إرفاق ملف السيرة الذاتية، أو أن ترسل ملف سيرتك إلى غير الجهة المسؤولة عن استقبال الطلبات.
• احذر أن يكون بريدك الإلكتروني باسمٍ غير لائق كاسم دلع مثلًا، أو اسم غير صريح؛ وهذا قد يعطي دلالة على عدم الجديَّة لديك، وينبغي أن يكون صريحًا باسمك الحقيقي.
• اجعل ملف سيرتك بصيغة Pdf؛ حتى لا يتعرَّض ملفك لحذف بعض عباراته أو للتعديل.
• استخدم تسلسلًا منطقيًّا، أولًا وثانيًا...، أو 1، 2... وهكذا، وتحت كل عنصر رئيس فقرات فرعية مما يتعلق به إن وجدت.
• اذكر عددَ الساعات التدريبية التي تلقَّيتها، وأشر إلى اسم البرنامج متى ما كانت له علاقة بطبيعة العمل المطلوب، وتأكَّد أنه ليس الهدف كثرة عدَد الساعات التدريبية؛ وإنما الهدف هو تَنمية المهارة، ونضوج الفكر، ووضوح التوجُّه.
• أشِر إلى خبرتك الحاسوبيَّة والتقنية، فلم تعد الأعمال اليوم في حاجة إلى عامل أمِّي في التقنية.
يتبع