كلمات في الطريق (170)
أ. محمد خير رمضان يوسف
• المكتبةُ مثلُ المدينة،
فيها شوارعُ تؤدِّي إلى الفنادق،
ومنعطفاتٌ تأخذُكَ إلى استراحات،
ووسائطُ تسري بكَ إلى المقاهي،
وسلالمُ ترفعُكَ إلى الجامعاتِ ومراكزِ العلم.. أو المصانع،
وفيها أناسٌ مازالوا يهمسون،
من مختلفِ الأعمارِ والاختصاصات.
وبإمكانِكَ أن تبرمجَ وقتكَ أو مزاجك،
فتمضيَ إلى من تحبّ،
وعند من تريد،
وأن تغيِّرَ ذلك في الوقتِ الذي تشاء،
إذا كانت مكتبةً غنيَّةً متكاملة،
ونفسُكَ قابلةً للتكيِّفِ مع الثقافةِ والعلوم.
• السيولُ تأخذُ كلَّ شيءٍ في طريقها،
لأنها قوية،
ولا تتركُ سوى الصخورِ الكبيرةِ والأشجارِ الضخمة.
وكذلك الثقافةُ القوية،
تجرفُ معها كلَّ الثقافاتِ الصغيرة،
أو تغيِّرها،
أو تؤثِّرُ فيها تأثيرًا ما،
ولا يقفُ أمامها سوى الثقافاتِ الأصيلةِ المتجذِّرة،
التي تبقَى ثابتة،
عويصةً على الانحلالِ والانكسار.
والثقافةُ الإسلاميةُ مازالت مستمرَّةً منذُ أن ولدَ الإسلام.
• الإقدامُ على أمرٍ مهمٍّ لا يكونُ إلا بقرارٍ من الشخص،
ويكونُ هذا الإقدامُ أحدَ ثلاثة:
ذاتيًّا،
أو خارجيًّا،
أو تشاوريًّا،
وهذا الأخيرُ هو الأفضل،
ويعني القرارَ الجماعي.
• الغضبُ الشديدُ نسخةٌ معدَّلةٌ من الجنون،
وحربٌ على الذاتِ قبلَ الآخر،
ورسالةٌ قاسيةٌ للقلبِ بالتوترِ والانفعال،
وللشعورِ بالهيجان،
وللنفسِ بالتدهور.