عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 09-09-2022, 03:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,114
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عرض كتاب: الإسلام في شعر حمام للدكتور طاهر عبداللطيف عوض


نَادَى الْمُؤَذِّنُ لِلصَّلاَهْ
طُوبَى لِمَنْ لَبَّى نِدَاهْ

أمَّا في ركن الزَّكاة، فنجد "حمامًا" يؤكِّد على مفهوم "التَّكافل الاجتماعي" بين المُسلمين، ويوضِّح أنَّ الزكاة من سِمات المُجتمع المسلم في توادِّه وتراحُمِه وتماسُكِه، وقد كان الشاعر جَوَادًا كريمًا طيِّب النَّفْس، ورغم فَقْرِه وعوَزِه في بدايات حياته، فكان لا يبخل على أصحابه وسائليه بما في يده، يقول "حمامٌ":


وَوَاسَيْنَا الأَرَامِلَ وَالأَيَامَى
وَمَنْ يَصْلَيْنَ مِنْ ثُكْلٍ جَحِيمَا

وَعِشْنَا لاَ الْحَزِينُ سَجِينُ حُزْنٍ
وَلاَ ذُو السُّقْمِ نَتْرُكُهُ سَقِيمَا

وَنُكْرِمُ وَجْهَ مُعْتَزٍّ عَفِيفٍ
وَنَحْمِي الْحُرَّ أَنْ يَرِدَ اللَّئِيمَا

أمَّا الصِّيام، فقد جاء ذِكْرُه في أكثرَ مِن قصيدةٍ من قصائد "حمام"، فنجده يؤكِّد أنَّ الصيام تنَزُّهٌ عن المادَّة، وعن السُّوء في القول والفعل، وأنه يصبُّ في مفهوم "التَّكافل الاجتماعي"، والإحساس بِمُعاناة الفقير الجوعان، وفي ذلك يقول "حمامٌ":
يَا صَابِرِينَ عَلَى جُوعِ الصِّيَامِ أَلاَ
رَثَيْتُمُ لِفَقِيرٍ عَاشَ جَوْعَانَا

فِي مَغْرِبِ الشَّمْسِ كَمْ غَصَّتْ مَوَائِدُكُمْ
بِالطَّيِّبَاتِ أَفَانِينًا وَأَلْوَانَا

وَفِي بُيُوتِ سِوَاكُمْ أَنْفُسٌ شَقِيَتْ
مِنْ طُولِ مَا لَقِيَتْ جُوعًا وَحِرْمَانَا


وينبِّه الشاعر بِنَزعتِه السَّاخرة من يظنُّون الصوم مجرَّد حبس الطَّعام عن الجسد لوقت محدَّد، ويؤكِّد لهم أنَّ صومهم لا طائل منه، ورُبَّ صائمٍ ليس له من صومه إلاَّ الجوعُ والعطش، ويشتدُّ سخريةً ممن يَقْضون يوم صومهم نُوَّام النهار من أجل انقضاء ساعات الصوم، غافلين عن معنى الصَّوم الحقيقي، أو مَن يجعلون شهر الصِّيام شهرَ التفنُّن في الطعام؛ يقول "حمام":
لاَ هَنَّأَ اللهُ بِهِ مُفْطِرًا
وَلاَ جَزَى الآثَامَ إِلاَّ الأثَامْ

وَلاَ ارْتَضَى صَوْمًا لِذِي غَفْلَةٍ
يَجْعَلُ شَهْرَ الْجُوعِ شَهْرَ الطَّعَامْ

يَفْتَنُّ فِي أَلْوَانِهِ مُمْعِنًا
فِي الأَكْلِ حَتَّى لاَ يُطِيقُ الكَلاَمْ!

يَوَدُّ لَوْ صَارَ الضُّحَى مَغْرِبًا
وَيَكْرَهُ النُّورَ وَيَهْوَى الظَّلاَمْ


وَقَدْ يُذِيبُ اليَوْمَ فِي غَفْوَةٍ
وَيَتَّقِي الصَّوْمَ بِطِيبِ الْمَنَامْ

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.99 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]