عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-09-2022, 03:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,228
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عرض كتاب: الإسلام في شعر حمام للدكتور طاهر عبداللطيف عوض


يَا رَابِضِينَ عَلَى الْخَلِيجِ تَحَرُّشًا
وَتَرَبُّصًا بِشَرَاذِمِ الدُّخَلاءِ

يَا شَاهِرِينَ عَلَى العَدُوِّ سُيُوفَهُمْ
بِعُمَانَ فِي بَأْسٍ وَحُسْنِ بَلاءِ

يَا مُرْهِقِينَ الْخَصْمَ فِي عَدَنٍ وَجِي
رَتِهَا بِلاَ وَهَنٍ وَلاَ إِعْيَاءِ

يَا كُلَّ لَيْثٍ فِي الْجَزَائِرِ هَازِئٍ
بِالْمَوْتِ صَوَّالٍ عَلَى الأَعْدَاءِ

حَيَّا الإِلَهُ جِهَادَكُمْ وَجِلاَدَكُمْ
وَثَبَاتَكُمْ فِي الْمِحْنَةِ السَّوْدَاءِ

حَيَّا الإِلَهُ خُطَاكُمُ إِذْ كُلِّلَتْ
بِالنَّصْرِ رُغْمَ شَرَاسَةِ الْخُصَمَاءِ

يَا شَعْبَ بَاكِسْتَانَ وَالقُرْآنُ يَجْ
مَعُنَا عَلَى رَحِمٍ وَصِدْقِ وَلاءِ

يَا أَرْضَ أَفْغَانَ الطَّهُورَ وَمَنْبَتَ الْ
أَخْيَارِ وَالأَبْرَارِ وَالْحُنَفَاءِ

يَا أَنْدُونِيسْيَا وَالنِّفَاحُ عَنِ الْحِمَى
شَرْعُ الكِرَامِ وَسِيرَةُ الشُّرَفَاءِ

يَا مِصْرَ وَالسُّودَانَ يَا شُرَكَاءَ مَا
ءِ النِّيلِ أَنْتُمْ أَكْرَمُ الشُّرَكَاءِ

يَا أُسْرَةَ الإِسْلاَمِ حَيْثُ أَقَمْتُمُ
سِيَّانِ دَانٍ مِنْكُمُ أَوْ نَائِي

قَدْ طَافَ قَلْبِي بَيْنَكُمْ وَكَأَنَّكُمْ
أَحْنَى الرِّفَاقِ وَأَنْبَلُ العُشَرَاءِ

اعتمد الكاتبُ على الطَّبعة الوحيدة لديوان "حمام" وقْتَذاك؛ والتي صدرَتْ في عهد الكاتب عام 1974 عن الهيئة المصريَّة العامة للكتاب، وقد صدرَتْ بعد هذه الطبعة طبعةٌ أخرى، فقد صدرَتْ له طبعةٌ جديدة عام 1984 عن دار تهامة، وهذه الطبعة حوَت الكثير مما لم تَحْوِه الطبعة الأولى، وضمَّت المبعثَر من شعره، وتم فيها تنقيحُ بعض قصائده القديمة غير المكتملة، إلى جانب أنَّ الأسرة كانت تعتزم عام 2008 إعادةَ طبع بعض المختارات من الديوانَيْن، مع إضافة بعض القصائد والمختارات الشِّعرية التي لم تُنشَر من قبل، وذلك على لسان كريمة الشاعر الأستاذة "أمينة حمام" حينذاك، ولعلَّ من الجدير ذكره أنَّ أوَّل ما نُشِر من شعر "محمد مصطفى حمام" مجموعًا ديوانُه "آية وفاء" والذي نشرَتْه مطبعة السُّنة المحمدية بالقاهرة.

لم يأتِ الكاتبُ فيما اختاره لـ"حمام" بأيِّ قصيدة متعلِّقة بحدثٍ سياسي مباشر، متعلِّق بالأمَّة الإسلامية، والأحداث التي كانت في بداية القرن من تكالُب الدُّول الغربيَّة على تفتيت أوصال الأمَّة الإسلامية، كحرب فلسطين مثلاً، أو سقوط الخلافة العثمانيَّة، أو احتلال فرنسا للجزائر، أو إيطاليا لليبيا، أو انفصال الباكستان عن الهند، وغيرها مما عاصرَه "حمام" في تاريخ حياته، اللهم إلاَّ من ذِكْرٍ عارض لإحدى مُختارات قصيدةٍ ذَكر أنه كتَبها تأثرًا بِوَعْد "بلفور" المشؤوم ساعتَها، وأغلب الشِّعر الذي اختاره الكاتب لـ"حمام" شعرٌ عام، قد يُطلَق في أي مناسبة عامَّة، وما هو متعلِّق بحادثة معيَّنة - فيما اختاره له - يعدُّ من شعر المناسبات، كالأشعار التي تتعلَّق بمولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ذكرى مولده الشريف، أو الأشعار الخاصَّة بحلول مناسَبة الهجرة النبويَّة، وهذا قد يعطي إحساسًا بعدم تفاعل "حمام" الحيوي والمباشِر مع النكبات والهزَّات التي كانت تُواجه الإسلام والأمَّة الإسلامية، وهذا غيرُ صحيحٍ ألبتَّة، فيما قرَأْناه من أشعار "حمام" الأخرى في ديوانه، حيث كان هدفُ "محمد مصطفى حمام" الأسمى الذي يضَعُه نصب عينيه في أغلب قصائده هو وَحْدةَ الصفِّ الإسلامي، والعودةَ للدِّين عن عقيدة صافيةٍ تأكَّدَت لدى "حمام" منذ بداياته الشِّعرية، ويعدُّ هذا أمرًا عجيبًا في دراسةٍ تحمل اسمَ "الإسلام في شعر حمام".

لم يَذْكر الكاتبُ من قريبٍ أو من بعيد البحورَ والعَروض التي كانت سائدةً في نتاج "حمام" الشِّعري، ولو حتَّى عرَضًا أثناء الحديث عن مبحثَي اللُّغة وبناء القصيدة في شعر "حمام".
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.75 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]