الموضوع: أبو العتاهية
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-09-2022, 11:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أبو العتاهية

فقال بشار: "أبهذا الشعر يقدم علينا؟"، فلما أتى على قوله:
أتته الخلافة منقادة
إليه تجرر أذيالها

فلم تك تصلح إلا له
ولم يك يصلح إلا لها

ولو رامها أحد غيره
لزُلزلت الأرض زلزالها

ولو لم تُعطه نيَّات القلوب
لَما قبل الله أعمالها

وإن الخليفة من قول لا
إليه ليبغض من قالها

فاهتز بشار طربًا، وقال: "يا أخا سليم، أترى الخليفة لم يَطِرْ طربًا عن فراشه لِما يأتي به هذا الكوفي؟".وقضى أبو العتاهية مدة طويلة يتغزل بعتبة حتى شاع فيها شعره، فأمر المهدي بجلده وإدخاله السجن، ولم يعف عنه إلا بشفاعة خاله يزيد بن منصور الحميري[7].وفي أيام الرشيد عاد الشاعر يتغزل بعتبة والسعي للزواج منها؛ حدث أبو العباس يحيى بن ثعلب قال: "كان أبو العتاهية قد أكثر في مسألة الرشيد في عتبة، فوعده بتزويجها، وأنه يسألها في ذلك، ثم دعا به وقال: "ضمنت لك يا أبا العتاهية، وفي غد تُقضى حاجتك إن شاء الله"، وبعث إلى عتبة: "إن لي إليك حاجة، فانتظريني الليلة في منزلك"، فأكبرت ذلك وأعظمته وصارت إليه تستعفيه، فحلف ألا يذكر لها حاجته إلا في منزلها، فلما كان الليل سار إليها ومعه جماعة من خواص خدمه، فقال لها: "لست أذكر حاجتي أو تضمنين قضاءها"، قالت: "أنا أَمَتُك وأمرك نافذ فيما خلا أمر أبي العتاهية، فإني حلفت لأبيك رضي الله عنه بكل يمين يحلف بها بر وفاجر، وبالمشي إلى بيت الله الحرام حافية، كلما انقضت عني حجة وجبت علي أخرى، لا أقتصر على الكفارة، وكلما أفدت شيئًا تصدَّقت به إلا ما أصلي فيه"، وبكت بين يديه فرقَّ لها ورحِمها، وانصرف عنها، وغدا عليه أبو العتاهية، فقال له الرشيد: "والله ما قصرت في أمرك ومسرور وحسين ورشيد وغيرهم شهود لي بذلك"، وشرح له الخبر؛ قال أبو العتاهية: "فلما أخبرني بذلك مكثت مليًّا لا أدري أين أنا قائم أو قاعد، وقلت: الآن يئست منها؛ إذ ردتك وعلمت أنها لا تجيب أحدًا بعدك"، فلبس أبو العتاهية الصوف، وقال في ذلك من أبيات[8]:
قطعت منك حبائل الآمال
وحططتُ عن ظهر المطي رحالي

ووجدت برد اليأس بين جوانحي
وأرحت من حلي وترحالي

هي قصيدة طويلة تعتبر من أروع قصائده ومنها:
الآن يا دنيا عرفتك فاذهبي
يا دار كل تشتُّت وزوال

والآن صار لي الزمان مؤدبًا
فغدا علي وراح بالأمثال

والآن أبصرت السبيل إلى الهدى
وتفرَّغت هممي عن الأشغال

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.39 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]