[ابوالوليد المسلم]

مسألة الحرفيين


محمد هادفي






إن النظر والتأمُّل في هذه المسالة يدفع إلى الوقوف عند بعض النقاط ذات الأهمية، التي تجعل من الواجب طرحَها والتفكيرَ فيها واستيعابها.

حيث إن المقصود من كلمة (حِرفي) هو الشخص الذي يمارس أنشطةَ الإنتاج أو التحويل أو الإصلاح أو إسداء الخدمات، معتمِدًا أساسًا على العمل اليدوي.

من ذلك أرى أن قطاع الحِرَف هو قطاع حسَّاس وذو ثقل وأهمية في أي مجتمع من المجتمعات؛ حيث يَسهر على تسيير مطالب الناس وتوصيلها وتوفيرها في حركةٍ مستمرَّةٍ ومتواصلة.

لذلك كان من الواجب أن يَسعى الحرفيُّون كلٌّ حسب تخصُّصه إلى الوعي بتلك القيمة التي يمثِّلها نشاطهم، وذلك بالسهر على تنظيم قطاعاتهم، والسعي إلى تطويرها وتجويدها قدرَ المستطاع؛ من حيث طريقةُ تقديم الخدمات، وتسويقها وإيصالها إلى الناس.

من هذا المنحى أرى أن الحرفي يجب أن يكون مثالاً وقدوة في أيِّ مجتمع؛ من حيث النظامُ والانضباطُ وإتقانُ العمل والتفاني فيه، وأيضًا نموذجًا حسنًا لأدب المعاملة مع الناس؛ ولذلك وجَب على الحرفي أن يكون حسَن السيرة طيب الأخلاق، سواءٌ في حياته الخاصة أو العمليَّة؛ فذلك ضمان تفرضه طبيعةُ نشاط الحرفي، فهو نزيهٌ كادح عامل جدِّي، يسعى إلى الرقي والتطوير والتفاني، حسَنُ السلوك طيِّب المعاملة.

ممارسةُ الحرفة دافعٌ للحرفيِّ لكي يكون إنسانًا جيد الخلق، ذا سلوكٍ محمود في عمله، أو في حياته الخاصَّة.