عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 03-09-2022, 01:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,140
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أبيات في مدح الشيب






أفضل نتاج للمشيب، وأعظمه، التمسك بشرعة الله -تعالى- والتزام طاعته، واجتناب حُميَّا الجاهلية. وكان كثير من الشيب فطنين لهذا، ومنهم " أبو العباس أحمد بن شكيل " [79]، الذي زاوج ووفق - في ثنائه على من يحب - بين شبيبته، وشيبته، إذ رأى أنه يمتاز بالجود والسخاء شبابا، والزهد والصلاح أشيب، ولذا فإنه قد رجاله كرم الكريم، وعفو الغفور، فيقول: [80] [من الطويل ]:





شَبيبتُه بين المكارم واللُّها

وشَيْبتُه بَيْنَ الفرائِضِ والسُّنَن




لَعَمرِي لَنِعْمَ المرءُ حَيَّا وهالكًا

لدَافنه الفَخْرُ العظيم بِمَنْ دَفَنْ




فَبُوركَ مِنْ قَبْرٍ وطُهر مِنْ ثرى

وقُدِّسَ مِنْ رُوح وعو في من بَدَن




رَجَوْتُ لَهُ عَفْوَ المُهَيْمِن إِنَّهُ

هُوَ المَلِكُ الغَفَّارُ ذو الطَّوْلِ والمنن












فدعا لقبر ممدوحه بالبركة، ولثراه بالطهر، ولروحه بالتقديس، ولبدنه بالعافية.



ولابن شكيل أبيات أخرى، في الرد على من يزدري الشيب، ويتنكر له مبينا أثر الخطوب في تناسي سالف الحسنات، وعظيم الطاعات، فيقول: [81] [من الطويل ]





أَسَاَءْت بأسماءَ الخَطُوبُ صنيعها

إلينا، فَأَنْسَتْ سَالِفَ الحَسَنَاتِ




طوى الترب منها في حشاه سريرةً

مِنَ المَجْدِ، والأسرارُ للمُهَجَاتِ












إلى أن يقول:





وقالوا: عجوزٌ، قُلْتُ: رُبّ صنيعةٍ

تزيدُ بها حُسْنًا عَلَى الفتَيَاتِ




مَضَتْ سَلَفا، والكل يقفو سبيلها

مُشَيَّعةً بالبرِّ والصَّلَواتِ












فقوله: " وقالوا عجُوزٌ " بيان لحال البشر، من الاهتمام بمن مات شابا، لا شيخا، وفيه إنكار منه عليهم ذلك، وتبكيت لهم، وتكشف هذه الصورة، وما شاكلها، عن أثر الثورة الاجتماعية، والثقافية، في عصر الموحدين على الفكر الأندلسي عامة، وابن شكيل خاصة.



" لم يستلهم ابن شكيل الوضع الجديد فحسب، ولكنه أسهم فيه أيضًا وتتمثل هذه المساهمة في الكلمة الفياضة الشاعرة، التي شخصها بأنواع من الرموز والدلالات، لتنهض بمهمتها.. " [82]



فمن الضياع والبوار، أن يبلغ المرء سن النهى، ولم ينتبه لواجبات مشيبه وحقوقه، فينتهي عن فجوره ومجونه.



يقول الفازازي [83] معنفًا من حاد عن الجادة، وأقام على ما دعته إليه صبوته: [84] [من الطويل]





بَتَأْتَ عَلَى ذِيب بغيب لك الويب

بدا مِنْكَ سَيْبٌ آيةُ مَا بِها رَيْبُ [85]




بِدَارِكَ مَوْتٌ وهو غيب له هيب

بِدَارِ إلى الأعلى فَقَدْ وَضَح الشَّيبُ




وَكَّفا عَنِ الأَدْنى فَقَدْ وَضَحَ العَيْب











يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.43 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]