عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 03-09-2022, 01:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أبيات في مدح الشيب

وعلى نفس القالب يصوغ علي بن سعيد بن حزم [50] بباهر الصنع، وفائق القول، فيقول [51] (من الوافر ):



وأَيَّةُ شَيْبَةٍ إِلاَ نذيرٌ

فَهَلْ طَرَبٌ وَقَدْ مَثُلتْ خطيبا؟




ومِلْتُ عَلَى الشَّبابِ عن التصابي

وكيف به وَقَدْ طَلعَتْ رَقيبا؟







حقا، قليل الشيب نذير، فلا طرب معه، ولا تصابي، وقد قام خطيبا بوهن

صاحبه، وفنائه، وطلع رقيبا على أقواله وأفعاله، مروعا أتباعه وأشياعه. فالمشيب هادم طريق الجرائم، وهازم شيطان المجون والصبوة والمآثم. فيقول في موطن آخر: [52] [من الطويل]




فَمَنْ مُبْلغٌ عني الشَّبيبةَ أنّني

لويتُ عِنَاني عَنْ طريقِ الجَرَائمِ




ومِلْتُ بِطَرْفِي عن فتاة وقهوة

وعطَّلْتُ سَمْعي مِنْ مَلامِ اللوائمِ




صَحَوْنا وقَدْ أَضْحتْ هُناك سماؤنا

وكُنْا نَشَاوى تحت ظِلِّ الغَمائمِ [53]




فما راعني إلا وميضٌ لِشَيْبَةٍ

توقَّدَ في قَطْع من الليلِ فاحمِ [54]




ولا هالني إلا نذيرٌ برحلةٍ

مسحتُ له مِنْ رَوْعةٍ جَفْنَ نَائم ِ







أفاق الشاعر بعد طول ملام، وسعي في طريق الحرام، فعاهد نفسه على ترك ما فيه من غواية وضلال.

وقد أصل أبو العرب [55] فضل المشيب على هيئته وجوهره، أمام من استهوتهم الشهوات، واستولت عليهم الملذات، وقد بات ليالي وأياما في أحضان المجون والتصابي، موقنا أنه ينبغي استقبال داعي الحلم - المشيب - بالترحاب، مراعيا حقوقه ليل نهار.

فيقول مبينا زهده، وحسن توبته، وسرعة أوبته، وعظيم غيرته، على حرمات المسلمين. إذ إنه لم يهدأ له بال، ولم يقر له قرار، حتى يرى الدين راضيا: [56]

[ من الطويل]



عَرَفْتُ فَودّعْتُ الصِّبا والغوانيا

وقُلتُ لِدَاعي الحِلْمِ لبّيكَ دَاعِيا




فما يَزْدهيني دَل ُّكُلِّ غريرة

تُزّيِّنُ لِلْكَهْلِ الحَليمِ التَّصَابِيا




ولَكِنْ قَصَرْتُ العينَ عَنْ كُلّ منظر

فما أرْسَلتْ لحظا على القلبِ جانيا




غَضُوبٌ لِدينِ الله في كُلّ موطن

يعافُ الرّضَى حتى يرى الدين راضيا








يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.80 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]