عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 31-08-2022, 04:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,201
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديوان الفيض بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد)

وقال الفيض (البحر البسيط):
أخفي المحبة ما يستطاع دونهم
للناس أنماطهم فيها ولي نمطي - ص 81


فلو أن "يستطاع" لا ينقص من المعنى ولا يخل فيه، ولكن يسقط به الوزن، فإن حذفنا التاء منه لاستقام الوزن، ولما نقص الجمال الأدبي، وهذه الرواية (بدون التاء) موجودة في الأصل (ص 64) والطبعة الدكنية (ص 37).

وقال الفيض (البحر الخفيف):
يبتغي أن أسأم خسفًا وذلًّا
ويراني أسير قوم غلاظ - ص 82


فـ "أسأم خسفًا" لا يستخدم عند العرب، كما لا يستقيم به الوزن، ولعل الدكتور ظهور ظنه من "سئم الحياة يسأم"، كما جاء في قول زهير بن أبي سُلْمى التالي:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولًا لا أبا لك يسأم

شرح القصائد العشر، ص 152

والحال أنه من "سامه عذابًا يسومه"؛ كما في قوله تعالى:
﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴾ [البقرة: 49].

وبهذا يقول الأصل (ص 65) والطبعة الدكنية (ص 37).

وقال الفيض (الرجز):
يقيل مكسًا لا يفوت الشظا
قد كظه ما عنده فاكتظا - ص 83

يظن الدكتور ظهور أن في صدر البيت "مكسًا لا يفوت..." من مكس الشيء نقصه، ولكنه وهم؛ فقد تم في الأصل (ص 67) إعرابه، بحيث إنه "مِكسالًا يفوت...."، وبهذا يحسن المعنى، وبهذا تقول الطبعة الدكنية (ص 38).

وقال الفيض (البحر الطويل):
رَزينًا فتى لو نيل فتيان أرضنا
بما ناله ما كان أبكى وأوجعا - ص 84


فـ "رَزينًا" خطأ، والصواب "رُزئنا" من الرُّزْء؛ أي: المصيبة، وكذا في الأصل (ص 68)، وفي الطبعة الدكنية (ص 39) "رزينا".

وقال الفيض (البحر الطويل):
لئن أظلمت رجاؤها يوم موته
فقد كان يومًا ذا كواكب أسنعا - ص 84


فـ "رجاؤها" إنما "أرجاؤها"؛ أي: الرجا والرجاء، جمعها الأرجاء: الناحية، وقد وقع هذا الخطأ لأجل ما وقع من الخطأ المطبعي في الطبعة الدكنية (ص 39)، وأما الأصل (ص 69) فهو يذكر "أرجاؤها" الكلمة الصحيحة، وكذا "أسنعا" إنما هو "أشنعا" بالشين لا بالسين، ومنه "يوم أشنع" ذو شناعة، فقال أبو ذؤيب الهذلي:
متحامِيَيْنِ المجدَ كل واثق
ببلائه واليومُ يومٌ أشنعُ

لسان العرب: مادة شنع

وقال متمم بن نويرة:
ولقد غُبطتُ بما ألاقي حقبة
ولقد يمر علي يوم أشنع

المصدر نفسه، والمادة نفسها

وقال الفيض (البحر السريع):
لو بات بيتي قبل أن هلكوا = ما فيه من أمل ولا راع
فـ " أمل" كلمة لا تعني هنا شيئًا، ولعله من وهم الدكتور ظهور، وأما الطبعة الدكنية (ص 42) ففيها "ا ـل"، وبهذا لا يفهم المراد إلا بما يؤيده الأصل (ص 73) من أنه "إبل"، وهو الملائم للموقع.

وقال الفيض (البحر البسيط):
إني امرؤ ما له خير ولا كرم
إني ما له خير ولا سلف - ص 91

فقد حذف "امرؤ" في عجز البيت، وهو كان بين "إني" و"ما له"، وقع هذا الخطأ لأجل الطبعة الدكنية (ص 45) التي تفقد هذه الكلمة، ولكنها توجد في الأصل (ص 80).

وقال الفيض (البحر البسيط):
إن من ينجو به وإلا
فلا حميم ولا شفيق - ص 93

فما وضعه الدكتور ظهور من "إن مَن ينجو به وإلا" خطأ بين، كما وقع خطأ مطبعي في الطبعة الدكنية (ص 47) نقل فيها "ينجو"، والصحيح "إن من فينجو به وإلا" وهو المنقول في الأصل (ص 83).

وقال الفيض (البحر البسيط):
ولا حميم ولا جارٍ ولا مسكن
ولا نديم ولا كأس ولا ساق - ص 94


فلو أن "مسكن" صحيح، ولكن لا يستقيم به الوزن، فما في الأصل (ص 84) والطبعة الدكنية (ص 48) من "سكن" صحيح وملائم للوزن.

وقال الفيض (البحر البسيط):
يعولهم ملك بر ندٍ ندس
مدرارًا عطيته مفتاح أرزاق - ص 95


فـ "مدرارًا عطيته" غير ملائمة للوزن الشعري وموسيقاه، ولا أدري أنى له هذا الوزن! فما في الأصل (ص 87) والطبعة الدكنية (ص 49) من "مدرارُ أعطيةٍ" صحيح وملائم للوزن والموسيقا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.57 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]