
23-08-2022, 05:21 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,251
الدولة :
|
|
رد: المثاقفة والمصطلح النقدي العربي
المثاقفة والمصطلح النقدي العربي
د. إبراهيم أنيس الكاسح
المصطلح النقدي العربي والمثاقفة:
إلى هنا، ومقاربتنا لمسألة المصطلح كانت في إطارها العام وربما المجرّد. وقد تسجَّلت هذه المقاربة في مبحث محدد في على المصطلح Terminologie هو نظرية المصطلح؛ ذلك أن الهمّ الأساس الذي يضبط هذه المقاربة، هو الاشتغال على أسئلة ماهية المصطلح، وكيفية إنتاجه، والسياقات المختلفة معرفيًا وتاريخيًا التي أثرت في إنتاجه.
كل ذلك، كما قلنا، في الإطار العام، وحين اقترابنا من مسألة المصطلح النقدي العربي، فإننا سنجد اتفاقًا، في مبحث نظرية المصطلح، بين النقدين الغربي والعربي، ونضع هنا النقد الأدبي الغربي في مقابلة النقد العربي؛ لأننا لا نستطيع الحديث عن ثنائية تتجاوز هذين الطرفين عندما نشاء المقارنة والتقييم؛ إذ لا نستطيع الحديث مثلًا عن النقد الإنساني لنضعه مقابلًا للنقد العربي، فهذا متعذر تاريخيًا، وحتى لو عدنا للنقد العربي القديم في القرنين الثالث والرابع الهجري، والذي عرف لقاءً بين الثقافة العربية والثقافة الشرقية من خلال النموذجين الفارسي والهندي، فإننا نرصد أن هذا اللقاء كان حول معارف وأنماط سلوك حياتية أو أدبية وثقافية، لم يجد النقد الأدبي فيها مكانًا مهمًّا، والتأثير المهم والذي أوجد تطورًا نوعيًّا في الدراسات النقدية العربية القديمة، كان للنقد وللثقافة النقدية الغربية؛ عبر الفكر الأرسطي بالذات، وقد رصدنا أصداء ذلك في كتابات: قدامة بن جعفر، وابن رشيق القيرواني، وحازم القرطاجني، والتي تضمنت، حقيقة، مصطلحات نقدية يونانية تعامل معها هؤلاء النقّاد بالتعريب[18]؛ فأضحت مفاهيمها رائجة في التفكير النقدي العربي، وبالذات ما تعلق منها بحدّ الشعر، ووظيفته، والأسباب الداعية إليه. وهي مسائل من مباحث نظرية الأدب، التي يحسنها التفكير اليوناني الذي اعتاد البحث في المجرّد، ومساءلة المفاهيم والمعاني؛ لإنجاز تصورٍ حولها.
النقد الأدبي عموما محكوم بالمثاقفة، وواقع تحت ضغط حتميتها، والمثاقفة التي نعني داخلية في إطار فضاء الثقافة الواحدة. فهي مثاقفة معرفية؛ لأن النقد لم يفتأ يعتمد المناهج النقدية التي تأصلت في مرجعيات معرفية متنوعة في إطار بحثه الدؤوب عن الموضوعية[19]، وهو ما كان مدار حديثنا في النقطة السابقة. وهي مثاقفة حضارية مجتمعية تأثر بها الناقد العربي قديما؛ فانعكست على مصطلحه النقدي وهو يعالج مسائل النص الشعري العربي.
المثاقفة الداخلية والمصطلح النقدي العربي:
نعنى بالمثاقفة الداخلية للنقد الأدبي العربي انفتاحه على مصادر إنتاج المصطلح غير المتصلة مباشرة ودائمًا بالظاهرة الأدبية، وبالخطاب الأدبي الشعري، ونشدد هنا على الخطاب الشعري بوصفه الجنس الأدبي المهيمن عند إجراء المثاقفة الداخلية؛ وبالتالي فإن أغلب المصطلح النقدي الجاري في الاستعمال النقدي ينصرف لدراسة الشعر، ويُتاح عند التعليق عليه، ومما يميز المثاقفة الداخلية في النقد الأدبي العربي أنها جرت، أو لنقل نشطت في مرحلة تاريخية مبكرة من تاريخ النقد العربي، وهي مرحلة ما يعرف بالنقد القديم الذي جرى تناوله في كتاب محمد مندور عن النقد المنهجي عند العرب.
لقد عرف المصطلح النقدي العربي القديم مصدرين لإنتاجه في المثاقفة الداخلية، مصدر نستطيع تسميته بشيء من المرونة، بالمصدر الحياتي، والمصدر الآخر، مصدر معرفي.
نريد بالمصدر الحياتي، البيئة العربية القديمة، بمختلف مكوناتها، الطبيعية أو المعمولة بشريًا، مما أسهم في تكوين مصدر مهم في تزويد المهتم بالأدب الشعري بإمكانية إنتاج مصطلح نقدي حول الشعر. فقد قال المهتم بالأدب الشعري العربي: (الشاعر الفحل) صفة للشاعر الذي يملك أدوات إبداعية متقدمة في القول الشعري، معتمدًا على ما للفحل من الإبل من صفات إيجابية تميزه من غيره من الإبل، كما تميز الشاعر الفحل بصفات إبداعية أهّلته ليكون في الطبقات المتقدمة من الشعراء. وقد قال المهتم بالأدب الشعري العربي (الإخلاء) تعليقًا على الشاعر الذي يقول نظمًا ولا يقول شعرًا، مستدعيًا المعنى المعجمي للدال (الإخلاء)، والذي يصف النبّال الذي يرسل السهام من قوسه ولا يصيب هدفًا، وقد أطلق المهتم بالأدب الشعري مصطلح (الإيطاء) ليعلّق على من يعاود القافية نفسها أكثر من مرة، مستفيدًا من المعنى اللغوي لهذا الدال، والذي يحيل على معنى معاودة المشي على نفس الأثر، ومن ذلك مصطلحات: الطبع، والتكلف، وعمود الشعر، والحوشي، والإقواء والتمليط... وغيرها كثير من المصطلحات التي استدعاها النقّاد من بيئتها الطبيعية الخارجية، مستفيدين من دلالتها المعهودة لهم، والتي تحيل على مبدأ شعبية الشعر وجماهيريته من جهة التلقي والتواصل معه، فالعناصر الطبيعية، والمعاني القريبة، تتصل بالمجال المألوف للإنسان العربي، كما أن الشعر يشارك تلك العناصر المادية والمعاني قربها من الناس واتصالهم بها؛ فتحصل المجاورة بينهم؛ لتشكّل في مجموعها منظومة العيش العربي القديم، ونظام الحياة آنذاك، وهذا ما يفسّر، ربما، أن المصطلح النقدي القديم الذي أنتجته المثاقفة الداخلية الحياتية يتجه في جزء منه إلى وصف الإنسان الشاعر والتعليق القيمي على كفاءة أدائه الإبداعي؛ سواء على مستوى الاستعداد الفطري، أو على مستوى ما يحصله من أدوات تعينه على تحقيق الشعرية في خطابه الشعري.
ومن المنتظر تمامًا، أن تلتقي الدلالتان اللغوية والمصطلحية في المصطلح النقدي العربي الذي جرى إنتاجه في إطار المثاقفة مع الشأن الحياتي؛ لأنه أصل إنتاج اللفظة اللغوية التي تواضع عليها أبناؤه، ودوّنتها معاجم اللغة فيما بعد، وهو الأصل الذي زوّد المهتم بالأدب الشعري بسبل صياغة مصطلحه النقدي. وقد استفاد الناقد العربي القديم من الوعي اللغوي الجماعي الذي يقرن بين المعنيين المعجمي اللغوي والاصطلاحي؛ لتثبيت كثير من هذه المصطلحات، وإكسابها صفة الشيوع؛ لذلك ترى أن التواضع عليها لم يتم فقط من جهة مصدر إنتاج المصطلح، أو لنقل مَن تواضع على إكساب هذه اللفظة صفة المصطلح لتحيل على المفهوم النقدي المرجو، بل إننا نستطيع أن نطوّر المقاربة في تجاه أكثر جرأة لنقول: إن المصطلح النقدي العربي الحياتي لم يكن نتاج تواضع من طرف المهتمين بالأدب الشعري، بقدر ما كان من جهة من يتلقى هذا المصطلح من الناس عامة؛ فتحقق له القبول، ومن ثم الذيوع؛ اعتمادًا على المعاني وظلال المعاني المستقرة في الوعي اللغوي الجماعي، وهو ما يتأتى غالبًا، في إطار اللغة الأصلية، وعندها يتم إنتاج المصطلح في إطارها؛ استفادة من حالة المجاورة بين المعنيين اللغوي العام، والمفهوم الخاص الذي لم يكن ليفاجئ المتلقي عند إطلاقه؛ بسبب حالة الاعتيادية الحاصلة من جراء حركة المصطلح في نظام الإنتاج اللغوي.
وصورة المثاقفة الداخلية الأخرى التي نعود بها إلى المثاقفة بين النقد الأدبي العربي، وأنساق المعرفة التي جري إنتاجها قديمًا في تاريخ المعرفة العربية، وهي أنساق ارتبطت مباشرة بالدين الإسلامي، ونصوصه وخطاباته المؤسسة له، كالقرآن الكريم، والحديث النبوي، أو المصاحبة له كالمنجز المعرفي اللغوي أو البلاغي أو التاريخي أو الأدبيات التي فسّرت القرآن الكريم.
وقد استطاع النقد الأدبي العربي أن يكتسب قدرًا مهمًّا من الموضوعية، عندما استفاد من هذه المعارف في نقده للأدب، وللأدب الشعري على وجه الخصوص، وقد انتقلت أفكار هذه المعارف مصحوبة بمصطلحاتها؛ فشاع في هذا النقد المصطلح اللغوي والبلاغي، والإخباري، والعروضي.
ونريد أن نتوقف قليلًا عند المعرفة العروضية التي ولدت أساسًا من خلال الاشتغال على النص الشعري، لنقول: إن علم العروض قد تأسس متأثرًا بالاتجاه العام الذي بدأ يتبلور مع النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، والذي كان سلوكًا محصّنًا للغة العربية وأدبياتها؛ حماية لها، وحفاظًا على بنيتها، مع بدايات التوسع العربي الإسلامي؛ وما استتبع ذلك من تداخل وامتزاج بين الألسن والأجناس؛ فكان العروض، منذ ولادته، علمًا معياريًا شأنه في ذلك شأن علوم اللغة والبلاغة، في سياق عام يرمي إلى حماية اللغة، والذوق اللغوي، والحرص على مبدأ المطابقة مع النموذج اللغوي العربي الأصيل الذي جاء القرآن الكريم على صوته، ومقتضى نظامه التركيبي.
وجدت أنساق المعرفة العربية الإسلامية القديمة في اللغة، وفي دلالات اللغة المعجمية مصدرًا لإنتاج مصطلحها، ويبدو هذا جليًا على أغلب مصطلحات النحو، والبلاغة والعروض، وربما من الطريف أن نسوق هذه الحادثة التي جمعت بين الأصمعي وأعرابي، عندما قال الأصمعي: أتهمز إسرائيل؟ قال: إني إذا لرجل سوء، ثم قال له: أفتجر فلسطين؟ قال: إني إذًا لقوي.
فالأعرابي العربي، الذي اعتاد المعنى اللغوي، والذي يدركه جيدًا، قد باغتته هذه المصطلحات التي انتقلت من مستوى معلومه اللغوي؛ لتكون مجهولًا مصطلحيًّا لا يدركه إلا الخاصة من أبناء الحقل الواحد، وإن كانت هذه المصطلحات أساسًا مما جرى التواضع عليها، مكتسبة دلالة أخرى خاصة. وقد أجاب الأعرابي منطلقًا من المعرفة اللغوية، في حين كان سؤال عالم اللغة الأصمعي منطلقًا من المعرفة المصطلحية.
المثاقفة الخارجية:
عرفت الكتابات النقدية العربية المبكّرة المثاقفة النقدية الخارجية، وخير نموذج يعبر عن حالة التواصل هذه، كتاب نقد الشعر لقدامة بن جعفر في القرن الرابع الهجري؛ إذ ظهرت في كتابه أصداء تأثر بكتاب الفيلسوف اليوناني أرسطو (فن الشعر)، الذي أسهم في توجيه التفكير النقدي وجهة نظرية تأملية، تحاول فهم طبيعة الظاهرة الشعرية، ودوافع الإبداع، وقد سقنا هذه الالتفاتة إلى أوائل مناسبات وفرص الاتصال بالآخر ثقافيًّا؛ لكي لا يذهب الظن جهة وقف المثاقفة النقدية على العصر النقدي العربي الحديث، ولكنا نسجّل وضعًا حضاريًّا يختلف في القرون الهجرية الثالثة والرابعة وما تلاها، وهو وضع يقيم الثقافة العربية الإسلامية مركزًا حضاريًّا قادرًا على الإنتاج المعرفي، والإضافة الفكرية للمدونة المعرفية الإنسانية، وقد اكتسب هذا الوضع الحضاري صفة المركز لاعتبارات عضوية تتعلق بالغلبة، وقوة الحضور الواقعي والمادي، وما كان من تأثر بالثقافات الأجنبية الأخرى، فقد تحقق في إطار من الرغبة في الاستزادة، وتحقيق شمول المعرفة وسعتها، لا بدافع من تشخيص ذاتي يظهر العجز والقصور، وانحسار الإمكانات عن مجاراة حركية التطور، كما حصل في المثاقفة الاضطرارية أو الجبرية التي اندفع إليها العقل العربي فيما بعد؛ بدافع جوهري من الشعور بالعجز، وغياب القدرة على تقديم الإجابات الحقيقية عن أسئلة الظاهرة الأدبية، والنص الأدبي.
وخير برهان يدعم فكرة التأثر الهادي، أو المثاقفة المتوازنة في تاريخ النقد العربي القديم، محدودية المصطلحات النقدية المعرّبة، التي ستكون نتيجة هذا التأثر، وترجمة عن درجاته. فالمصطلح النقدي المعرّب قديمًا كان محدودًا؛ ولمحدوديته، استطاع الناقد العربي القديم، وبالذات المحافظ من النقّاد، أن يحتفظ بقدر من المرونة، والقدرة على المبادرة، فأظهر حذره من المصطلح النقدي المعرّب، وأنه لا يؤت به إلا للضرورة القصوى[20]، لماذا؟ لأن القدرة على المبادرة المعرفية متاحة آنذاك، وما يتم استحضاره من الآخر، فهو بمثابة الاستزادة لتوسيع دائرة النقاش حول قضايا الأدب، يضاف إلى ذلك حالة من التقارب بين إنجاز النص الشعري، من جهة بنيته، وإنجاز التعليق النقدي عليه. كل ذلك يخالف تمامًا ما سيحصل في الفترة التي بدأت تتشكل مع عصر النهضة العربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبالذات مع بدايات القرن العشرين الذي يعد بحق القرن المفارق لما سبقه من قرون، من جهة امتلاكه صفات وخصائص تأثرت بشكل جوهري بالعلاقة مع المركز الحضاري الغربي، إن من جهة الاستجابة الإيجابية، والطواعية في الانجذاب إلى هذا المركز، أو من جهة الخطاب المعترض، بدرجات مختلفة، على سلوك خطاب الاستجابة لمنجز المركز الغربي ثقافة ومعرفة.
لقد اعتمد النقد العربي الحديث منجزات النقد الغربي على مستوى التنظير ومناهج التحليل النقدي، وهذه ليست فرضية تحتاج التدليل على صحتها. بقدر ما هي مقولة حقيقية، تصف بواقعية الأداء النقدي العربي الحديث. وقد مثّل التأثر المباشر والقوي بالنقد الغربي الحدّ المؤطّر لتاريخ النقد العربي الحديث، من جهة بداية هذا النقد، وكيفيات تطوره. وقد غدا النقد العربي الهامش العاكس لأصداء قوة ضغط المركز الثقافي الغربي، وصارت فاعلية النقد العربي متوقفة على كيفية مواكبة هذا النقد، ومجاراة مقولاته ومناهجه. وهذا التوصيف يستوعب كل الأسماء النقدية العربية، منذ طه حسين ومحمد مندور وأمين الخولي ومحمد أحمد خلف الله، حتى النقد السيمولوجي وما بعد البنيوي من المتحمسين لنظريات القراءة والنقد الثقافي[21]. ويجد الراصد لبدايات النقد العربي الحديث، ولتطوره، صعوبة في التقاط ملامح أصالة حقيقية لهذا النقد، وأنه ما كان إلا أصداء وظلالا للمنجزات النقدية الغربية، التي صارت مركزًا يتطور ويمارس إبدالاته المنهجية والنظرية، في إطار تحوّلات التفكير الإنساني الطبيعية، وفي إطار النمو التلقائي لبنية المعرفة لديه، بما فيها المعرفة الأدبية. ويعود ذلك، بطبيعة الحال، إلى توافره على المنظومة النسقية اللازمة لإجراء إنتاج معرفي يستجيب لضغطها الساعي وراء التجديد التراكمي، والإضافة التصاعدية، وفق منطق حركية الفكر، وتدافع أنماط وأنظمة الإنتاج المعرفي؛ ولكي يحقق النقد العربي إمكانية كتابة معرفية تتسم بالموضوعية التي يحتّمها تاريخ المعرفة الإنسانية المتأخر، وأمام نص إبداعي تنوعت أجناسه؛ بسبب تعرّفه على أدب المركز الغربي، وتعقّدت أبنيته وأنساقه، بسبب استجابة الحالة الإبداعية العربية الحديثة لجاذبية إبداع المركز في أشكاله ومضامينه، مع طموح المبدع العربي في ممارسة التجريب الإبداعي، لم يكن أمام النقد العربي الحديث إلا أن يستسلم لمبدأ التأثر بهذا المركز، واستدعاء مقولاته في المجال النقدي، وهي حالة عامة استقرّت في وعي النخب والقيادات العربية مع بدايات القرن العشرين؛ فاستحالت إرادة واعية تقدّر أن مصدر المعرفة الحديثة تحرك من الماضي، وهو تحرّك من الزمان، إلى الحاضر الذي لا يتشكل وفق دلالة الزمن فقط، وإنما المكان الذي هو غرب الشمس.
وخاض النقد العربي الحديث معاناة فهم واستيعاب النظريات النقدية الغربية، ومغامرة إجراء المناهج النقدية الغربية على النص الإبداعي العربي. وقد أشرنا سابقًا إلى أن المناهج النقدية تمثل الصلة بين النقد الأدبي في خصوصيته، والحقول المعرفية الأخرى، التي يجري تأثر هذه المناهج النقدية بها. ولا غرابة أن يستفيد النقد الغربي من تطور المعرفة في حقولها المختلفة في المجال الحضاري الغربي، وأن ينعكس ذلك مناهج وأدوات نقدية متعددة، ومتجددة، وهو ما لم يتأت للفكر العربي عموما، الذي لم ينجح في تأسيس حركية معرفية وثقافية متطورة في مختلف أنساقها؛ ليستفيد من نتائج ذلك النقد العربي. وربما يقودنا تقرير هذا المبدأ إلى التخفيف من حدة وصف النقّاد العرب بالتقصير، وباعتمادهم شبه المطلق على النقد الأدبي الغربي، الذي صار، كما قلنا، مركزًا للنقد العربي الذي استحال هامشًا، ونؤسس تفهمنا لحالة النقد العربي على طبيعة الحياة الثقافية والفكرية العربية بعد سقوط بغداد، وهيمنت حالة التعطّل عن المبادرة المعرفية؛ ولذلك انعكاسه بطبيعة الحال على النقد العربي الحديث.
لقد ارتهنت اللغة المصطلحية في النقد العربي الحديث لإشكالية تعاطي النقّاد العرب مع المناهج النقدية الغربية، وهو ما وصف به الناقد حسين الواد زملاءه من النقّاد العرب الذين (يتأثرون بالمناهج الجديدة من موقع متخلف يسمح بالتلقي ولا يسمح بالمناقشة)[22]؛ وبالنظر إلى العلاقة العضوية التي تربط المصطلح النقدي بمنهجه، فلا شك أن يحدث العجز عن استيعاب حقيقة المقولات النقدية الغربية، وتطبيق مناهجها تطبيقًا ينسجم مع جوهرها، اضطرابًا في استخدام المصطلح[23]، وخللا في توظيفه؛ يفقد المصطلح أهم صفاته النوعية التي بررت وجوده أصلًا. ومن قبيل الانبهار بتفوق منجز المركز الغربي النقدي، أن يصير المصطلح لغوًا للتفاخر والتباهي، أو للتعبير عن مجاراة الموضة الفكرية[24]، كما هي حالة من يخضع لموجبات تأثر واستجابة لنموذج يتضاءل أمامه، وينعكس ذلك انبهارًا وانشدادًا لا يتجاوز السطح والظاهر.
أفضت المثاقفة بنوعيها الداخلي والخارجي إلى اعتماد آليتين مختلفتين في صياغة المصطلح أو توطينه في كل نوع من نوعي المثاقفة. فقد اعتمدت المثاقفة الداخلية آلية المجاز في صوغ المصطلح النقدي، سواء تعلق الأمر بالمصطلح النقدي المباشر الذي جاء به النقّاد العرب القدماء، وكان وثيق الصلة بالفضاء الحياتي العربي، كما سبق وأن بيّنا في فقرة سابقة، إذ احتفظ المصطلح النقدي المجازي برباط ما مع معناه المعجمي الأساسي، مستفيدًا من هذا المعنى لإيضاح المعنى المصطلحي، ومنح هذا المصطلح فرصة استحضار المعنى الأصلي، والانتفاع من دلالته في تشييد الدلالة الجديدة المجازية، ومنتفعًا، في الوقت نفسه من مشاعية الدلالة، وجماهيريتها بين العرب عند التواصل حول الإبداع الشعري. فالفحل، كما سبق وعرضنا، صفة للجمل الفتي القوي القادر، وهو المعنى اللغوي العام الذي استقرّ في معرفة صاحب اللسان العربي، والفحل من الشعراء، صفة للشاعر المبرز القادر على مستوى المعاني والصيغ والأشكال الشعرية؛ فاستحق منزلة الطبقات المتقدمة بين أقرانه من الشعراء الآخرين.
لقد استفاد النقد العربي القديم من آلية المجاز لتثبيت مصلحه النقدي، ولعل نسبة عالية جدًا من هذا المصطلح تعود إلى هذه الآلية، والأمر يطال أغلب المصطلح النقدي الذي تم تداوله في إطار الممارسة النقدية العربية القديمة، وإذا كان من مصطلح مخترع في العلوم العربية القديمة كالنحو مثلًا، فإن النقد حسب زعمي، لم يعرف كثيرًا من المصطلح المخترع، ونقصد بالمصطلح النقدي المخترع ما ولد أساسًا من خلال التفكير النقدي والاشتغال على الأدب نظرًا وتحليلًا.
نعود بتفسير غلبة آلية المجاز لتثبيت المصطلح النقدي إلى ما أسميناه بشعبية التعاطي مع المسألة الأدبية، ومشاعية التواصل حول الأدب، والتفكير في قضاياه، ومقاربة أبنيته ومعانيه، في مجال من منظومة اتصالية شاملة تستحضر السياق الخارجي، ومكونات الوعي العام في البيئة العربية؛ الأمر الذي يقرن بين التعليق على الشعر ونقده، ورصد حضوره وعناصر البيئة الإنسانية العربية بكل صورها وأشكالها وتجلياتها؛ فعندما يصف الناقد العربي، قديمًا، المعجم اللفظي في شعر الشاعر بأنه: حوشي، فإن لقاء يحصل بين أطراف التواصل النقدي: الناقد، والشاعر، والشعر، والسياق الحياتي، ومتلقي القصيدة، وموضوع هذا اللقاء الوعي الدلالي الذي ينتجه إطلاق مصطلح الحوشي: الغرابة، الوحشة، البعير الذي لا يألف غيره من الإبل...؛ فتتحقق معرفة بالموضوع الشعري، وإحساس بالمعنى، وإدراك لطبيعة المنقود بكيفية فعّالة؛ أكسبت النقد العربي القديم كثيرًا من الحيوية، بل كثيرًا من مشروعية الحضور نسقًا معرفيًا مستقلًا يمتلك مبررات وجوده في تاريخ المعرفة، ويُسهم، وفق هذا الدور، في أداء مهمة يشعر العربي بأهميتها، بعيدًا عن الرطانة، والتقعر، والإفراط في التجريد العلموي الذي تعيشه الممارسة النقدية العربية المعاصرة، بحجة مقولات العلمية والموضوعية والنقد المنهجي.
آلية أخرى عرفها النقد العربي القديم لصوغ مصطلحه، أو تثبيته في الكتابات النقدية، وهي آلية التعريب، والتي كانت محدودة الاستعمال، عكست علاقة المثاقفة الخارجية بين النقدين العربي واليوناني. فبخلاف المصطلح النقدي المجازي الذي عرف شيوعًا وذيوعًا كبيرين مقارنة بالمصطلح النقدي المعرّب؛ والأمر طبيعي بالنظر إلى محدودية العلاقة بمنجز الآخر، وشعور الاكتفاء المعرفي الذي صاحب الحضارة العربية الإسلامية في القرنين الثالث والرابع الهجري، كل ذلك لم يحوج النقد العربي إلى كبير اعتماد على المصطلح النقدي الوافد، وإن كان عند بعض النقّاد القدماء ميل إلى ذلك، كما هو الحال مع قدامة بن جعفر في القرن الرابع الهجري، فإن ذلك كان في إطار التنظير للشعر، والسعي وراء طبيعة التصورات المطروحة في الثقافة اليونانية حوا أسئلة الماهية والوظيفة الشعرية، وهي، كما لا يخفى، انشغالات أبستمولوجية، وذهنية مجردة يفعّلها النشاط الفلسفي، والتفكير المجرّد الذي عرف حظًا أوفر من التطور والفاعلية في الثقافة اليونانية القديمة.
لقد أراد الناقد العربي القديم الاستفادة من المفاهيم النقدية اليونانية، وشاء ذلك في إطار محدود معتمدًا آلية التعريب أكثر من الترجمة، وقد كان في علاقته مع هذه الآلية (التعريب) حذرًا لم يأخذ بها إلا عند الضرورة القصوى، والسبب في ذلك، الخشية على اللغة العربية من تفشي الدخيل الأعجمي[25]، فتسرّبت مصطلحات نقدية معرّبة قليلة، مثل: ريطوريقا، قوميديا، بوطيقا، وعبر قناة صارمة تخضع لاشتراطات معيارية محافظة؛ تفرض المطابقة مع النموذج اللفظي العربي وزنًا، ونطقًا[26].
لقد بدأ النقد العربي مرحلة جديدة مع انطلاقة القرن العشرين، وتشكّل مع هذه المرحلة منجز نقدي جديد يختلف نوعيًّا عن النقد القديم، وقد قام هذا الاختلاف النوعي على طبيعة المرجعية الجديدة لهذا النقد، وهي مرجعية وافدة أراد منها الناقد العربي الحديث أن تكون مصدر ممارسته، ودعامة إجراءاته الجديدة؛ فأمدته بالمناهج النقدية الحديثة التي تنوعت بتنوع زوايا مقاربة المسألة الأدبية: مفهومًا، ونصًا، وقد سعى الناقد العربي، عبر العقود الزمنية المتعاقبة، وراء محاولة إدراك مقولات هذه المناهج، ومن ثم توظيفها. وأمام هذه المناهج الوافدة، التي منحت النقد العربي صفة الحداثة، والتمايز النوعي عن تاريخه القديم، وجد الناقد العربي نفسه، أمام آليتين لتوطين المصطلحات النقدية الحديثة التي أنتجتها المناهج النقدية الغربية، وهما آليتان للتعاطي مع المصطلح الأجنبي: الفرنسي أو الإنجليزي، وعبرهما يتم التواصل حول المفاهيم التي وراءها بعد نقلها وطرحها للتداول المعرفي.
لم تعرف آلية التعريب رواجًا كبيرًا في النقد العربي الحديث، ولم يكن ذلك بسبب الحذر السابق الذي عرفه النقد العربي القديم أمام تعريب المصطلح الأجنبي؛ لاختلاف شروط المعرفة بين الواقعين الحضاريين العربيين: القديم والحديث، فلم يكن المصطلح الأجنبي، في النقد العربي الحديث، محدودًا، تقابله قدرة هذا النقد على إنتاج المفاهيم النقدية، ومن ثم تسميتها، كما كان الأمر مع النقد العربي القديم، بل كان المصطلح الأجنبي وافرًا؛ حاضرًا بكثافة في كل الممارسة النقدية العربية الحديثة؛ لأن حاضن هذا المصطلح المنهجي والمعرفي، ونقصد بذلك النقد والمعرفة الغربية، كانت هي المرجعية شبه الوحيدة للنقد العربي الحديث، وأمام هذه الوفرة في المصطلح الأجنبي، لم يعد هذا النقد قادرًا على التزام التعريب دائمًا؛ لأن اللغة النقدية ستستحيل أجنبية بدرجة عالية، على اعتبار أن التعريب التزام بالمصطلح الأجنبي وفق صورته الأصلية مع تحوير طفيف يطال شكله؛ ليصير أعجميًا باعتبار الأصل عربيًّا باعتبار الحال كما يقال[27].
والآلية الأخرى التي اعتمدها النقد العربي الحديث لصوغ مصطلحه هي الترجمة والتي مثلت له، حقيقة، السبيل الوحيد لتعامل ممكن مع النقد الغربي؛ لأنها تقوم على نقل المفهوم عبر تسمية عربية. فالمفهوم منجز في ثقافة أخرى، والمصطلح محاولة للتسمية والتعيين في إطار اللغة العربية، ونقول محاولة للتسمية؛ لأن ترجمة المصطلح في العربية هو تبار في اقتراح التسميات يصل حد التنافس بين النقاد العرب في أيهما يطرح التسمية الأنسب أو الأليق معتمدا على تقدير أن إدراكه كان الأقرب لفهم دلالات المفهوم، والقبض على جوهر تصوره. وقد دخل النقد العربي الحديث مرحلة أخرى من مراحل أزماته؛ إذ انصرف عن مهمة إنجاز المفهومات والرؤى النقدية إلى مجال الاشتغال على التسميات، وطرح البدائل المصطلحية، ويكفي أن نستدعي مصطلحًا نقديًّا واحدًا كالتفكيكية لندرك إلى أي حد تعددت ترجماته، واختلفت صور تسميته عربيًّا، ولا ريب أن حالة كهاته أوجدتها إشكالية تعدد الترجمات للمصطلح الواحد، وتميز درجات الفهم لطبيعة مفهومه، ستعمق مأزق النقد العربي الحديث الذي تحول المرجع النقدي الغربي لديه، من فرصة لبناء ممارسة نقدية فاعلة ومُنتجة، إلى مصدر يدفع إلى الاضطراب والتشويش؛ ومن ثم إلى إعادة إنتاج القصور والعجز. ولا يستقيم أن نحمّل النقد الغربي هذه المسؤولية؛ لأنه ببساطة ينهض بدور الفعل الطبيعي، والنقد العربي يعجز عن مجارة حقيقية لهذا الفعل، كما أننا لا نبرر تحميل ناقد عربي بعينه مسؤولية إشكالية ضخمة بحجم إشكالية ترجمة المصطلح النقدي من جهة مبادرته إلى طرح تسمية لمفهوم نقدي وافد تغاير تسمية أخرى اقترحها ناقد آخر؛ وذلك بالنظر إلى حالة الاضطراب العام استوطنت المشهد النقدي العربي الحديث.
المصادر:
1- الجرجاني الشريف، كتاب التعريفات، تحقيق إبراهيم الإبياري، دار الكتاب العربي، بيروت،ط4،1998.
2- الخوارزمي أبو عبدالله، مفاتيح العلوم، تحقيق إبراهيم الإبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1984.
3- الزبيدي محمد مرتضى، تاج العروس من جوهر القاموس، ج2، القاهرة.
4- الكفوي أبو البقاء، الكليات، تحقيق عدنان درويش، محمد المصري، دمشق، ط2، 1981.
5- الناقوري إدريس، المصطلح النقدي في (نقد الشعر)، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، طرابلس، ط2،2008.
6- الواد حسين، قراءات في مناهج الدراسات الأدبية، سراس للنشر، تونس، 1985.
7- بوطيب عبدالعاطي، إشكالية تأصيل المنهج في النقد الروائي العربي، عالم الفكر، ع1، 1998.
8- جعنيد عبدالرزاق، المصطلح النقدي قضايا وإشكالات، عالم الكتب الحديث، الأردن،ط1، 2011.
9- حجازي سمير سعد، النقد الأدبي المعاصر قضاياه واتجاهاته، دار الآفاق العربية، القاهرة، ط1، 2001.
10- كيران بول كير، العولمة: الضغوط الخارجية، تعريب رياض الأبرشي، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 2003.
11- مطلوب أحمد، في المصطلح النقدي، المجمع العلمي، بغداد، ط2002.
12- مقران يوسف، المصطلح اللساني المترجم، دار رسلان، دمشق، ط2009.
13- مندور محمد، النقد المنهجي عند العرب، دار نهضة مصر، القاهرة.
14- وغليسي يوسف، إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط1، 2008.
15- وماييه لانسون، منهج البحث في الأدب واللغة، ترجمة محمد على أبو حميدة، دار أعمار للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 1999.
[1] ينظر، تاج العروس من جواهر القاموس، محمد مرتضى الزبيدي، ج2، القاهرة، ص183، مادة صلح.
[2] ينظر: كتاب التعريفات، الشريف الجرجاني، تحقيق إبراهيم الإبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط4، 1998، ص44، ومفاتيح العلوم، أبو عبد الله الخوارزمي، تحقيق إبراهيم الإبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1،1984، ص 13 15.
[3] ينظر: المصطلح النقدي قضايا وإشكالات، عبد الرازق جعنيد، عالم الكتب الحديث، الأردن، ط1، 2011.
[4] ينظر: التعريفات، الشريف الجرجاني، تحقيق إبراهيم الإبياري، ص44.
[5] ينظر: الكليات، أبو البقاء الكفوي، تحقيق عدنان درويش، محمد المصري، دمشق، ط 2، 1981، ص 201.
[6] ينظر: في المصطلح النقدي، أحمد مطلوب، المجمع العلمي، بغداد، ط 2002،ص8.
[7] ينظر: المصطلح النقدي في (نقد الشعر)، إدريس الناقوري، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، طرابلس، ط2، 1984، ص10.
[8] ينظر: إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد، يوسف وغليسي، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط1، 2008، ص24.
[9] المصدر نفسه، ص24.
[10] العولمة: الضغوط الخارجية، بول كير كيران، تعريب رياض الأبرشي، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 2003، ص29.
[11] المصدر نفسه، ص29.
[12] la mondialisation et ses effets, revue de la literature, Canada, 2000,p, 6
[13] brid, p,7
[14] العولمة والتحولات المجتمعية في الوطن العربي، مجموعة من الباحثين، مركز البحوث مديولي، القاهرة، ط1، 1999، ص117.
[15] المعجم الفلسفي، مجمع اللغة العربية، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة،1983،ص195.
[16] إشكالية تأصيل المنهج في النقد الروائي العربي، عبد العاطي بوطيب، مجلة عالم الفكر، ع1، 1998، ص50.
[17] إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد، يوسف وغليسي، ص 56.
[18] ينظر: مفاتيح العلوم، أبو عبد الله الخوارزمي، ص 12 13.
[19] ينظر: منهج البحث في الأدب واللغة، لانسون وماييه، ترجمة محمد على أبو حميدة، دار أعمار للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 1999، ص25.
[20] ينظر: في المصطلح النقدي، أحمد مطلوب، ص17، وأيضًا: المصطلح اللساني المترجم، يوسف مقران، دار رسلان، دمشق، ط 2009، ص8.
[21] ينظر: قراءات في مناهج الدراسات الأدبية، حسين الواد، سراس للنشر، تونس، 1985، ص40.، وأيضًا النقد المنهجي عند العرب، محمد مندور، دار نهضة مصر، القاهرة، ص5.
[22] قراءات في مناهج الدراسات الأدبية، حسين الواد، ص51.
[23] ينظر: إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد، يوسف وغليسي، ص 54 55.
[24] ينظر: النقد الأدبي المعاصر قضاياه واتجاهاته، سمير سعد حجازي، دار الآفاق العربية، القاهرة، ط 1، 2001، ص 90 91.
[25] ينظر: في المصطلح النقدي، أحمد مطلوب، ص1718.
[26] ينظر: مجموعة القرارات العلمية لمجمع القاهرة، أحمد مطلوب،19ص.
[27] ينظر: إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد، يوسف وغليسي، ص87، وشحادة الخوري، ص158.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|