عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21-08-2022, 10:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,804
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دور الأدب في الحروب الصليبية



سللْنَ بأيدي المُشرِكين قواضبًا

ستُغمَد منهم في الطُّلا والجَماجِم




يكادُ لهنَّ المستجِنُّ بطيبةٍ

ينادي بأعلى الصوت يا آل هاشم







قال الدكتور الساريسي:

في هذه الأبيات يُصوِّر الشاعر المعارك التي وقعت بين المسلمين وأعدائهم مِن الفِرنجة، فقد أُبيحت فيها دماء كثير من المسلمين، ولقد اقتحم فيها على النساء خدورهنَّ، ولم يَجْدن ما يدفَعْن به عن أعراضهنَّ المصونة غير معاصِمهنَّ المُشتبِكة حياءً وخوفًا.



وقد اشتدَّت هذه الحروب، واستحرَّ فيها القتل حتى بدت أسنَّة السيوف حمراء لاهبة، وحتى إن الصبيان ربما ظهَر في شَعرِهم الشَّيب لما في هذه الحروب مِن هولِ الطعن والجلاد.



وفي أبيات يصور الشاعر تخاذُل بعض المحاربين قائلاً:



أرى أمتي لا يُشرِعون إلى العِدا

رماحَهم والدِّينُ واهي الدعائم




ويَجتنبون النار خوفًا مِن الردى

ولا يحسبون العارَ ضربةَ لازمٍ




أترضى صناديد الأعاريبِ بالأذى

ويُغضي على ذلٍّ كُماة الأَعاجم




فليتهم إذ لم يَذودوا حميةً

عن الدِّين ضنُّوا غَيرةً بالمَحارم




وإن زهدوا في الأجر إذ حَمِيَ الوغى

فهلا أتوه رغبة في الغنائم








قال الدكتور السارسي:

يرى الشاعر قُعود بعض بني قومه عن الجهاد فيتألم لذلك ألمًا يُصوِّر معه واقعهم المتخاذِل عن نصرة دينهم الذي يُحاول الأعداء إسفافه، وطمسَ معالمِه.



وفي نهاية القصيدة يَبلغ الألم بالشاعر مبلغًا أشد فعلاً وتأثيرًا فيَكشِف لهم عن مستقبل أيامهم، وما سيَنتُج عنه مِن إذلال وصغار لأجيالهم القادمة إن لم يتدارَكوا أمرهم بفِعل الحسام.



لئن أذعنَتْ تلك الخياشِيم للبرى

فلا عطَستْ إلا بأجدَع راغِم




دعَوناكمُ والحرب تَدعو مُلحَّةً

إلينا بألحاظِ النُّسورِ القَشاعم




تُراقِب فينا غارةً عربيةً

تُطيل عليها الرومُ عضَّ الأباهِم




فإن أنتمُ لم تغضَبوا بعد هذه

رمَينا إلى أعدائنا بالحَرائم








قال الساريسي: يتسرَّب غضب الموقف في عروق الشعراء فيأتون بأجزل العبارات مُضمَّخةً بلُغة العواطف المنفعلة الصادقة التي وقودها الصدق في القول[1].





[1] نصوص من أدب عصر الحروب الصليبية؛ الدكتور عمر الساريسي (ص: 24) وما بعدها.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.84 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]