عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 21-08-2022, 05:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (67)
أ. محمد خير رمضان يوسف


هناكَ من خطباءِ الجمعةِ مَن يشجِّعُ المستمعين على النوم،
فلا يكادُ يُسمَعُ له صوت،
على الرغمِ من لاقطِ الصوتِ الذي يستعينُ به،
ويقرأُ من ورقةٍ في يديهِ ولا يتحرك،
وكأنه يهدهدُ طفلاً،
أو يخشى أن يوقظَ نائمًا،
وفي حديثِ جابر رضيَ الله عنه:
"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا خطبَ احمرَّتْ عيناه،
وعلا صوته،
واشتدَّ غضبه،
حتى كأنهُ مُنذِرُ جيشٍ،
يقول: صبَّحَكم ومسَّاكم...".
رواه مسلم في صحيحه، كتاب الجمعة (867).

إذا قال لكَ المجرم: أنظرني،
فاعلمْ أنه ينوي التخطيطَ لشرّ،
فلا تثقْ به ولا تسمعْ منه،
ولو حلفَ على ذلك،
ولا تمكِّنهُ من الفرار،
فالشيطانُ أقسمَ لآدمَ وحوَّاءَ أنه ينصحهما،
﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [سورة الأعراف: 21]،
فكان كذاَّبًا، خائنًا، مجرمًا.

هل تتصوَّرُ مؤسَّسةً كبيرةً فيها آلافُ الموظَّفين يعملون بدون رواتب؟
لا ، فلا عملَ بدون راتب.
وهل تتصوَّرُ دولةً بدونِ محاكمَ وبدونِ قوانينَ وشرطةٍ وسجون..؟
لا، فلا يرتدعُ الناسُ إلا بالقوةِ والترهيب.
كذلكم عبادُ الله في دينه،
لا ينفعُ معهم إلا الثوابُ والعقاب.
وقد أنزلَ الله عليهم الكتب،
وذكرَ فيها كلَّها أنهم يثابون على أعمالهم الحسنة،
ويعاقَبون على أعمالهم السيئة.

ألا ترى إلى دقَّةِ تركيبِ الساعةِ ونظامها الدقيقِ في الحركةِ والدوران؟
كلُّ ذلك ليتوافقَ عملها مع وقتِ طلوعِ الشمسِ والقمرِ ودورانِ الأرض،
ليعرفَ الناسُ مواقيتَ أعمالهم، ومواعيدَ أسفارهم،
ومسافاتِ طرقهم،
وأوقاتَ عباداتهم،
ومواسمهم،
وأعمارهم...
فإذا جاءَ أحدهم وقال لك: هذه الساعةُ التي تقولُ إنها مركبةٌ بدقَّة،
وتعملُ بشكلٍ دقيق،
لم يصنعها أحد،
وإنما هي موجودةٌ هكذا منذ أزمانٍ بعيدة،
وتركَّبتْ هكذا بنفسها،
جاءتْ صدفة،
أو صنعتها "الطبيعة"..
بمَ تصفُ الذي يقولُ هذا؟
وماذا تقولُ لمن يأتي من بعدُ ويدَّعي أن الشمسَ والقمرَ وغيرها من الكواكبِ والنجومِ والمجرَّاتِ والأرضَ وما فيها من أحياءٍ كلَّها جاءت من غيرِ قدرةِ قادر؟

من أيهما تعجبُ أكثر؟
إنها فلسفةُ الملحدين،
أو قل: فلسفةُ المجانين!




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.16 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]