عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18-08-2022, 08:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,853
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصورة الكلية عند الصحابي الشاعر حميد بن ثور الهلالي

بِنَهْضَتهِ حَتَّى اكْلأزَّ وأَعْصَمَا

وَحَتَّى تَدَاعَتْ بِالنَّقِيضِ حِبالُهُ
وَهَمَّتْ بَوَاني زَوْرِهِ أنْ تَحَطَّمَا

وَأَثَّرَ في صُمِّ الصَّفَا ثَفِنَاتُهُ
وَرَامَ بِلَمَّا أَمْرَهُ ثُمَّ صَمَّما[50]



فتطاول اليوم فيه إيحاء بطول المدة التي استغرقتها عملية الركوب التي ساهم في إنجازها الفتيات المصاحبات للمرأة في رحلتها؛ حيث كانت أيديهنَّ للمرأة أشبه بسلم تصعده لتصلَ إلى هودجها، ولهذا التشبيه إحدى دلالتين؛ إما أن تكون المرأة من القصر بصورة كانت فيها بحاجة إلى عون صويحباتها، وإما أن الناقة كانت من الضخامة بحيث لم تستطع المرأة أن ترتقيها بالاعتماد على نفسها دون مَن معها، وضخامة الناقة هي الدلالة التي تسبَّبت في تلك المعاناة؛ لأن الشاعر عبر عن ضخامتها وطولها حتى إنها أشبهَت السفينة والجبل، وهي عندما تبرك تبدو ضخامتها واضحة في عدم قدرة المرأة الطويلة على الإمساك بزمامها[51]، وليس ثَمَّ علاقة طردية بين صورة الجمل وصورة المرأة بحيث يقال: "إنه كلما كانت المرأة ضخمة كان الجمل أعظم قوة، وكلما كانت محاولة الجمل للنهوض كانت المرأة أكثر ضخامة"[52]؛ لأن اللوحة المَرسومة هنا تركز على الصفات الخاصة بناقة الأسفار التي اتخذت وسيلة للرحلة، وهذه الوسيلة كانت جَملاً ذكرًا، وذلك على خلاف ما عرف ناقة الأسفار الأنثى، ومع ذلك فإن تشبيه تلك الناقة بالجمل الذكَر، أو الفحل القوي من الإبل شائع في الشِّعر الجاهلي، وكان تشبيه حُمَيد لها كذلك على نحو ما سأشير فيما بعد - ولكن الملاحَظ على الصورة السابقة أنها كانت لناقة الآخر وليست ناقة الشاعر الذي يرسم لها صورة وصفية في قوله[53]:
وَقُلْتُ لِعَبْدَيَّ اسْعَيا لي بِناقَتِي
فَما لَبِثَا إلاَّ قَلِي لاَ مُجَرَّمَا

دَعَوْتُ جَريرَينِ اسْتَخَفَّا بناقَتي
وَقدْ هَمْهَمَ الْحادي بِهِنَّ ودَوَّمَا

فَجَاءَا بِعَجْلَى وهْيَ حَرْفٌ كأنها
كدأريَّةٌ خَافَتْ أظافيرَ عُرَّمَا

دَعَوْتُ بِعَجْلَى فَاعْتَلَتْنِي صَبَابَةٌ
وَقَدْ طَلَعَ النَّجْدَيْنِ أَحْدَاجُ مَرْيَمَا

فَجَاءَا بِشَوْشَاةٍ مِزَاقٍ تَرَى بِها
نُدُوبًا مِنَ الأَنْسَاعِ فَذًّا وتَوْءَمَا

وَجَاءَتْ تَبُذُّ الْقَائِدَيْنِ ولمْ تَدعْ
نِعَالَهُما إلاَّ سَريحا مُخَدَّما

تَخَالُ الْحَصَى منْ بيْنِ مَنْسِرِ خُفِّهَا
رُضَاضَ الْحَصَى والْبَهْرَمَانَ الْمُقَصِّمَا






يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.77 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]