عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-08-2022, 05:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,156
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حياة تقي الدين السروجي وثقافته


سلِّم وقل: يَخشى مسن كي مسن
آشت حديثًا طال كتمانُه

كنكم كزم ساوم إشي أط كبي
فحبُّه أنت وأشجانه

واسأل لي الوصل فإن قال: يق
فقل: أوت قد طال هِجرانه

وكن صديقي واقضِ لي حاجة
فشكرُ ذا عندي وشُكرانه




فيقول: "وأظن الشيخ تقي الدين - رحمه الله - إنما أخذ قوله هذا مِن قول الرئيس أبي بكر اللاسكي[6]، وهو مِن شُعراء الدمية حيث قال:
قف بذات الجرعاء يا صاحب البك
رة وانظر تِلقاءَ جانبِ نَجْدِ

فإذا ما بدَت خيامٌ لعينَي
ك ففيها التي بها طال وجدي

فأتِ تلك الخيامَ ثم تيمَّم
خيمةً سترها عصائبُ بردِ

ثم سلِّم وقِف وقل بعد تسلي
مِك قولَ امرئٍ مُجدِّدِ عهدِ

أترى أنكم على ما عهدنا
كم عليهِ أم خنتُمُ العهدَ بعدي[7]




وفي تصوُّري أن قيمة هذا التعليق تكمن فيما يومئ إليه مِن أن السَّروجيَّ كان يمدُّ طرفه إلى شعراء المشرِق الإسلامي، يقرأ إبداعاتهم، ويَستوحيها فيما يَنظِم مِن أشعار.

ومن الغريب الذي لا ينقضي منه العجب أن الصلاح الصفدي وابن شاكر الكتبي كليهما قد أورَدا هذا النص ضِمْن ما أورداه من نصوص شِعرية لتقي الدين السَّروجي، دون أن يُعَلِّقَ أيٌّ منهما على ما يحوي مِن ألفاظٍ وعباراتٍ غير عربية، ويَذْكُر العلامة الدكتور إحسان عباس أنها كلمات وتراكيب تركية، ويُشيرُ إلى أنه لم يهتدِ إلى حلِّها[8]، ومعنى هذا أن تقي الدين السَّروجي كان يَعرِف اللغة التركية، ويُجيد الحديث بها إلى الحدِّ الذي يجعله يُطوِّع ألفاظها وعباراتها ليَصوغها في قالب شِعري عربيٍّ، لكنَّا لا نَدري أكانت معرفته بها سابقةً على مجيئه إلى القاهرة؟ أم أنها كانت بعد مجيئه إليها واختلاطه بمَن هامَ بهم عِشقًا مِن غلمان الأتراك الذين كانوا يَعيشون بحي الحُسَينيَّة؟

وهناك جانبٌ آخَر مِن جوانب ثقافة تقي الدين السَّروجي لم يُحدِّثْنا عنه مُترجِموه، وأفصَحَ عنه ما تبقى من نصوص شِعره وموشَّحاته، وهو الجانب الفقهي؛ يقول الشاعر[9]:
تفقَّهتُ في عِشقي لمن قد هَوِيتُه
ولي فيه بالتحريرِ قَوْلٌ ومذهَبُ

وللعينِ تنبيهٌ به طال شرحُه
وللقلب منه صِدْق ودٍّ مُهذَّبُ



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]