عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10-08-2022, 04:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )




تفسير القرآن الكريم (أيسر التفاسير)
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الفتح - (1)
الحلقة (788)

سورة الفتح
مدنية
وآياتها تسع وعشرون آية

المجلد الخامس (صـــــــ 98الى صــــ 101)

إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا (8) لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا (9) إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما (10)
شرح الكلمات:
شاهدا ومبشرا ونذيرا: أي شاهدا على أمتك أمة الدعوة يوم القيامة ومبشرا من آمن منهم وعمل صالحا بالجنة ونذيرا من كفر أو عصى وفسق بالنار.
ليؤمنوا بالله ورسوله: أي هذه علة للإرسال.
وتعزروه وتوقروه: أي ينصروه ويعظموه وهذا لله وللرسول.
وتسبحوه بكرة وأصيلا: أي الله تعالى بالصلاة والذكر والتسبيح.
إن الذين يبايعونك: أي بيعة الرضوان بالحديبية.
إنما يبايعون الله: لأن طاعة الرسول طاعة لله تعالى
يد الله فوق أيديهم: أي لأنهم كانوا يبايعون الله إذ هو الذي يجاهدون من أجله ويتلقون الجزاء من عنده.
فمن نكث: أي نقض عهده فلم يقاتل مع الرسول والمؤمنين.
فإنما ينكث على نفسه: أي وبال نقضه عهده عائد عليه إذ هو الذي يجزي به.
فسيؤتيه أجرا عظيما: أي الجنة إذ هي الأجر العظيم الذي لا أعظم منه إلا رضوان الله عز وجل.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في بيان ما أنعم الله تعالى به على رسوله فقال تعالى {إنا أرسلناك شاهدا} 1 لله تعالى بالوحدانية والكمال المطلق له عز وجل وشاهدا على هذه الأمة التي أرسلت فيها وإليها عربها وعجمها ومبشرا لأهل الإيمان والتقوى بالجنة ونذيرا لأهل الكفر والمعاصي أي مخوفا لهم من عذاب الله يوم القيامة. وقوله تعالى {لتؤمنوا بالله ورسوله} أي أرسلناه كذلك لتؤمنوا بالله ورسوله {وتعزروه} بمعنى تنصروا {وتوقروه} بمعنى تجلوه وتعظموه وهذه واجبة لله ولرسوله الإيمان والتعزير والتوقير، وأما التسبيح والتقديس فهو لله تعالى وحده ويكون بكلمة سبحان الله وبالصلاة وبالذكر لا إله إلا الله، وبدعاء الله وحده وقوله {بكرة وأصيلا} 2 أي تسبحون الله {بكرة} أي صباحا {وأصيلا} أي عشية وقوله تعالى {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم} يخبر تعالى رسوله بأن الذين يبايعونه على قتال أهل مكة وألا يفروا عند اللقاء {إنما يبايعون الله} 3 إذ هو تعالى الذي أمرهم بالجهاد وواعدهم الأجر فالعقد وإن كانت صورته مع رسول الله فإنه في الحقيقة مع الله عز وجل، ولذا قال {يد الله فوق أيديهم} وقوله تعالى {فمن نكث} أي نقض عهده فلم يقاتل {فإنما ينكث على نفسه} {ومن أوفى} بمعنى وفا {بما عاهد عليه4 الله} ومن نصرة الرسول والقتال تحت رايته حتى النصر {فسيؤتيه} 5 الله {أجرا عظيما} الذي هو الجنة دار السلام.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- تقري نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والإعلان عن شرفه وعلو مقامه.
2- وجوب الإيمان بالله ورسوله ووجوب نصرة الرسول وتعظيمه صلى الله عليه وسلم.
3- وجوب تسبيح الله وهو تنزيهه عن كل ملا يليق بجلاله وكماله مع الصلاة ليلا ونهارا.
4- وجوب الوفاء بالعهد، وحرمة نقض العهد ونكثه.
__________

1 بيان لحكمة الإرسال وما يترتب عليه و (شاهدا) إنه بالنظر إلى شهادته يوم القيامة فهي حال مقدرة، وبالنظر إلى شهادته في الدنيا مع تبشيره ونذارته فهي حال مقارنة. و (إن أرسلناك) الخ.. كلا مستأنف ابتدائي.
2 البكرة: أول النهار، والأصيل: آخره أي: غدوة وعشيا. قال الشاعر:
لعمري لأنت البيت أكرم أهله
وأجلس في أفيائه بالأصائل
جمع أصيل: العشي.
3 هذه هي البيعة التي بايعها المسلمون النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية تحت الشجرة (السمرة) وكانوا ألفا وأربعمائة، وأول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة: أبو سنان الأسدى، وتسمى بيعة الرضوان لقوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} .
4 قرأ نافع وورش (عليه) بكسر هاء الضمير، وقرأ حفص بضمها (عليه الله) فمن كسر رقق اسم الجلالة، ومن ضم فخمه.

**********************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.67 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.78%)]