عرض مشاركة واحدة
  #1557  
قديم 10-08-2022, 04:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )




تفسير القرآن الكريم (أيسر التفاسير)
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة محمد - (5)
الحلقة (787)
سورة محمد

مدنية
وآياتها ثمان وثلاثون آية

المجلد الخامس (صـــــــ 90الى صــــ 97)

ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم (33) إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم (34) فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم (35) إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم (36) إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم (37) هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم (38)
شرح الكلمات:
ولا تبطلوا أعمالكم: أي بالرياء والشرك والمعاصي.
وصدوا عن سبيل الله: أي عن الإسلام.
فلن يغفر الله لهم: أي لأنهم ماتوا على الكفر والكفر محبط للعمل.
فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم: أي فلا تضعفوا وتدعوا إلى الصلح مع الكفار.
وأنتم الأعلون: أي الغالبون القاهرون.
ولن يتركم أعمالكم: أي ولن ينقصكم أجر أعمالكم وثوابها.
إنما الحياة الدنيا لعب ولهو: أي الاشتغال بالدنيا والتفرغ لها ما هو إلا لهو ولعب لعدم الفائدة منه.
ولا يسألكم أموالكم: أي ولا يكلفكم بإنفاق أموالكم كلها بل الزكاة فقط.
فيحفكم تبخلوا: أي بالمبالغة في طلبكم المال تبخلوا.
ويخرج أضغانكم: أي أحقادكم وبغضكم لدين الإسلام.
فإنما يبخل عن نفسه: أي عائد ذلك على نفسه لا على غيره فهو الذي يحرم الثواب.
وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم: أي عن طاعة الله وطاعة رسوله يأت بآخرين غيركم.
ثم لا يكونوا أمثالكم: أي في الطاعة أي يكونوا أطوع منكم لله ورسوله.
معنى الآيات:
لما ذكر تعالى الكفار ومشاقتهم لرسوله صلى الله عليه وسلم نادى المؤمنين1 وأمرهم بطاعته وطاعة رسوله فقال يا أيها الذين آمنوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول أي فيما يأمرانكم به وينهيانكم عنه من المعتقدات والأقول والأعمال ولا تبطلوا2 أعمالكم أي وينهاهم أن
يبطلوا أعمالهم بالشرك والرياء والمعاصي والمراد من إبطال الأعمال أي حرمانهم من ثوابها، ثم أعلمهم مذكرا واعظا لهم فقال إن الذين كفروا أي بالله ورسوله وصدوا عن سبيل الله أي عن الإسلام بأي سبب من الأسباب ثم ماتوا وهم كفار قبل أن يتوبوا. فهؤلاء لن يغفر الله لهم ويعذبهم العذاب المعد لأمثالهم وقوله تعالى فلا تهنوا وتدعوا3 إلى السلم وأنتم4 الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ينهى الله تعالى عباده المؤمنين أن يضعفوا عن قتال أعدائهم من الكافرين ويدعوا الكافرين إلى الصلح والمهادنة وهم أقوياء قادرون وهو معنى قوله وأنتم الأعلون أي الغالبون القاهرون. ولن 5يتركم أعمالكم أي لا ينقصكم أجر أعمالكم بل يجزيكم بها ويزدكم من فضله وقوله {إنما الحياة الدنيا لعب ولهو} هذه حقيقة وهي أن الحياة الدنيا إن أقبل عليها العبد ناسيا الدار الآخرة مقبلا على الدنيا لن تكون في حقه إلا لهوا ولعبا باعتبار أنه لم يظفر منها على طائل ولم تعد عليه بعائد خير وإسعاد كاللاعب اللاهي بشيء يلعب ويلهو فترة ثم لا يعود عليه ذلك اللعب بشيء كلعب الصبيان ولهوهم فإنهم يلهون ويلعبون بجد ثم يعودون إلى والديهم يطلبون الطعام والشراب.
وقوله وإن تؤمنوا أي الإيمان الصحيح وتتقوا ما يغضب ربكم ويسخطه عليكم من الشرك والمعاصي يؤتكم أجوركم المترتبة على الإيمان والتقوى. وقوله ولا يسألكم أموالكم أي ولا يطلب منكم أموالكم كلها أي كراهة إحفائكم بذلك إن يسألكموها فيحفكم6 أي بكثرة الإلحاح عليكم تبخلوا إذ هذا معروف من طباع البشر أن الإنسان إذا ألح وألحف عليه في الطلب يبخل بالمال ولم يعطه وقد يترك الإسلام لذلك، وقوله ويخرج أضغانكم أي أحقادكم وبغضكم للدين وكراهيتكم له ولذا لم يسألكم أموالكم وقوله تعالى: 7 {ها أنتم هؤلاء تدعون8 لتنفقوا في سبيل الله} أي جزءا من أموالكم في الزكاة أو الجهاد لا كل أموالكم لما يعلم تعالى من شح النفس بالمال وقوله {فمنكم من يبخل} أي يمنع ومن يبخل فإنما يبخل عن9 نفسه إذ هي التي حرمها أجر النفقة في سبيل الله ذات الأجر العظيم وقوله {والله الغني وأنتم
الفقراء} إلى الله تعالى فهو غني عنكم لا يحضكم على النفقة لحاجته إليها ولكن لحاجتكم أنتم إليها إذ بها تزكوا نفوسكم وتقوم أموركم وتنتصروا على عدوكم وقوله وإن تتولوا أي ترجعوا عن الإسلام إلى الكفر والعياذ بالله يستبدل الله بكم قوما غيركم أي يذهبكم ويأت بآخرين ثم لا يكونوا أمثالكم بل يكونون أطوع إلى الله تعالى منكم وأسرع امتثالا لما يطلب منهم. وحاشاهم أن يتولوا وما تولوا ولا استبدل الله تعالى بهم غيرهم. وإنما هذا من باب حثهم على معالي الأمور والأخذ بعزائمها نظرا لمكانتهم من هذه الأمة فهم أشرفها وأكملها وأطوعها لله وأحبها له ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- وجوب طاعة الله وطاعة رسوله.
2- وجوب إتمام العمل الصالح من صلاة وغيرها بالشروع فيه.
3- بطلان العمل الصالح بالرياء أو إفساده عند أدائه أو بالردة عن الإسلام.
4- حرمة الركون إلى مصالحة الأعداء مع القدرة على قتالهم والتمكن من دفع شرهم.
5- التنفير من الإقبال على الدنيا والإعراض عن الآخرة.
6- حرمة البخل مع الجدة والسعة.
__________

1 بقوله: (يا أيها الذين آمنوا) وجملة النداء معترضة بين جملة (إن الذين كفروا وصدوا) الخ وبين (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار) .
2 إبطال العمل: أي جعله باطلا أي: لا فائدة منه لا ثواب، فالإبطال تتصف به الأشياء الموجودة، وكان الحسن البصري يقول: لا تبطلوا أعمالكم بالمعاصي، وما يبطل العمل على الحقيقة هو أمور ثلاثة: الشرك والرياء، وأداء العمل على غير الوجه المشروع عليه.
3 الفاء للتفريع.
4 و (الأعلون) معناه الغالبون المنتصرون.
5 أي: لا ينقصكم، ومنه الموتور: الذي قتل له قتيل، وفي الحديث الصحيح: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله".
6 يقال: أحفى في المسألة وألح بمعنى واحد.
7(ها) : حرف تنبيه، وفي إعراب الجملة وجهان الأول: وهو أن يكون (أنتم) مبتدأ و (هؤلاء) منادى معترض، و (تدعون) الخبر، والثاني: أن يكون (أنتم) مبتدأ و (هؤلاء) خبره، وجملة: (تدعون) مستأنفة مؤكدة ومقررة لما سبق.
8 أي: في الحال وجائز أن يدعو في المستقبل، إذ الجهاد مستمر والحاجة إلى الإنفاق لا تنقطع، سبيل الله: والمراد بها الجهاد وهي كل ما يوصل إلى مرضاة الله تعالى.
9 يجوز في (يبخل) أن يعدى بعن وبعلى يقال: بخل عليه بكذا أو بخل عنه بكذا أو يضمن معنى أمسك، وحينئذ فتعديته بعلى نحو: أمسك عليك لسانك.

*******************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 41.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 40.46 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.53%)]