عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 05-08-2022, 06:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الاحزاب - (9)
الحلقة (699)
تفسير سورة الاحزاب مدتية
المجلد الرابع (صـــــــ 286الى صــــ 292)

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)
شرح الكلمات:
يا أيها الذين آمنوا: أي من صدقوا بالله ووعده ووعيده وبالرسول وما جاء به.
إلا أن يؤذن لكم: أي في الدخول بأن يدعوكم إلى طعام.
غير ناظرين إناه: أي غير منتظرين وقت نضجه أي فلا تدخلوا قبل وقت إحضار الطعام وتقدم المدعوين إليه بأن يستغل أحدكم الإذن بالدعوة إلى الطعام فيأتي قبل الوقت ويجلس في البيت فيضايق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهله.
فإذا طعمتم فانتشروا: أي إذا أكلتم الطعام وفرغتم فانتشروا عائدين إلى بيوتكم أو أعمالكم ولا يبق منكم أحد.
ولا مستأنسين لحديث: أي ولا تمكثوا مستأنسين لحديث بعضكم بعضاً.
إن ذلكم كان يؤذي النبي: أي ذلكم المكث في بيوت النبي كان يؤذي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فيستحيي منكم: أي أن يخرجكم.
والله لا يستحيي من الحق: أن يقوله ويأمر به ولذا أمركم أن تخرجوا.
من وراء حجاب: أي ستر كباب ورداء ونحوه.
أطهر لقلوبكم وقلوبهن: أي من الخواطر الفاسدة.
إن ذلك كان عند الله عظيماً: أي إن أذاكم لرسول الله كان عند الله ذنباً عظيماً.
إن تبدوا شيئا أو تخفوه: أي إن تظهروا رغبة في نكاح أزواج الرسول بعد وفاته أو تخفوه في نفوسكم فسيجزيكم الله به شر الجزاء.
لا جناح عليهن في آبائهن الخ: أي لا حرج على نساء الرسول في أن يظهرن لمحارمهن المذكورين في الآية.
ولا نسائهن: أي المؤمنات أما الكافرات فلا.
ولا ما ملكت أيمانهن: أي من الإماء والعبيد في أن يرونهن ويكلمونهن من دون حجاب.
واتقين الله: أي يا نساء النبي فيما أمرتن به من الحجاب وغيره.
معنى الآيات:
لما بين تعالى لرسوله ما ينبغي له مراعاته من شأن أزواجه أمهات المؤمنين بين تعالى بهذه الآية (54) ما يجب على المؤمنين مراعاته أيضاً نحو أزواج النبي أمهاتهم فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} حقاً وصدقاً {لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} بالدخول إلى طعام تطعمونه غير (1) ناظرين إناه أي وقته، وذلك أن هذه الآية والمعروفة بآية الحجاب نزلت في شأن نفر من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أكلوا طعام الوليمة التي أقامها رسول الله لما زوجه الله بزينب بنت جحش رضي الله عنها، وكان الحجاب ما فرض بعد على النساء مكثوا بعد انصراف الناس يتحدثون فقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخرج أمامهم لعلهم يخرجون فما خرجوا وتردد رسول الله على البيت فيدخل ويخرج رجاء أن يخرجوا معه فلم يخرجوا واستحى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقول لهم هيا فاخرجوا. فانزل الله تعالى هذه الآية فقوله تعالى غير ناظرين إناه (2) يعني ذلك النفر ومن يريد أن يفعل فعلهم فإذا وجه إليه أخوه استدعاء لحضور وليمة بعد الظهر مثلا أتى المنزل من قبل الظهر يضايق أهل المنزل فهذا معنى غير ناظرين إناه أي وقته لأن الإنى هو الوقت.
وقوله ولكن إذا دعيتم فادخلوا أي فلا تدخلوا بدون دعوة أو إذن فإذا طعمتم أي فرغتم من الأكل فانصرفوا منتشرين في الأرض فهذا إلى بيته وهذا إلى بيت ربه وهذا إلى عمله. وقوله: {وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ} أي لا تمكثوا بعد الطعام يحدث بعضكم بعضاً مستأنسين بالحديث. حرم تعالى هذا عليكم أيها المؤمنون لأنه يؤذي رسوله. وإن كان الرسول لكمال أخلاقه لا يأمركم بالخروج حياءً منكم فالله لا يستحي من الحق فلذا أمركم بالخروج بعد الطعام مراعاة لمقام رسوله محمد الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ (3) مَتَاعاًً} أي طلبتم شيئاً من الأمتعة التي توجد في البيت كإناء ونحوه فاسألوهن من وراء حجاب أي باب وستر نحوهما لا مواجهة لحرمة النظر إليهن. وقوله {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ} أنتم أيها الرجال وقلوبهن أيتها الأمهات أطهر أي من خواطر السوء الفاسدة التي لا يخلو منها قلب الإنسان إذا خاطب فحلٌ أنثى أو خاطبت امرأة فحلاً من الرجال.
وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ} أي ما ينبغي ولا يصح أن تؤذوا رسول الله أي أذى ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أي ولا أن تتزوجوا بعد وفاته نساءه فإنهن محرمات على الرجال تحريم الأمهات تحريماً مؤبداً لا يحل بحال، وقوله تعالى: {إِنَّ (4) ذَلِكُمْ} أي المذكور من المن أذى رسول الله والزواج من بعده بنسائه كان عند الله أي في حكمه وقضائه وشرعه ذنباً عظيماً لا يقادر قدره ولا يعرف مدى جزائه وعقوبته إلا الله.
هذا ما دلت عليه الآية الأولى (53) وقوله تعالى {إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً} أي تظهروه {أَوْ تُخْفُوهُ} أي تستروه يريد من الرغبة في الزواج من نساء الرسول بعد موته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن الله كان بكل شيء عليماً وسيجزيكم بتلك الرغبة التي أظهرتموها أو أخفيتموها في نفوسكم شرّ الجزاء وأسوه. فاتقوا الله وعظموا ما عظم من حرمات رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هذا ما دلت عليه الآية (54) .
وقوله تعالى في الآية (55) لا جناح عليهن (5) أي لا تضييق ولا حرج ولا إثم على نساء المؤمنات من أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهن من نساء المؤمنين في أن يظهرن وجوههن ويكلمن بدون حجاب أي وجها لوجه آباءهن الأب والجد وإن علا، وأبناءهن الابن وابن الابن وإن نزل وابن البنت كذلك وإن نزل. وإخوانهن وأبناء إخوانهن وإن نزلوا وأبناء أخواتهن وإن نزلوا، ومماليكهن من إماء وعبيد.
وقوله تعالى {وَاتَّقِينَ (6) اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً} أمر من الله لنساء النبي ونساء المؤمنين بتقوى الله فيما نهاهن عنه وحرمه عليهن من إبداء الوجه للأجانب غير المحارم المذكورين في الآية وتذكيرهم بشهود الله تعالى لكل شيء وإطلاعه على كل شيء ليكون ذلك مساعداً على التقوى.
هداية الآيات
من هداية الآيات:

1- بيان ما ينبغي للمؤمنين أن يلتزموه من الآداب في الاستئذان والدخول على البيوت لحاجة الطعام ونحوه.
2- بيان كمال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خلقه في أنه ليستحي أن يقول لضيفه أخرج من البيت فقد انتهى الطعام.
3- وصف الله تعالى نفسه بأنه لا يستحي من الحق أن يقوله ويأمره به عباده.
4- مشروعية مخاطبة الأجنبية من وراء حجاب ستر ونحوه.
5- حرمة أذية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنها جريمة كبرى لا تعادل بأخرى.
6- بيان أن الإنسان لا يخلو من خواطر السوء إذا كلم المرأة ونظر إليها.
7- حرمة نكاح أزواج الرسول بعد موته وحرمة الخاطر يخطر بذلك.
8- بيان المحارم الذين للمسلمة أن تكشف وجهها أمامهم وتخاطبهم بدون حجاب.
9- الأمر بالتقوى ووعيد الله لمن لا يتقيه في محارمه.
__________

1 - غير ناظرين إناه غير منصوب على الحال والآية تضمنت الأدب في حال الجلوس والطعام كما تضمنت مشروعية الحجاب.
2 - أي غير منتظرين وقت نضجه، وإناه مقصور، وفيه لغات إني بكسر الهمزة وأني بفتح الهمزة والنون وأنا بفتح الهمزة والمد قال الحطيئة:
وأخرت العشاء إلى سهيل
أو الشعرى فطال بي الإناء
والفعل أنى يأنى أنى إذ حان وأدرك وفرغ.
3 - روى أبو داود عن أنس بن مالك قال عمر: وافقت ربي في أربع الحديث وفيه قلت يا رسول الله لو ضرب الحجاب على نسائك يدخل عليهن البر والفاجر فأنزل الله عز وجل وإذا سألتموهن الآية.
4 - روي أن رجلا من المنافقين لما تزوج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم سلمة وحفصة بعد خنيس بن حذافة قال: فما بال محمد يتزوج نساءنا والله لو قد مات لأجلنا السهام على نسائه فأنزل الله تعالى هذه الآية، فحرم الله نكاح أزواجه من بعده وجعل لهن حكم الأمهات وقال صلى الله عليه زوجاتي في الدنيا هن زوجاتي في الآخرة وهذه علة من علل التحريم أيضاً.
5 - روي أنه لما نزلت آية الحجاب تساءل الآباء والأقارب: هل نحن أيضاً لا نكلمهن إلا من وراء حجاب؟ فنزلت هذه الآية لا جناح عليهن في آبائهن الخ.
6 - لما ذكر تعالى الرخصة للمحارم أمر النساء بتقواه تعالى فأمرهن بذلك حتى لا يتجاوزن من أذن لهن بالنظر إليهم في المحارم إلى غيرهم وذلك لقلة تحفظ النساء وكثرة استرسالهن.

*******************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 42.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.97 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.47%)]