عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 05-08-2022, 06:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الاحزاب - (8)
الحلقة (698)
تفسير سورة الاحزاب مدتية
المجلد الرابع (صـــــــ 282الى صــــ 285)

يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50)
شرح الكلمات:
آتيت أجورهن: أي أعطيت مهورهن.
مما أفاء الله عليك: أي مما يسبى كصفية وجويرية.
اللاتي هاجرن معك: أي بخلاف من لم تهاجر وبقيت في دار الكفر.
وهبت نفسها للنبي: أي وأراد النبي أن يتزوجها بغير صداق.
خالصة لك من دون المؤمنين: أي بدون صداق.
قد علمنا ما فرضنا عليهم: أي على المؤمنين
في أزواجهم: أي من الأحكام كأن لا يزيدوا على الأربع، وأن لا يتزوجوا إلا بولي ومهر وشهود.
وما ملكت أيمانهم: أي بشراء ونحوه وأن تكون المملوكة كتابية، وأن تستبرأ قبل الوطء.
لكيلا يكون عليك حرج: أي ضيق في النكاح.
معنى الآيات:
هذا النداء الكريم لرسول رب العالمين يحمل لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إجازة ربانية تخفف عنه أتعابه التي يعانيها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقد علم الله ما يعاني رسوله وما يعالج من أمور الدين والدنيا فمنّ عليه بالتخفيف ورفع الحرج فقال ممتناً عليه {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ (1) إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} أي مهورهن وأحللنا لك {وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكَ} من سبايا الجهاد كصفية بنت حبيب وجويرية بنت الحارث، {وَبَنَاتِ عَمِّكَ (2) وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ (3) مَعَكَ} من مكة إلى المدينة.
أما اللاتي لم تهاجرن فلا تحلّ لك، وامرأة مؤمنة لا كافرة إن وهبت نفسها للنبي بدون مهر وأراد النبي أن يستنكحها حال كون هذه الواهبة خالصة لك دون المؤمنين فالمؤمن لو وهبت له امرأة نفسها بدون مهر لم تحل له بل لا بد من المهر والولي والشهود.
وقوله تعالى {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ} أي على المؤمنين في أزواجهم من أحكام كأن لا يزيد الرجل على الأربع، وأن لا يتزوج إلا بولي ومهر وشهود، والمملوكة لا بد أن تكون كتابية أو مسلمة، وأن لا يطأها قبل الاستبراء بحيضة قد علمنا كل هذا وأحللنا لك ما أحللنا خصوصية لك دون المؤمنين وذلك تخفيفاً عليك لكيلا يكون عليك حرج أي ضيق ومشقة وكان الله غفوراً لك ولمن تاب من المؤمنين رحيماً بك وبالمؤمنين.
هداية الآيات
من هداية الآيات:

1- بيان إكرام الله تعالى لنبيه (4) في التخفيف عليه رحمة به فأباح له أكثر من أربع، وقصر المؤمنين على أربع أباح له الواهبة نفسها أن يتزوجها بغير مهر ولا ولي ولم يبح ذلك للمؤمنين فلا بد من مهر وولي وشهود.
2- تقرير أحكام النكاح للمؤمنين وأنه لم يطرأ عليها نسخ بتخفيف ولا بتشديد.
3- بيان سعة رحمة الله ومغفرته لعباده المؤمنين.
__________

1 - هذه الآية من المتقدم في التلاوة المتأخر في النزول ونظيرها آيتي الوفاة في البقرة على رأي الجمهور. إذ مضمون هذه الآية التوسعة على الرسول صلى الله عيه وسلم أكراماً له لما تحمله من نكاح زينب ثم قصره في الآيات بعد على من تحته من النساء إكراماً لهن أيضا وذلك في قوله لا يحل لك النساء من بعد. ثم لم يقبض حتى رفع الله عنه الحظر إكراماً وإعلاءً من شأنه إذ قالت عائشة. مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أحل له النساء.
2 - واحد العم والخال وجمع العمات والخالات لأن العم والخال استعمل استعمال أسماء الأجناس الدالة على متعدد واللفظ موحد كالإنسان واللفظ واحد وهو دال على كل إنسان من بني آدم.
3 - المعية هنا "معك" هي الاشتراك في الهجرة لا في الصحبة إذ أحل له من هاجرت سواء كانت في رفقته أو في رفقة أخرى. ولم يهاجر في رفقته امرأة قط.
4 - من جملة خصائصه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن فرض عليه أموراً لم تفرض على الأمة كقيام الليل مثلاً وأباح له أموراً لم تبح للأمة كنكاح الواهبة بدون مهر، وحرم عليه أموراً لم تحرم على الأمة كحرمة الصدقة ذكر هذه الخصائص القرطبي في تفسيره عند تفسير هذه الآية.

*****************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 38.64 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.60%)]