عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 05-08-2022, 06:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة العنكبوت - (4)
الحلقة (670)
تفسير سورة العنكبوت مكية
المجلد الرابع (صـــــــ 126الى صــــ 131)

وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30)
شرح الكلمات:
ولوطاً إذ قال لقومه: أي اذكر إذ قال لوط بن هاران لقومه أهل سدوم.
أئنكم لتأتون الفاحشة: أي الخصلة القبيحة وهي إتيان الذكران في أدبارهم.
ما سبقكم بها من أحد: أي لم تعرف البشرية قبل قوم لوط إتيان الذكران في أدبارهم.
وتقطعون السبيل: أي باعتدائكم على المارة في السبيل فامتنع الناس من المرور خوفاًَ منكم.
وتأتون في ناديكم المنكر: أي مجالس أحاديثكم تأتون المنكر كالضراط وحل الإزار والفاحشة أي اللواط.
فما كان جواب قومه: أي إلا قولهم ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين.
معنى الآيات:
هذا بداية قصص لوط عليه السلام مع قومه أهل سدوم وعمورية والغرض من سياقه تقرير النبوة المحمدية إذ مثل هذه القصص لا يتم لأحد إلا من طريق الوحي، وتسلية الرسول من أجل ما يلاقي من عناد المشركين ومطالبتهم بالآيات والعذاب قال تعالى: واذكر يا رسولنا لقومك (1) لوطاً {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} وهي الفعلة القبيحة ويزيدها قبحاً أن الناس قبل قوم لوط لم تحدث فيهم هذه الخصلة ولم يعرفها أحد من العالمين، ثم يواصل لوط إنكاره وتشنيعه عليهم فيقول: {أَإِنَّكُمْ (2) لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} أي في أدبارهم {وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ} وذلك أنهم كانوا يعتدون على المارة بعمل الفاحشة معهم قسراً وبسلب أموالهم وبذلك امتنع الناس من المرور فانقطعت السبيل، كما أنهم بإتيانهم الذكران عطلوا النسل بقطع سبيل الولادة، وزاد لوط في تأنيبهم والإنكار عليهم والتوبيخ لهم فقال {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} والنادي محل اجتماعهم وتحدثهم وإتيان المنكر فيه كان بارتكاب الفاحشة مع بعضهم بعضا، وبالتضارط فيه، وحل الإزار، والقذف بالحصى وما إلى ذلك (3) مما يؤثر عنهم من سوء وقبح. قال تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ} بعد أن أنّبهم ووبخهم ناهيا لهم عن مثل هذه الفواحش {إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا (4) بِعَذَابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} أي ما كان جوابهم إلا المطالبة بعذاب الله، وهذه طريقة الغلاة المفسدين والظلمة المتكبرين، إذا أعيتهم الحجج لجأوا إلى القوة يستعملونها أو يطالبون بها. وقوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (5) } أي لما طالبوه بالعذاب، وقد أعياه أمرهم لجأ إلى ربه يطلب نصره على قومه الذين كانوا شر قوم وجدوا على وجه الأرض واستجاب الله تعالى له ونصره وسيأتي بيان ذلك في الآيات بعد.
هداية الآيات
من هداية الآيات:

1- تقرير النبوة المحمدية بذكر قصص لا يتم إلا عن طريق الوحي.
2- تسلية الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أجل ما يعاني من المشركين من كفر وعناد ومطالبة بالعذاب.
3- قبح الفاحشة وحرمتها وأسوأها فاحشة اللواط.
4- وجوب إقامة الحد على اللوطيّ الفاعل والمفعول لأن الله تعالى سماها فاحشة وسمى الزنا فاحشة ووضع حداً
للزنى فاللوطية تقاس عليه، وقد صرحت السنة بذلك فلا حاجة إلى القياس.
5- التحذير من العبث والباطل قولا أو عملاً وخاصة في الأندية والمجتمعات.
__________

1 - (لوطا) منصوب إمّا على تقدير اذكر كما في التفسير أو على تقدير وأرسلنا أو أنجينا كما تقدم في قوله تعالى: (وإبراهيم..)
2 - الاستفهام للإنكار والتوبيخ والتقريع على جريمتهم التي لم يسبقهم إليها أحد من العالمين.
3 - من ذلك: أنهم كانوا يناطحون بين الكباش ويناقرون بين الديوك، والصفير وتطريف الأصابيع بالحناء وفرقتها، ويقذفون أهل الطريق ويسخرون منهم، روى هذا الترمذي وحسنّه.
4 - هذا من كفرهم واستهزائهم وعنادهم قطعا.
5 - الإفساد في الأرض: هو العمل بمعاصي الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكل عامل بالمعاصي فهو مفسد في الأرض، إذ فعل المعاصي يورث الفقر والخوف وهما شر ما يُتقى.

*****************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 43.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 42.77 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.45%)]