عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 05-08-2022, 06:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة النمل - (10)
الحلقة (655)
تفسير سورة النمل مكية
المجلد الرابع (صـــــــ 46الى صــــ 49)


وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)
شرح الكلمات:
ويوم ينفخ في الصور: أي يوم ينفخ إسرافيل في البوق نفخة الفزع والفناء والقيام من القبور.
وكل أتوه داخرين: أي وكل من أهل السماء والأرض أتوا الله عز وجل داخرين أي أذلاء صاغرين.
وترى الجبال تحسبها جامدة: أي تظنها في نظر العين جامدة.
وهي تمر مرّ السحاب: وذلك لسرعة تسييرها.
وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)
من جاء بالحسنة: وهي الإيمان والتوحيد وسائر الصالحات.
فله خير منها: أي الجنة.
ومن جاء بالسيئة: أي الشرك والمعاصي فله النار يكب وجهه فيها.
وهم من فزع يومئذ آمنون: أي أصحاب حسنات التوحيد والعمل الصالح آمنون من فزع هول يوم القيامة.
ومن جاء بالسئية فكبت: أي جاء بالسيئة كالشرك وأكل الربا، وقتل النفس، فكبت وجوههم في النار والعياذ بالله أي ألقوا فيها على وجوههم.
هل تجزون إلا ما كنتم تعملون: أي ما تجزون إلا بعملكم، ولا تجزون بعمل غيركم.
معنى الآيات:
ما زال السياق في ذكر أحداث القيامة تقريراً لعقيدة البعث والجزاء التي هي الباعث على الاستقامة في الحياة. فقال تعالى {وَيَوْمَ (1) يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} أي ونفخ إسرافيل بإذن ربه في الصور الذي هو القرن أو البوق {فَفَزِعَ (2) مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ} وهي نفخة الفزع فتفزع لها الخلائق إلا من استثنى الله تعالى وهم الشهداء فلا يفزعون وهي نفخة الفناء أيضاً إذ بها يفنى كل شيء، وقوله تعالى {وَكُلٌّ أَتَوْهُ (3) } أي أتوا الله تعالى {دَاخِرِينَ} أي صاغرين ذليلين أتوه إلى المحشر وساحة فصل القضاء وقوله {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} أي لا تتحرك وهي في نفس الواقع تسير (4) سير السحاب {صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} أي أوثق صنعه (5) وأحكمه {إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} وسيجزيكم أيها الناس بحسب علمه {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ} وهي الإيمان والعمل الصالح {فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} ألا وهي الجنة {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ} وهي الشرك والمعاصي {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} فذلك جزاء من جاء بالسيئة.
وقوله تعالى: {هَلْ تُجْزَوْنَ (6) إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي لا تجزون إلا ما كنتم تعملونه في الدنيا من خير وشر وقد تم الجزاء بمقتضى ذلك فقوم دخلوا الجنة وآخرون كبت وجوههم في النار.
هداية الآيات
من هداية الآيات:

1- تقرير عقيد البعث والجزاء بذكر أحداثها مفصلة.
2- بيان كيفية خراب العوالم وفناء الأكوان.
3- فضل الشهداء حيث لا يحزنهم الفزع الأكبر وهم آمنون.
4- تقرير مبدأ الجزاء وهو الحسنة والسيئة، حسنة التوحيد وسيئة الشرك.
__________

1- العامل في الظرف محذوف للعلم به أي: واذكر يوم ينفخ في الصور، والنافخ هو إسرافيل عليه السلام.
2- للفزع معنيان، كلاهما صالح لدلالة هذا اللفظ عليه، الأول: الفزع: بمعنى الإسراع: لنداء الداعي، والثاني الخوف والهلع.
3- قرأ حفص (وكل أتوه) بالفعل الماضي، وقرأ نافع (آتوه) باسم الفاعل أي: آتون إليه جمع آت.
4- قيل: إن قوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) هو خطاب للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاصة أطلعه الله فيه على سر من أسرار الكون ولم يبح به لعجز الناس عن إداركه في ذلك الزمن وحقيقته: أن الأرض تدور حول الشمس دورة في كل يوم وليلة، ودروتها هي تسير معها الجبال فيها قطعاً فيرى المرء الجبال يحسبها جامدة وهي تمر مع الأرض مر السحاب والمرور غير السير فالسير يوم الفناء أما المرور يقال: مرّ بفلان يحمله معه ولا يقال سار به. ورشح ها المعنى قوله بعدُ: {صنع الله الذي أتقن كل شيء} .
5- الصنع مصدر صنع الشيء يصنعه صنعا.
6- الاستفهام للنفي كما في التفسير.

*************************************
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 45.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.62 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.39%)]