عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-08-2022, 05:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,352
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة النمل - (3)
الحلقة (648)
تفسير سورة النمل مكية
المجلد الرابع (صـــــــ 13الى صــــ 18)

وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)
شرح الكلمات:
وتفقد الطير: أي تعهدها ونظر فيها.
مالي لا أرى الهدهد: أعرض لي ما منعني من رؤيته أم كان من الغائبين؟
لأعذبنه عذابا شديدا: أي بنف ريشه ورميه في الشمس فلا يمتنع من الهوام.
بسلطان مبين: أي بحجة واضحة على عذره في غيبته.
فمكث غير بعيد: أي قليلا من الزمن وجاء سليمان متواضعا.
أحطت بما لم تحط به: أي اطلعت على ما لم تطلع عليه.
وجئتك من سبأ: سبأ قبيلة من قبائل اليمن.
إني وجدت امرأة: هي بلقيس الملكة.
ولها عرش عظيم: أي سرير كبير.
فصدهم عن السبيل: أي طريق الحق والهدى.
ألا يسجدوا لله: أصلها أن يسجدوا أي فهم لا يهتدون أن يسجدوا لله.
وزيدت فيها "لا" وأدغمت فيها النون فصارت ألا نظيرها لئلا
يعلم أهل الكتاب من آخر سورة الحديد.
يخرج الخبء في السموات والأرض: أي المخبوء في السموات من الأمطار والأرض من النبات.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في قصص سليمان عليه السلام قوله تعالى {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ (1) } أي تفقد سليمان جنده من الطير طالبا الهدهد لأمر عنّ له أي ظهر وهو يتهيأ لرحلة هامة، فلم يجده فقال ما أخبر تعالى به عنه: {مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ (2) } ألعارض عرض لي فلم أره، {أَمْ (3) كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} أي بل كان من الغائبين، {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً} بأن ينتف ريشه ويتركه للهوام تأكله فلا يمتنع منها {أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ} بقطع حلقومه، {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} أي بحجة واضحة على سبب غيبته. قوله تعالى الآية (21) {فَمَكَثَ} أي الهدهد {غَيْرَ (4) بَعِيدٍ} أي زمنا قليلا، وجاء فقال في تواضع رافعا عنقه مرخيا ذنبه وجناحيه {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} أي اطلعت على ما لم تطلع عليه {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ (5) بِنَبَأٍ يَقِينٍ} وسبأ قبيلة من قبائل اليمن، والنبأ اليقين الخبر الصادق الذي لا شك فيه. وأخذ يبين محتوى الخبر فقال {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً} هي بلقيس {تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} من أسباب القوة ومظاهر الملك، {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} أي سرير ملكها الذي تجلس عليه وصفه بالعظمة لأنه مرصع بالجواهر والذهب، وقوله {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ} أخبر أولا عن أحوالهم الدنيوية وأخبر ثانيا عن أحوالهم الدينية وقوله {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} أي الباطلة الشركية {فَصَدَّهُمْ} بذلك {عَنِ السَّبِيلِ} أي سبيل الهدى والحق فهم لذلك لا يهتدون لأن يسجدوا (6) لله الذي يخرج الخبء (7) أي المخبوء فهو
من إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول في السموات من أمطار والأرض من نباتات، ويعلم سبحانه وتعالى ما يخفون في نفوسهم، وما يعلنون عنه بألسنتهم الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم. وصف الرب تعالى بالعرش العظيم ليقابل وصف بلقيس به، وأين عرش مخلوقة وإن كانت ملكة بنت ملك هو شراحيل من عرش الله الخالق لكل شيء والمالك لكل شيء.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- مشروعية استعراض الجيوش وتفقد أحوال الرعية.
2- مشروعية التعزير لمن خالف أمر السلطان بلا عذر شرعي.
3- مشروعية اتخاذ طائرات الاستكشاف ودراسة جغرافية العالم.
4- تحقيق قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة إذ لم يلبثوا أن غلب عليهم سليمان.
5- بيان أن هناك من كانوا يعبدون الشمس إذ سجودهم لها عبادة.
6- بيان أن الأحق بالعبادة هو الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم.
7- مشروعية السجود لمن تلا هذه الآية أو استمع إلى تلاوتها: {اللهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} .
__________

1- (تفقد) بمعنى بحث عن الفقد أي: عدم الوجود أو بحث عن سبب عدم الوجود.
2- من خواص الهدهد أنه يرى الماء من بعد ويحس به في باطن الأرض فإذا رفرف على موضع عُلم أن به ماء، ونهى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن قتله مع ثلاثة وهي: (الضفدع، والنحل، والصرد) خرجه أبو داود وصححه. ونهى عن قتل النمل إلا أن يضّر ولا يقدر على دفعه إلا بالقتل.
3- (أم) هي المنقطعة التي بمعنى: بل، ولا تخلو من معنى الاستفهام إذ التقدير: بل أكان من الغائبين.
4- أي: مكث في غيابه زمنا غير بعيد أو في مكان غير بعيد.
5- اسم رجل و: غبشمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان، لقب بسبأ لأنه أول من سبى في غزوه، وأطلق هنا سبأ على ديار قبيلة سبأ لأن من ابتدائية أي لابتداء الأمكنة غالبا.
6- {ألا يسجدوا} أصلها أن لا يسجدوا فأدغمت أن في لا النافية فصارت ألا، والمضارع منصوب بأن المدغمة في لا، ولذا تعيّن تقدير لام جر يتعلق بـ {فصدهم عن السبيل} أي: زيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدهم لأجل أن لا يسجدوا. وما في التفسير من التقدير أوضح أيضا.
7- الخبء: مصدر خبأ الشيء: إذا أخفاه، أطلق على اسم المفعول أي: المخبوء من اجل المبالغة في الإخفاء.

******************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 45.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.32 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.37%)]