عرض مشاركة واحدة
  #1240  
قديم 03-08-2022, 05:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,254
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )






تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الفرقان - (4)
الحلقة (630)
تفسير سورة الفرقان مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 611الى صــــ 616)


وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)

شرح الكلمات:
مهجوراً: أي شيئاً متروكاً لا يلفت إليه.
هادياً ونصيراً: أي هادياً لك إلى طريق الفوز والنجاح وناصراً لك على كل أعدائك.
جملة واحدة: أي كما نزلت التوراة والإنجيل والزبور دفعة واحدة فلا تجزئة ولا تفريق.
لنثبت به فؤادك: أي نقوي قلبك لتتحمل أعباء الرسالة وإبلاغها.
ورتلناه ترتيلاً: أي أنزلناه شيئاً فشيئاً آيات بعد آيات وسورة بعد أخرى ليتيسر فهمه وحفظه.
شر مكاناً: أي ينزلونه وهو جهنم والعياذ بالله منها.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في عرض أحوال البعث الآخر الذي أنكره المشركون وكذبوا فقال تعالى {وقال الرسول1 يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً} هذه شكوى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقومه إلى ربه ليأخذهم بذلك. وهجرهم للقرآن تركهم سماعه وتفهمه والعمل بما فيه.
وقوله تعالى: {وكذلك2 جعلنا لكلى نبي عدواً من المجرمين} أي وكما جعلنا لك أيها الرسول أعداء لك من مجرمي قومك جعلنا لكل نبي قبلك عدواً من مجرمي قومه، إذاً فاصبر وتحمل حتى تبلغ رسالتك وتؤدي أمانتك، والله هاديك إلى سبيل نجاحك وناصرك على أعدائك. وهذا معنى قوله تعالى {وكفى بربك هادياً ونصيراً} . وقوله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة} أي وقال المكذبون بالبعث المنكرون للنبوة المحمدية المشركون بالله آلهة من الأصنام هلا نزل عليه القرآن مرة واحدة مع بعضه بعضاً لا مفرقاً آيات وسوراً أي كما نزلت التوراة جملة واحدة والإنجيل والزبور وهذا من باب التعنت منهم والاقتراحات التي لا معنى لها إذ هذا ليس من شأنهم ولا مما يحق لهم الخوض فيه، ولكنه الكفر والعناد. ولما كان هذا مما قد يؤلم الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رد تعالى عليهم بقوله { (كذلك3} أي أنزلناه كذلك منجماً ومفرقاً لحكمة عالية وهي تقوية قلبك وتثبيته لأنه كالغيث كلما أنزل أحيا موات الأرض وازدهرت به ونزوله مرة بعد مرة أنفع من نزول المطر دفعة واحدة. وقوله تعالى: {ورتلناه ترتيلا} أي أنزله مرتلاً أي شيئاً فشيئاً ليتيسر حفظه وفهمه والعمل به.
وقوله تعالى {ولا يأتونك4 بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن5 تفسيراً} هذا بيان الحكمة في نزول القرآن مفرقاً لا جملة واحدة وهو أنهم كلما جاءوا بمثل أو عرض شبهة ينزل القرآن الكريم بإبطال دعواهم وتفنيد كذبهم، وإلغاء شبهتهم، وإحقاق الحق في ذلك وبأحسن تفسير لما اشتبه عليهم واضطربت نفوسهم فيه وقوله تعالى {الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكاناً وأضل سبيلاً6} أي أولئك المنكرون للبعث المقترحون نزول القرآن جملة واحدة هم الذين يحشرون على وجوههم تسحبهم الملائكة على وجوههم إلى جهنم لأنهم مجرمون بالشرك والتكذيب والكفر والعناد. أولئك البعداء شر مكاناً يوم القيامة، وأضل سبيلاً في الدنيا، إذ مكانهم جهنم، وسبيلهم الغواية والضلالة والعياذ بالله من ذلك.
هداية الآيات
من هداية الآيات:

1- شهادة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على من هجروا القرآن الكريم فلم يسمعوه ولم يتفهموه ولم يعملوا به، وشكواه إياهم إلى الله عز وجل.
2- بيان سنة الله في العباد وهي أنه ما من نبي ولا هاد ولا منذر إلا وله عدو من الناس وذلك لتعارض الحق مع الباطل، فينجم عن ذلك عداء لازم من أهل الباطل لأهل الحق.
3- بيان الحكمة في نزول القرآن منجماً شيئاً فشيئاً مفرقاً.
4- بيان أن المجرمين. يحشرون على وجوههم لا على أرجلهم إلى جهنم إهانة لهم وتعذيباً.
__________

1 الرسول: هو محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشكو المشركين من قومه إلى ربه تعالى يوم القيامة لتحق عليهم كلمة العذاب.
2 هذه الجملة تحمل العزاء للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتسلية من جراء ما يجد من قومه المكذبين المعادين المحاربين، ومعنى الآية: وكما جعلنا لك عدواً من قومك وهو أبو جهل جعلنا لكل نبي عدواً.
3 جائز أن يكون كذلك من كلام المشركين: أي: لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك أي: كالتوراة والإنجيل فيتم الوقف على كذلك ثم يبتدئ {لنثبت به فؤادك} وما في التفسير أولى.
4 هذا كقولهم: {إن هذا غلاّ إفك افتراه} وقولهم: {أساطير الأولين} وقولهم: {ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} وقولهم {إن تتبعون إلاّ رجلا مسحورا} وقولهم: {لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة} كل هذا الذي قالوه رد عليهم وأبطله بالحجج القوية فأسكتهم وأبطل دعاويهم.
5 أي: بما يقطع حجتهم ويلقمهم الحجر فلا يستطيعون الرد أو القول.
6 {سبيلا} منصوب على التمييز المحول عن فاعل، أي: ضلّت سبيلهم.

*******************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 46.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.18 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.34%)]