عرض مشاركة واحدة
  #1196  
قديم 03-08-2022, 04:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,160
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )


{ لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي ٱلأَمْرِ وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ } 67 { وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ } 68 { ٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } 69 { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّ ذٰلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } 70 { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ } 71 { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَٰتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكُمُ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }72


شرح الكلمات:

جعلنا منسكاً: أي مكاناً يتعبدون فيه بالذبائح أو غيرها.

فلا ينازعنك: أي لا ينبغي أن ينازعوك.

هدىً مستقيم: أي دين مستقيم هو الإِسلام دين الله الحق.

في كتاب: هو اللوح المحفوظ.

ما لم ينزل به سلطاناً: أي حجة وبرهاناً.

المنكر: أي الإِنكار الدال عليه عبوس الوجه وتقطيبه.

يسطون: يبطشون.

بشر من ذلكم: هو النار.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في بيان هداية الله تعالى لرسوله والمؤمنين ودعوة المشركين إلى ذلك قال تعالى: { لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا 1مَنسَكاً } أي ولكل أمة من الأمم التي مضت والحاضرة أيضاً جعلنا لهم منسكاً أي مكاناً يتنسكون فيه ويتعبدون { هُمْ 2نَاسِكُوهُ } أي الآن، فلا تلتفت إلى ما يقوله هؤلاء المشركون، ولا تقبل منهم منازعة في أمر واضح لا يقبل الجدل، وذلك أن المشركين انتقدوا ذبائح الهدي والضحايا أيام التشريق، واعترضوا على تحريم الميتة وقالوا كيف تأكلون ما تذبحون ولا تأكلون ما ذبح الله بيمينه وقوله تعالى لرسوله: { وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ } أي أعرض عن هذا الجدل الفارغ وادع إلى توحيد ربك وعبادته { إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ } أي طريق قاصد هاد إلى الإِسعاد والاكمال وهو الإِسلام وقوله: { وَإِن جَادَلُوكَ 3} في بيان بعض المناسك والنسك فاتركهم فإنهم جهلة لا يعلمون وقل: { ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ } أي وسيجزيكم بذلك حسنة وسيئة { ٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ } أي يقضي بينكم أيها المشركون فيما كنتم فيه تختلفون وعندها تعرفون المحق من المبطل منا وذلك يوم القيامة.

وقوله تعالى: { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا 4فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } بلى إن الله يعلم كل ما في السماوات والأرض من جليل ودقيق وجليّ وخفي وكيف لا وهو اللطيف الخبير. { إِنَّ ذٰلِكَ فِي كِتَابٍ } وهو اللوح المحفوظ فكيف يجهل أو ينسى، و { إِنَّ ذٰلِكَ } أي كتبه وحفظه في كتاب المقادير { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ 5} أي هين سهل، لأنه تعالى على كل شيء قدير. هذا ما دلت عليه الآيات الأربع [67، 68، 69، 70] وقوله تعالى: { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } أي ويعبد أولئك المشركون المجادلون في بعض المناسك أصناماً لم ينزل الله تعالى في جواز عبادتها حُجَّة ولا برهاناً بل ما هو إلا إفك افتروه، ليس لهم به علم ولا لآبائهم، وسوف يحاسبون على هذا الإِفك ويجزون به في ساعة لا يجدون فيها ولياً ولا نصيراً إذ هم ظالمون بشركهم بالله آلهة مفتراة ويوم القيامة ما للظالمين من نصير. هذا ما دلت عليه الآية [71] وأما قوله تعالى: { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } يخبر تعالى عن أولئك المشركين المجادلين بالباطل أنهم إذا قرأ عليهم أحد المؤمنين آيات الله وهي بينات في مدلولها تهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم { تَعْرِفُ } يا رسولنا { فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ6 } أي تتغيّر وجوههم ويظهر عليها الإِنكار على التالي عليهم الآيات { يَكَادُونَ يَسْطُونَ 7} أي يبطشون ويقعون بمن يتلون عليهم آيات الله لهدايتهم وصلاحهم.

وقوله تعالى: { قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم 8بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكُمُ } أي قل لهم يا رسولنا أفأنبكم بشر من ذلك الذي تكرهون وهو من يتلون عليكم آيات الله أنه النار التي وعدها الله الذين كفروا أي من أمثالكم، وبئس المصير تصيرون إليه النار إن لم تتوبوا من شرككم وكفركم.

هداية الآيات

من هداية الآيات:


1- تقرير حقيقة وهي أن كل أمة من الأمم بعث الله فيها رسولاً وشرع لها عبادات تعبده بها.

2- استحسان ترك الجدال في البديهيات والإِعراض عن ما فيها.

3- تقرير علم الله تعالى بكل خفي وجلي وصغير وكبير في السماوات والأرض.

4- تقرير عقيدة القضاء والقدر بتقرير الكتاب الحاوي لذلك وهو اللوح المحفوظ.

5- بيان شدة بغض المشركين للموحدين إذا دعوهم إلى التوحيد وذكروهم بالآيات.

6- مشروعية إغاظة الظالم بما يغيظه من القول الحق.
______________________________

1 سبق مثل هذا النزاع بين المؤمنين والمشركين في التذكية عند قول الله تعالى من سورة الأنعام: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} وقوله تعالى: {فلا ينازعنك} معناه: أترك منازعتهم وأعرض عنهم ولا تلتفت إليهم.
2 سبق مثل هذه الآية في أوّل السورة وهو دال على أنّه لا إله إلا الله إذ وحدة التشريع تدل على وحدة المشرع عقلاً ولا تنتقض.
3 في الآية الكريمة أسلوب المتاركة إذا لم تنفع المجادلة لعدم استعداد الخصم لقبول الحق أو تعذر معرفته له.
4 الاستفهام تقريري بالنسبة للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والجملة تحمل التسلية له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتخفيف مما يلاقي من جدال المشركين وعنادهم.
5 أي: الفصل بين المختلفين ككتابة كل كائن في كتاب المقادير كل ذلك على الله يسير إذ هو تعالى لا يعجزه شيء، ويقول للشيء كن فيكون.
6 أي: الغضب والعبوس.
7 السطو: شدة البطش يقال: سطا به يسطو: إذا بطش وسواء كان ذلك بسب وشتم أو ضرب، وسطا عليه: إذا علاه ضرباً وشتماً.
8 {أفأنبّكم} الهمزة داخلة على محذوف أي: أتكرهون سماع القرآن ومن يقرأه فأنا أنبّئكم بشر من ذلك الذي تأذّيتم به وكرهتموه؟ وقوله: {النار وعدها الله الذين كفروا} الجملة مستأنفة استئنافاً بيانياً كأنهم قالوا: نبئنا فقال: النار.. الخ.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.81 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]