
29-07-2022, 05:22 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,356
الدولة :
|
|
رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات
التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (7/ 18)
الشيخ فكري الجزار
أمثلة من التصحيفات والتحريفات
•وإنَّما ذهب بعضُ المشركين إلى أنَّ ثَمَّ خالقًا خلق بعض العالم،........... وكما يقوله الدُّهرية في حَرَكة الأفلاك أو حركات النفوس...".
(شرح العقيدة الطحاوية، (85) - ابن أبي العِزِّ الحنفي (731-792هـ) - المكتب الإسلامي - بيروت - لبنان - الطبعة السادسة (1400هـ - 1980م).
قوله: "الدُّهرية":
كذا وقَع بضمِّ الدال المهمَلَة الثقيلة، وهو تحريف.
والصواب:
"الدَّهرية" نِسبةً إلى "الدَّهْر" بالفَتْح.
•"وأمَّا مرتبة الأمر بذلك[1] والإلْزام به، وأنَّ مجرَّد الشهادة لا يستلزمه، لكن الشهادة في هذا الموضِع تدلُّ عليه وتتضمنه - فإنَّه سبحانه شَهِد به شهادةَ مَن حَكَم به،...... ".
"الطحاوية" (91)
قوله: "وأن":
كذا وقع بفَتْح الهمزة عَطْفًا على "مرتبة"، وهذا تحريفٌ يُفسِد المعنَى.
والصواب:
"وإنْ كان مُجرَّد" بكسر الهمزة مع تخفيفِ النون وزِيادة "كان"؛ لأنَّ العبارة اعتراضيَّة وليستْ معطوفة.
ثم وجدتُه كذلك في كلامِ الإمام ابن القيم[2] - رحمه الله تعالى[3].
ثم إنْ وضْع "الفَصْلة" قبل قوله: "وإنْ" غير صحيح؛ لأنَّها جملة اعتراضية كما قدَّمتُ.
ونفس الخطأ موجود في "المدارج".
والصواب:
"- وإنْ كان مُجرَّد.... ".
• "كما إذا رأيت رجلاً يَستفتي رجلاً...... وهو ليس أهْلاً لذلك، ويدع مَن هو أهلٌ له، فتقول: هذا ليس بمُفتٍ...، المفتي فلان......، فإنَّ هذا أمر منه ونهي".
"الطحاوية" (91)
قوله: "منه":
تحريف لا معنى له هنا.
والصواب:
"منك"
ثم وجدتُه على الصواب في "المدارج"[4].
• ﴿ فإنْ كذبوك فَقَدْ كُذِّبتَ رسل من قبلكَ جاؤوا بالبيِّناتِ... ﴾.
"الطحاوية" (93)
قوله: ﴿ كذِّبت ﴾.
كذا وقع آخِره تاءٌ مُثنَّاة فوقُ.
وهو تحريف.
وصواب الآية:
﴿ كذِّبَ ﴾ [آل عمران: 184].
• "وكيف يَلِيق بكماله[5] أن يقرَّ مَن يكذب عليه أعظمَ الكذب.... ثم ينصُره على ذلك ويؤيِّده......... وهو مع ذلك كاذبٌ غير مُفْترٍ".
"الطحاوية" (95)
قوله: "غير":
زيادة تَنفي الافتراء، ففي العبارة تناقضٌ؛ إذ يكونُ الكاذب غير مفترٍ؟!
وهذا لا يكون، كما يقول ربُّنا - جل في علاه -: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ [النساء: 50]، وقد تَكرَّر هذا في القرآن مِرارًا.
فالصواب:
"وهو مع ذلك كاذِبٌ مُفترٍ" بحذف "غير".
• "فإنَّ مَن نفَى صفةً مِن صفاته التي وصَف الله بها نفْسَه، كالرِّضا والغضب...، ونحو ذلك، ورغم أنَّ ذلك[6] يستلزم التشبيهَ والتجسيمَ! قيل له: فأنْتَ تُثبت له الإرادة....... ".
"الطحاوية" (101)
قوله: "مِن صفاته التي وصَفَ الله بها نفْسَه":
كذا وقَع، وهي عبارةٌ قَلِقة غيرُ فصيحة، فذِكْر الضمير إنَّما يكون لعدمِ تَكْرار الاسم، وهنا قد ذُكر الاسم الظاهر بعدَ الضمير.
والصواب:
"مِن صفاته التي وصَفَ بها نفْسَه" بحذف لفظ الجلالة، أو:
"مِن صفاتِ الله التي وصَفَ بها نفْسَه" بحذف الضمير من "صفاته".
وقوله: "ورغم":
كذا وقَع بالراء المُهمَلة بعدها غيْن مُعجَمة، استدراك في غير موطن الاستدراك؛ فهو تحريفٌ لا معنى له هنا.
والصواب:
"وزعم" - بالزاي والعين المهملة - أي هذا النافي للصِّفات.
• وهذا موضعُ اضطراب فيه كثير من النظَّار"
"الطحاوية" (103)
قوله: "اضطراب":
كذا وقَع بألِفٍ بعدَ الراء المهمَلة، وهو تحريف.
والصواب:
"اضطرب" فعل ماضٍ.
• "... أن تجعل القرآنَ العظيم ربيعَ قلْبي، ونور صدري، وجَلاء[7] حُزني، وذاب همِّي وغمِّي"[8].
"الطحاوية" (110)
قوله: "وذاب":
كذا وقعَ، وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.
والصواب:
"وذَهاب" بهاء قَبْل الألف.
• "وهذه الحوادث[9] وغيرها ليستْ مُمتنِعَةً؛ فإنَّ الممتنع لا يُوجَد، ولا واجبة الوجود بنفْسِها؛ فإنَّ واجب الوجود بنفسه لا يَقبل العدم، وهذه[10] كانتْ معدومة ثم وجدت، فعدمها يَنفي وجودها، ووجودُها ينفي امتناعها".
"الطحاوية" (113)
قوله: "فعدمها ينفي وجودها":
كذا وَقَع "وجودها" بالدال المهمَلة.
وهو تحريفٌ لا معنى له هنا؛ فإنَّ الكلام عن "واجب الوجود"، وأنه لا يَفتقر في وجودِه إلى غيره، وأنه لا يقبل العدم.
أمَّا هذه الحوادثُ، فإنَّها تفتقر إلى مَن أوْجَدها بعد أنْ كانت عدمًا. ثم إنَّ هذا العدمَ ينفي أنَّها واجِبة الوجود؛ لأنَّ واجب الوجود لا يَقبل العدم - كما سبق.
فالصواب:
"فعَدَمها يَنفي وجوبها" بالباء الموحَّدة تحتُ، لا بالدال المهمَلة.
أي: كونها كانتْ عَدَمًا يَنفي كونَها واجبةَ الوجود؛ لأنَّ واجبَ الوجود لا يَقبَل العدم. "ووجودها ينفي امتناعها"؛ أي: كونها وُجِدتْ يَنفي كونها ممتنعة؛ لأنَّ الممتنع لا يُوجَد.
تنبيه: منذ حوالي عشر سنوات كنتُ قدْ ذاكرتُ أحدَ الإخوة الذين يقومون بالوعظِ والتدريس في مصر[11] في هذه المسألة، فَسَخِر منِّي، ونالَني منه ما نالني، ثم لم يُقدِّم شيئًا سوى قوله بصوابِ العِبارة كما هي. وقد تبيَّن لك ما فيها، ولكنَّهم مِن خشيتهم أن يهجمَ كلُّ أحد على كتابات السَّلَف بالتعديل بما يراه صوابًا، صاروا وكأنَّهم يُقدِّسون كتبَ السَّلف ولا يَرَوْن فيها خطأ، وسبحان مَن قال: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، ورَحِم الله الإمامَ الشافعيَّ إذ يقول: "لقدْ ألفتُ هذه الكتبَ ولم آلُ فيها، ولا بدَّ أن يوجد فيها الخطأ؛ لأنَّ الله - تعالى - يقول: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، فما وجدتُم في كُتبي هذه ممَّا يخالف الكتابَ والسُّنَّةَ، فقد رجعتُ عنه"[12].
والإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - يقصِد بالاختلاف الذي ذكَرَه ما جاء في كلامِهم - رحمهم الله تعالى - مِن خلافِ الصواب في الأحكام.
ونحن قصْدُنا أولاً ما في هذه الكُتُب مِن "تصحيفات وتحريفات" وقعَتْ مِن النُّسَّاخ أو غيرهم، فلا حرَجَ علينا في التنبيهِ على مِثل ذلك، بل لا حرَجَ علينا في التعرُّض لما ذَكَروا مِن أحكام إن حصَّلْنا أدواتِ هذا العلم الشريف.
• "ولكن يُستعمل في ذلك[13] قياس الأَوْلى[14]، سواء كان تمثيلاً أو شمولاً، كمال قال - تعالى -: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ﴾ [النحل: 60]".
"الطحاوية" (122)
قوله: "كمال":
كذا وقَع آخره لام، وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.
والصواب:
"كما".
• "وقال آخر:
ومثلي كَمِثْلِ جُذُوعِ النَّخِيلِ...... "
"الطحاوية" (146)
قوله: "آخر":
أي غير "أوس بن حجر" المذكور قبْلَه بأسطر.
كذا قال.
وقدْ صَرَّح القرطبيُّ والشوكانيُّ - رحمهما الله تعالى - بنِسبةِ هذا الشاهد إلى أوس. أمَّا الرازي فقال: "قال الشاعر"، ولم يُسمِّه.
قوله: "ومثلي":
كذا وقَع بميم بعدَها ثاء مُثلَّثة.
وكذا ذَكَره الرازي[15].
ولكن جاء في "تفسير القرطبي" و"فتح القدير":
"وقَتْلَى" بالقاف بعدها تاء مُثنَّاة فوق[16].
قلت: ولعلَّه الصواب؛ لأمرين:
الأول: أن "قَتْلَى" جمْع، فهو مناسِبٌ لقوله: "جذوع".
الثاني: أنَّ تشبيه القَتْلَى والأموات بجذوع النخيل هو أسلوبُ القرآن في قوله - تعالى -: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة: 7]، ولكني لم أقف على شعر أوسٍ للتأكد من صحة ما رجحتُه[17].
[1] أي: بالتوحيد.
[2] العلامة الكبير، المجتهِد المطلَق، المصنِّف المشهور، شمس الدين، محمّد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن جرير - أو: حُريز - الزُّرَعي (يقال إنها نِسبة إلى بلدة أزرع)، ثم الدمشقي (مولدًا ووفاة)، المشهور بـ"ابن قيِّم الجوزية"، أي: ابن القائِم على الجوزية (وهي مدرسةٌ بدمشق أنشأها الإمامُ ابنُ الجوزي)، (691-751هـ).
انظر: "البدر الطالع" (2/143)، "البداية والنهاية" (7/657)، "معجم المؤلفين" (3/164)، "النجوم الزاهرة" (10/195)، "شذرات الذهب" (6/186)، "بغية الوعاة" (1/62)، "الأعلام" (6/56)، "هدية العارفين" (2/158)، "ترجمته في مقدمة تحقيق زاد المعاد"، "ترجمته في مقدمة أحكام أهل الذمة"، و"ترجمته في مقدمة تحقيق جلاء الأفهام".
[3] انظر: "مدارج السالكين" (3/454).
[4] انظر: "مدارج السالكين" (3/454).
[5] سبحانه وتعالى.
[6] يعني إثبات الصفات.
[7] جَلاء: - بفَتْح الجيم - أي: ذَهاب. يقال: جلا القومُ عن أوطانهم جلاءً، إذا خَرَجوا منها.
وجِلاء: - بكسر الجيم - أي: صَقْلُ. يُقال: جلا الصَّيْقَلُ السيفَ جِلاءً: صقله.
والمقصود هنا "جَلاء" بالفَتْح.
انظر: "اللسان" (1/669، 670).
[8] انظر: "السلسلة الصحيحة" (199).
[9] يعني: المخلوقات.
[10] أي: الحوادث المخلوقات.
[11] وهو ممَّن دَرَسوا على الشيخ مقبل بن هادي الوادعي باليمن، وليس هو مِن المشهورين رغمَ قِيامه بالوعظ والتدريس.
وكان ذلك منِّي لأنِّي لم أتتلمذْ على المشايخ - رغمًا عنِّي - فاتخذتُها عادةً لي أن أُذاكِرَ أهلَ العلم إذا لقيتُهم، أو أُناقِش مَن تتلمذ عليهم، ولعلِّي لا أترك ذلك؛ فإنِّي أراه صوابًا.
[12] انظر: "المقاصد الحسنة" (53)؛ إذ لم أقف على مكانه في "الرسالة".
[13] يعني باب الصفات.
[14] هو: أن يكون المعنَى الذي شُرِع لأجله - وهو العِلَّة - في الفَرْع، أقوى مِن الأصل؛ مِثل تحريم ضرْب الوالدين بدليل قولِه - تعالى -: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الإسراء: 23]، فتحريمُ الضرب أوْلى مِن تحريم التأفيف، وهنا التأفيفُ أصلٌ، والضرب فرع، ويُسمَّى هذا: القياس الجلي أو القطعي.
انظر: "المستصفى ومعه فواتح الرحموت" (2/320)، "الإحكام" للآمدي (3/269)، "معراج المنهاج" (2/134) و"أصول الفقه" أبو زهرة (195).
[15] انظر: "مفاتيح الغيب" (14/14).
[16] انظر: "القرطبي" (7/5828) و"فتح القدير" (4/528).
[17] هو هكذا (قَتْلَى) في ديوان أوس بن حجر، ينظر ديوان أوس بن حجر تحقيق وشرح الدكتور محمد يوسف نجم، الجامعة الأمريكية - بيروت (ص: 30) [الألوكة].
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|