عرض مشاركة واحدة
  #455  
قديم 27-07-2022, 08:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,352
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الروم
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 455)
من صــ 54 الى صـ 67





[سورة الروم (30) : الآيات 44 الى 45]
مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (45)

الإعراب:
«من» اسم شرط جازم مبتدأ «كفر» في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عليه) خبر مقدم للمبتدأ (كفره) (الواو) عاطفة (من) مثل الأول (لأنفسهم) متعلّق ب (يمهدون) .
جملة: «من كفر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «عليه كفره» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «من عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «عمل صالحا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: «يمهدون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ... والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط.
(45) (اللام) للتعليل (يجزي) منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير يعود على الله، وهو مفهوم من السياق.
والمصدر المؤوّل (أن يجزي ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يمهدون) «1» .
(من فضله) متعلّق ب (يجزي) ، (لا) نافية..
وجملة: «يجزي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا..
وجملة: «إنّه لا يحبّ الكافرين» لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي يجزي الكافرين إنّه لا يحبّهم.
وجملة: «لا يحبّ الكافرين» في محلّ رفع خبر إنّ.
الفوائد
- المسؤولية والجزاء:
قال الفيلسوف الأوربي «برغسون» : إن من يتأمل في أعمال الناس، يرى أناسا يعملون الخير، ولا ينالهم سوى الشر وآخرون يعلمون الشر ولا ينالهم سوى الخير.
وهذا مخالف لسنن هذا الكون القائم على النظام والعدل.
إذن لا بد لهذا الكون من إله عادل، يكافئ على الخير خيرا، وعلى الشر شرا وبما أن الكثير من الناس لا ينالهم العدل في هذه الدنيا، فلا بد أن يكون للإنسان حياة غير هذه الحياة، يقام فيها العدل، ويستوفي فيها كل إنسان أجر ما عمل في هذه الحياة، وهذا يتوافق مع سنن هذا الكون الكامل، والذي لا بد له من خالق عادل قادر مريد، وهو الله.
[سورة الروم (30) : آية 46]
وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من آياته أن يرسل..) مثل من آياته أن خلقكم «2» ، (مبشّرات) حال منصوبة من الرياح، وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل في المواضع الثلاثة (يذيقكم) مثل يجزي «3» ، (من رحمته) متعلّق ب (يذيقكم) ، (تجري) مثل يجزي «4» ،، (بأمره) متعلّق ب (تجري) ، (تبتغوا) مثل يجزي «5» . (من فضله) متعلّق ب (تبتغوا) ، (الواو) عاطفة ...
والمصدر المؤوّل (أن يرسل ... ) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
والمصدر المؤوّل (أن يذيقكم ... ) في محلّ جر باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها «6» .
والمصدر المؤوّل (أن تجري..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها.
وجملة: « (أن (تبتغوا) » في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها.
جملة: «من آياته (إرسال) الرياح» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرسل» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يذيقكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة: «تجري الفلك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني.
وجملة: «تبتغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثالث.
وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي: فعل ذلك لعلّكم تفلحون ولعلّكم تشكرون.
وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(مبشّرات) ، جمع مبشّرة مؤنّث مبشّر اسم فاعل من الرباعي بشّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة
الاستعارة والمجاز: في قوله تعالى «وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ» .
الاستعارة في قوله تعالى «لِيُذِيقَكُمْ» ، وقد تقدمت كثيرا، وهي استعارة مكنية.
المجاز المرسل: في قوله تعالى «مِنْ رَحْمَتِهِ» وهو مجاز مرسل، علاقته الحالية، لأن الرحمة تحل في الخصب والمطر، فأطلق الحال وأريد المحل، وفسر بعضهم الرحمة «أي من نعمته من المياه العذبة والأشجار الرطبة وصحة الأبدان وما يتبع ذلك من أمور لا يحصيها إلا الله» .

[سورة الروم (30) : آية 47]
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من قبلك) متعلّق بحال من رسلا- أو متعلّق ب (أرسلنا) ، (إلى قومهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (الفاء) عاطفة (بالبيّنات) متعلّق بحال من فاعل جاءوهم (الفاء) عاطفة (من الذين) متعلّق ب (انتقمنا) ، (الواو) عاطفة (حقا) خبر كان منصوب (علينا) متعلّق بالخبر (حقا) .
جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة وجوابه وما عطف عليه استئناف اعتراضيّ.
وجملة: «جاءوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا.
وجملة: «انتقمنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جاءوهم.
وجملة: «كان حقا ... نصر» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة.

[سورة الروم (30) : الآيات 48 الى 49]
اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة في المواضع الأربعة (في السماء) متعلّق ب (يبسطه) ، (كيف) اسم شرط غير جازم في محلّ نصب حال عامله يشاء «7» ، (كسفا) مفعول به ثان منصوب (من خلاله) متعلّق ب (يخرج) ، (به) متعلّق ب (أصاب) والباء سببيّة (من عباده) متعلّق بحال من العائد المحذوف «8» أي يشاء إصابته من عباده (إذا) فجائيّة.
جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تثير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
وجملة: «يبسطه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تثير.
وجملة: «يشاء» في محلّ نصب حال من فاعل يبسط.
وجملة: «يجعله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يبسطه.
وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعله.
وجملة: «يخرج ... » في محلّ نصب حال من الودق.
وجملة الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها معطوفة على ترى.
وجملة: «أصاب ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «هم يستبشرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يستبشرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(49) (الواو) حاليّة (إن) مخفّفة من الثقيلة مهملة (من قبل) متعلّق بالخبر مبلسين (أن) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (أن ينزّل) في محلّ جرّ مضاف إليه.
ونائب الفاعل لفعل (ينزّل) ضمير مستتر تقديره هو يعود على الودق (عليهم) متعلّق ب (ينزّل) ، (من قبله) تأكيد لما قبله (اللام) هي الفارقة.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الفوائد
1- كيف الشرطية:
جاء في المغني: تستعمل كيف على وجهين، أحدهما كونها شرطية، ومنه قوله تعالى: «ينفق كيف يشاء، يصوركم في الأرحام كيف يشاء، فيبسطه في السماء كيف يشاء» فكيف، في الأمثلة الثلاثة شرطية وشرطها محذوف لدلالة ما قبلها عليه.
2- كيف يشاء: نورد هذا النص الذي ذكره صاحب المغنى، لما نرى فيه من الفائدة، فقد قال:
وتستعمل «كيف» على وجهين: أحدهما أن تكون شرطا، فيقتضي فعلين، متّفقي اللفظ والمعنى غير مجزومين، نحو «كيف تصنع أصنع» . ولا يجوز «كيف تجلس أذهب» باتفاق، ولا «كيف تجلس أجلس» بالجزم عند البصريين إلا قطربا، لمخالفتها لأدوات الشرط بوجوب موافقة جوابها لشرطها كما مرّ. وقيل: يجوز مطلقا، وإليه ذهب قطرب والكوفيون، وقيل: يجوز، بشرط اقترانها ب «ما» . قالوا: ومن ورودها شرطا «يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ» و «يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ» «فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ» وجوابها في ذلك كله محذوف لدلالة ما قبلها، وهذا يشكل على إطلاقهم أن جوابها يجب مماثلته لشروطها وفي ذلك تعليقات وردود تجاوزنا، ذكرها بغية الاختصار.

[سورة الروم (30) : آية 50]
فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إلى آثار) متعلّق ب (انظر) ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله يحيي (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي) ، والإشارة في (ذلك) إلى محيي الأرض وهو الله، (اللام) المزحلقة (الواو) عاطفة (على كلّ) متعلّق بالخبر قدير.
جملة: «انظر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أرسل الله الرياح فانظر إلى آثار ...
وجملة: «يحيي الأرض ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة «9» .
وجملة: «إنّ ذلك لمحيي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ذلك لمحيي....
الصرف:
(محيي) ، اسم فاعل من الرباعيّ أحيا، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

[سورة الروم (30) : الآيات 51 الى 53]
وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (أرسلنا) في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) عاطفة (رأوه) في محلّ جزم أيضا معطوفة على (أرسلنا) (اللام) الثانية لام القسم دلّ عليه اللام الأولى الموطّئة (من بعده) متعلّق ب (يكفرون) .
جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «رأوه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ظلوا ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «يكفرون ... » في محلّ نصب خبر ظلوا.
(52) (الفاء) تعليليّة (لا) نافية في الموضعين، والمفعول الثاني ل (تسمع) الأول ضمير يعود على المفعول الثاني ل (تسمع) الثاني على سبيل التنازع (ولّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (مدبرين) حال مؤكّدة للعامل منصوب..
وجملة: «إنّك لا تسمع ... » لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي: لا تحزن عليهم فإنّهم صمّ كالموتى.
وجملة: «لا تسمع الموتى ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا تسمع الصمّ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: «ولّوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله «10» .
(53) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير منفصل اسم ما (هادي) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة رسما مراعاة لقراءة الوصل (عن ضلالتهم) متعلّق بهادي بتضمينه معنى صارف «11» ، (إن) نافية (إلّا) للحصر (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (بآياتنا) متعلّق ب (يؤمن) ، (الفاء) عاطفة..
وجملة: «ما أنت بهادي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّك لا تسمع ...
وجملة: «إن تسمع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: «يؤمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «هم مسلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمن.
الصرف:
(51) مصفرّا: اسم فاعل من الخماسيّ اصفرّ، وقد يكون اسم مفعول فالوزن واحد بسبب تضعيف الراء، فإذا فكّ الإدغام ظهر الفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول في اللفظ، وزنه مفعلّ بضمّ الفاء وتشديد اللام ...
[سورة الروم (30) : آية 54]
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)

الإعراب:
(من ضعف) متعلّق ب (خلقكم) ، (من بعد) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (القدير) خبر ثان مرفوع.
جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقكم..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «جعل (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم.
وجملة: «جعل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل (الأولى) .
وجملة: «يخلق ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الله) «12» .
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «هو العليم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلق(13)» .
الصرف:
(شيبة) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ شاب وزنه فعلة على وزن مصدر المرّة، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي شيب بفتح فسكون، ومشيب بفتح الميم وكسر العين.

[سورة الروم (30) : الآيات 55 الى 57]
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقسم) ، (ما) نافية (غير) ظرف منصوب متعلّق ب (لبثوا) ، (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله (يؤفكون) ، الواو فيه نائب الفاعل.
جملة: «تقوم الساعة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يقسم المجرمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما لبثوا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤفكون» في محلّ نصب خبر كانوا.
(56) (الواو) عاطفة، والواو في (أوتوا) نائب الفاعل (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (في كتاب) متعلّق ب (لبثتم) بحذف مضاف أي في تقدير كتاب الله (إلى يوم) متعلّق ب (لبثتم) ، (الفاء) عاطفة «14» (الواو) عاطفة (لا) نافية ...
وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقسم المجرمون.
وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قد لبثتم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ...
وجملة القسم المقدّر في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هذا يوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «لكنّكم كنتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «كنتم لا تعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّكم.
وجملة: «لا تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.
(57) (الفاء) عاطفة (يومئذ) ظرف منصوب «15» متعلّق ب (ينفع) المنفي (لا) نافية (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به مقدّم (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى، والواو في (يستعتبون) نائب الفاعل.
وجملة: «لا ينفع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقسم المجرمون.
وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا هم يستعتبون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا ينفع ...
وجملة: «يستعتبون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الصرف:
(معذرة) ، مصدر سماعيّ لفعل عذر باب ضرب أي رفع عنه اللوم أو الذنب، وزنه مفعلة بكسر العين.
الفوائد
- «وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ» .
هذه الصورة البلاغية ضرب من الجناس. وهو إيراد اللفظة الواحدة بمعنيين، أو معان متعددة. وقد ورد هذا الفن البلاغي في الشعر الجاهلي، وفي القرآن الكريم بصورة معتدلة ومستحسنة وجدّ مقبولة، ولكن ما لبث الشعراء في العصور المتأخرة أن عضوا عليه بالنواجذ، وراحوا يتبارون في الإكثار منه، تكلفا وتمحلا، حتى أصبح ضربا من التصنّع، بعد أن كان نوعا من الصنعة، وحتى أصبح ممجوجا وممقوتا لدى الشعراء في عصر الانحطاط.
ومن طريف الأمور، أن الشعراء الشعبين، سمعوه لدى الشعراء المثقفين، فبهرهم شكله، وحسبوا أنه ذروة من ذرى البلاغة، فبنوا عليه بعض الفنون من الأدب الشعبي، مثل «العتابا» ، وهي من الشعر المزدوج. وقد التزموا في أشطره الثلاثة الأولى بالجناس التام، وأطلقوا عليه اسم «المرصود» ، ولم يتسامحوا في تجاوز هذه القاعدة.
وهكذا آلت كثير من المحسنات اللفظية والمعنوية إلى فنون مستقلة لدى الشعراء الشعبين، ولولا الإطالة لأثبتنا الكثير من هذه الفنون، وأوردنا الأمثلة الموضحة لهذا الاتجاه.
__________
(1) أو ب (يصّدّعون) في الآية (43) ، والمعنى يتفرقّون ليجزي المؤمنين من فضله والكافرين بعد له.
(2) في الآية (20) من هذه السورة.
( 3، 4 ,5) في الآية (45) السابقة.
(6) أو متعلّق بما تعلّق به ما عطف عليه مقدّر أي يرسل الرياح مبشّرات بالمطر لتشربوا منه وليذيقكم ...
(7) وجوابه محذوف دلّ عليه ما قبله أي كيف يشاء يبسطه في السماء.
(8) أو هو تمييز الموصول (من) .
(9) وأصل المعنى: انظر إلى آثار رحمة الله بكيفيّة إحياء الأرض، فاسم الاستفهام كيف كما يبدو منصوب على نزع الخافض، ولكن صحّ الإعراب أعلاه بالتقدير.
(10) يجوز تجريده من معنى الشرط، وحينئذ يتعلّق ب (تسمع) المتقدّم.
(11) انظر الآية (81) من سورة النمل.
(12) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها. [.....]
(13) يجوز أن تكون حالا من فاعل يخلق.
(14) جعلها البيضاويّ رابطة لجواب شرط مقدّر أي: إن كنتم منكرين للبعث فهذا يوم البعث أي فقد تبيّن بطلان إنكاركم.
(15) أو مبني لإضافته إلى (إذ) المبني.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 51.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.66 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.22%)]