عرض مشاركة واحدة
  #1159  
قديم 05-07-2022, 12:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الانبياء - (1)
الحلقة (590)
تفسير سورة الانبياء مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 394الى صــــ 399)
الجزء السابع عشر
سورة الأنبياء
مكية
وآياتها مائة واثنتا عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم


{ ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ } 1 { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } 2 { لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } 3 { قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } 4 { بَلْ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ } 5 { مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ }6


شرح الكلمات:

اقترب1 للناس حسابهم: أي قرب زمن حسابهم وهو يوم القيامة.

وهم في غفلة: أي عما هم صائرون إليه.

معرضون: أي عن التأهب ليوم الحساب بصالح الأعمال بعد ترك الشرك والمعاصي.

من ذكر من ربهم محدث: أي من قرآن نازل من ربهم محدث جديد النزول.

وهم يلعبون: أي ساخرين مستهزئين.

لاهية قلوبهم: مشغولة عنه بما لا يغني من الباطل والشر والفساد.

وأسروا النجوى: أي أخفوا مناجاتهم بينهم.

أضغاث أحلام: أي أخلاط رآها في المنام.

بل افتراه: أي اختلقه وكذبه ولم يوح إليه.

أفهم يؤمنون: أي لا يؤمنون فالاستفهام للنفي.

معنى الآيات:

يخبر تعالى فيقول وقوله الحق: { ٱقْتَرَبَ2 لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ } أي دنا وقرب وقت حسابهم على أعمالهم خيرها وشرها { وَهُمْ فِي 3غَفْلَةٍ } عما ينتظرهم من حساب وجزاء { مُّعْرِضُونَ } عما يدعون إليه من التأهب ليوم الحساب بترك الشرك والمعاصي والتزود بالإِيمان وصالح الأعمال. وقوله تعالى: { مَا يَأْتِيهِمْ 4مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ5 } أي ما ينزل الله من قرآن يعظهم به ويذكرهم بما فيه { إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } أي استمعوه وهم هازئون ساخرون لاعبون غير متدبرين له ولا متفكرين فيه. وقوله تعالى: { لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ } أي مشغولة عنه منصرفة عما تحمل الآيات المحدثة النزول من هدى ونور، { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ 6} وهم المشركون قالوا في تناجيهم بينهم: { هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } أي ما محمد إلا إنسان مثلكم فكيف تؤمنون به وتتابعونه على ما جاء به، إنه ما هو إلا ساحر { أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } ما لكم أين ذهبت عقولكم؟ قال تعالى لرسوله: { قَالَ رَبِّي 7 يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ.... } لأقوال عباده { ٱلْعَلِيمُ } بأعمالهم فهو تعالى سميع لما تقولون من الكذب عليم بصدقي وحقيقة ما أدعوكم إليه.

وقوله تعالى: { بَلْ قَالُوۤاْ } أي أولئك المتناجون الظالمون { أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } أي قالوا في القرآن يأتيهم من ربهم محدث لهم؛ ليهتدوا به قالوا فيه أضغاث أي أخلاط رؤيا منامية وليس بكلام الله ووحيه، { بَلِ ٱفْتَرَاهُ } انتقلوا من قول إلى آخر لحيرتهم { بَلْ هُوَ شَاعِرٌ } أي صلى الله عليه وسلم وما يقوله ليس من جنس الشعر الذي ذكر أشياء لا واقع لها ولا حقيقة. وقوله تعالى عنه: { فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ } أي إن كان رسولاً كما يدعي وليس بشاعر ولا ساحر فليأتنا بآية أي معجزة كآية صالح أو موسى أو عيسى كما أرسل بها الأنبياء الأولون. قال تعالى: { مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ 8مِّن قَرْيَةٍ } أي أهل قرية { أَهْلَكْنَاهَآ } بالعذاب لما جاءتها الآية فكذبت أفهم 9يؤمنون أي لا يؤمنون إذ شأنهم شأن غيرهم، فلذا لا معنى لإِعطائهم الآية من أجل الإِيمان ونحن نعلم أنهم لا يؤمنون.

هداية الآيات

من هداية الآيات:


1- قرب الساعة.

2- بيان ما كان عليه المشركون من غفلة ولهو وإعراض، والناس اليوم أكثر منهم في ذلك.

3- بيان حيرة المشركين إزاء الوحي الإِلهي والنبي صلى الله عليه وسلم.

4- المعجزات لم تكن يوماً سبباً في هداية الناس بل كانت سبب إهلاكهم إذ هذا طبع الإِنسان إذا لم يرد الإِيمان والهداية فإنه لا يهتدي ولو جاءته كل آية.
_____________________________________

1 قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: الكهف ومريم وطه والأنبياء من العتاق الأول وهن من تلادي: يريد من أوّل ما حفظ كالمال التليد.
2 لفظ الناس: عام وإن أريد به أهل مكة بدليل السياق في الآيات بعد.
3 الجملة حالية أي: اقترب للناس حسابهم والحال أنّهم في غفلة معرضون.
4 محدث: أي: في نزوله وقراءة جبريل له على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ كان ينزل آية آية وسورة سورة وجائز أن يكون الذكر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقرينة الآيات كقوله: {هل هذا إلا بشر مثلكم} وقوله: {قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولاً..} فرسول بدلا، ق قوله: (ذكرا) وقوله (إلا استمعوه) ي: الرسول وهم يلعبون. قاله الحسن بن الفضل.
5 لاهية: ساهية معرضة عن ذكر الله تعالى. يقال: لهيت عن الشيء إذا تركته وسهرت عنه، وهو نعت تقدّم عن الاسم فنصب على الحال نحو: (خاشعة أبصارهم) ، (ودانية عليهم ظلالها) وكقول كثير عزّة:
لعزة موحشا طلل
يلوح كأنه خِلَلُ
6 {الذين ظلموا} بدل من واو الجماعة في: {وأسروا النجوى} .
7 قرأ نافع والجمهور: {قل ربي} بصيغة الأمر، وقرأ حفص ومن وافقه (قال) بصيغة الماضي.
8 {من} : زائدة لتقوية الكلام وتوكيد النفي المستفاد من حرف (ما) .
9 الاستفهام للإنكار أي: إنكار إيمانهم لو جاءتهم الآية أي: فهم لا يؤمنون.

**************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.04 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.87%)]