عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 04-07-2022, 11:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )




تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة طه - (5)
الحلقة (584)
تفسير سورة طه مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 360الى صــــ 364)

{ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ } 67 { قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } 68 { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوۤاْ إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ } 69 { فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ } 70 { قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ }71


شرح الكلمات:

فأوجس في نفسه خيفة: أي أحس بالخوف في نفسه.

أنت الأعلى: أي الغالب المنتصر.

تلقف: أي تبتلع بسرعة ما صنع السحرة من تلك الحبال والعصي.

كيد ساحر: أي كيد سحر لا بقاء له ولا ثبات.

لا يفلح الساحر: أي لا يفوز بمطلوبه حيثما كان.

فألقي السحرة سجداً: أي ألقوا بأنفسهم ورؤوسهم على الأرض ساجدين.

إنه لكبيركم: أي لمعلمكم الذي علمكم السحر.

من خلاف: أي يد يمنى مع رجل يسرى.

في جذوع النخل: أي على أخشاب النخل.

أينا أشد عذاباً وأبقى: يعني نفسه - لعنه الله - ورب موسى أشد عذاباً وأدومه على مخالفته وعصيانه.

معنى الآيات:

ما زال السياق في الحديث عن المباراة التي بين موسى عليه السلام وسحرة فرعون إنه لما ألقى السحرة حبالهم وعصيهم وتحركت واضطربت وامتلأت بها الساحة شعر موسى بخوف في نفسه فأوحى إليه ربه تعالى في نفس اللحظة: { لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } أي الغالب القاهر لهم.

هذا ما دلت عليه الآية الأولى [67] فأوجس1 في نفسه خيفة موسى والثانية [68] { قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } وقوله تعالى: { وَأَلْقِ2 مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوۤاْ } أي تبتلع بسرعة وعلل لذلك فقال: { إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ3 } أي هو مكر وخدعة من ساحر { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ } أي لا يفوز الساحر بما أراد ولا يظفر به أبداً لأنه مجرد تخيلات يريها غيره. وليس لها حقيقة ثابتة لا تتحول ولما شاهد السحرة ابتلاع العصا لكل حبالهم وعصيتهم عرفوا أن ما جاء به موسى ليس سحراً وإنما هو معجزة سماوية ألقوا بأنفسهم على الأرض ساجدين لله رب العالمين لما بهر نفوسهم من عظمة المعجزة وقالوا في وضوح { آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ }. وهنا صاح فرعون مزمجراً مهدداً ليتلافى في نظره شر الهزيمة فقال للسحرة { آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ } بذلك { إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ 4} أي معلمكم العظيم { ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ } فتواطأتهم معه على الهزيمة. { فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ } تعذيباً وتنكيلاً فاقطع يمين أحدكم مع يسرى رجليه، أو العكس { وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ 5فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ } أي لأشدنكم على أخشاب النخل وأترككم معلقين عبرة ونكالا لغيركم { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ } أي أدومه: رب موسى الذي آمنتم به أو أنا " فرعون عليه لعائن الله ".

هداية الآيات

من هداية الآيات:


1- الشعور بالخوف والإِحساس به عند معاينة أسبابه لا يقدح في الإِيمان.

2- تقرير أن ما يظهر السحرة من تحويل الشيء إلى آخر إنما هو مجرد تخييل لا حقيقة له.

3- حرمة السحر لأنه تزوير وخداع.

4- قوة تأثير المعجزة في نفس السحرة لما ظهر لهم من الفرق بين الآية والسحر.

5- شجاعة المؤمن لا يرهبها خوف بقتل ولا بصلب.
________________________

1 (أوجس) : أي أحس ووجد أي: خاف أن يفتتن الناس قبل أن يلقي العصا.
2 لم يقل له: ألق العصا لأن فيها إكباراً لشأن العصا وأنها بحق قادرة على إبطال باطل السحرة.
3 قرأ الجمهور: {كيد ساحر} وقرأ بعضهم: {كيد سحر} بكسر السين أي: كيد ذي سحر، وكيد: خبر مرفوع، والمبتدأ: ما الموصولية في قوله: {إن ما صنعوا} وصنعوا: صلتها، وكيد: الخبر. وقرىء بنصب كيد على أنّ ما كافة. وكيد معمول لصنعوا.
4 أراد فرعون بقوله هذا التشبيه على الناس والتمويه حتى لا يتبعوا السحرة فيؤمنوا كإيمانهم لا أنّ موسى استاذهم في السحر وأنه أحذق منهم له وأعلم منهم به.
5 حروف الجر تتناوب، والفاء هنا: (في جذع النخل) بمعنى: على. قال الشاعر:
هم صلبوا العبديّ في جذع نخلة
فلا عطست شيبان إلاّ بأجدعا

*********************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.34 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.90%)]