عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-07-2022, 11:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,219
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة طه - (3)
الحلقة (582)
تفسير سورة طه مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 349الى صــــ 356)

{ ٱذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي } 42 { ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } 43 { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } 44 { قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَىٰ } 45 { قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ } 46 { فَأْتِيَاهُ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } 47 { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ ٱلْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ }48


شرح الكلمات:

بآياتي: أي بالمعجزات التي آتيتك كالعصا واليد وغيرها.

ولا تنيا في ذكري: أي لا تفترا ولا تقصرا في ذكري فإنه سر الحياة وعونكما على أداء رسالتكما.

إنه طغى: تجاوز قدره بادعائه الألوهية والربوبية.

قولا لينا: أي خالياً من الغلظة والعنف.

لعله يتذكر: أي فيما تقولان فيهتدي إلى معرفتنا فيخشانا فيؤمن ويسلم ويرسل معكما بني إسرائيل.

يفرط علينا: أي يعجل بعقوبتنا قبل أن ندعوه ونبين له.

أو أن يطغى: أي يزداد طغياناً وظلما.

أسمع وأرى: أي أسمع ما تقولانه وما يقال لكما، وأرى ما تعملان وما يعمل لكما.

فأرسل معنا بني إسرائيل: أي لنذهب بهم إلى أرض المعاد أرض أبيهم إبراهيم.

بآية: أي معجزة تدل على صدقنا في دعوتنا وأنا رسولا ربك حقاً وصدقاً.

والسلام على من اتبع الهدى: أي النجاة من العذاب في الدارين لمن آمن واتقى، إذ الهدى إيمانٌ وتقوى.

من كذب وتولى: أي كذب بالحق ودعوته وأعرض عنهما فلم يقبلهما.

معنى الكلمات:

ما زال السياق الكريم في الحديث عن موسى مع ربه تبارك وتعالى فقد أخبره تعالى في الآية السابقة أنه صنعه لنفسه، فأمره في هذه الآية بالذهاب مع أخيه هارون مزودين بآيات الله وهي حججه التي أعطاهما من العصا واليد البيضاء. ونهاهما عن التواني في ذكر الله بأن يضعفا في ذكر وعده ووعيده فيقصرا في الدعوة إليه تعالى فقال: { ٱذْهَبْ 1أَنتَ وَأَخُوكَ2 بِآيَاتِي وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي } وبين لهما الى من يذهبا وعلة فقال: { ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } أي تجاوز قدره وتعدى حده من إنسان يعبد الله إلى إنسان كفار ادعى أنه رب وإله، وعلمهما اسلوب الدعوة فقال لهما: { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } أي خالياً من الغلظة والجفا وسوء الإِلقاء وعلل لذلك فقال { لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ 3} أي رجاء أن يتذكر معاني كلامكما وما تدعوانه إليه فيراجع نفسه فيؤمن ويهتدي4 أو يخشى العذاب إن بقي على كفره وظلمه فيسلم لكما بني إسرائيل ويرسلهم معكما، فأبدى موسى وأخوه هارون تخوفاً فقال ما أخبر تعالى به عنهما في قوله: { قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ } أي يعجل بعقوبتنا بالضرب أو القتل، { أَوْ أَن يَطْغَىٰ 5} أي يزداد طغياناً وظلماً. فطمأنهما ربهما عز وجل بأنه معهما بنصره وتأييده وهدايته إلى كل ما فيه عزهما فقال لهما: { لاَ تَخَافَآ } أي من فرعون وملائه: { إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ } أسمع ما تقولان لفرعون وما يقول لكما. وأرى ما تعملان من عمل وما يعمل فرعون وإني أنصركما عليه فأحق عملكما وأبطل عمله. فاتياه إذاً ولا تترددا فقولا أي لفرعون { إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ } أي إليك { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } لنخرج بهما حيث أمر الله، { وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ } بقتل رجالهم واستحياء نسائهم واستعمالهم في أسوء الأعمال وأحطها، { قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن 6رَّبِّكَ } أي بحجة من ربك دالة على أنا رسولا ربك إليك وأنه يأمرك بالعدل والتوحيد وينهاك عن الظلم والكفر ومنع بني إسرائيل من الخروج إلى أرض المعاد معنا.
{ وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } أي واعلم يا فرعون أن الأمان والسلامة يحصلان لمن اتبع الهدى الذي جئناك به، فاتبع الهدى تسلم7، وإلا فأنت عرضة للمخاوف والهلاك والدمار وذلك لأنه { قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ } أي أوحى إلينا ربنا، { إِنَّا أَنَّ ٱلْعَذَابَ 8عَلَىٰ مَن كَذَّبَ } بالحق الذي جئناك به { وَتَوَلَّىٰ } عنه فأعرض عنه ولم يقبله كبرياءً وعناداً.

هداية الآيات

من هداية الآيات:


1- عظم شأن الذكر بالقلب واللسان والجوارح أي بالطاعة فعلاً وتركاً.

2- وجوب مراعاة الحكمة في دعوة الناس إلى ربهم.

3- تقرير معية الله تعالى مع أوليائه وصالحي عباده بنصرهم وتأييدهم.

4- تقرير أن السلامة من عذاب الدنيا والآخرة هي من نصيب متبعي الهدى.

5- شرعية إتيان الظالم وأمره ونهيه والصبر على أذاه.

6- عدم المؤاخذة على الخوف حيث وجدت أسبابه.
_______________________

1 يروى أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الآيات التسع. وهذا باعتبار ما يكون وإلاّ فما حصل هو آية العصا واليد لا غير.
2 ولا تنيا؛ أي: ولا تضعفا. يقال: وني يني ونىً أي: ضعف في العمل. أي: لا تني أنت وأبلغ هارون أن لا يني.
3 لعل: حرف ترج ولكن هي هنا بالنسبة إلى موسى وهارون معناه: لعل رجاءكما وطمعكما. فالتوقع فيها إنما هو راجع إلى جهة البشر.
4 لقد تذكر فرعون وخشي وذلك ساعة غرقه ولم ينفعه ذلك إذ قال: آمنت أنه لا إله إلاّ الذي آمنت به بنو إسرائيل.
5 قوله تعالى: {قالا ربنا إنا نخاف} الخ هذه بداية كلام موسى وهارون بعد أن انتهى كلام موسى مع ربه وحده. قبل أن يصل إلى مصر، ومعنى: يفرط يبادر بعقوبتهما ويعجلها، يقال: فرط منه أمر أي: بدر، وأفرط: أسرف وفرط: ترك وأضاع، وفي الآية دليل عدم المؤاخذة بالخوف مما من شأنه أن يخاف، ولكن لا يمنع من عبادة الله تعالى التي هي علّة الخلق والوجود.
6 هي اليد والعصا.
7 والسلام هنا ليس سلام تحية.
8 قوله تعالى: {إن العذاب على من كذّب وتولّى} هذه أرجى أية للموحدين لأنهم لم يكذّبوا ولم يتولوا.

_________________

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.64 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.83%)]