عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-07-2022, 11:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة طه - (2)
الحلقة (581)
تفسير سورة طه مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 345الى صــــ 349)

{ قَالَ رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي } 25 { وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي } 26 { وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي } 27 { يَفْقَهُواْ قَوْلِي } 28 { وَٱجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي } 29 { هَارُونَ أَخِي } 30 { ٱشْدُدْ بِهِ أَزْرِي } 31 { وَأَشْرِكْهُ فِيۤ أَمْرِي } 32 { كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً } 33 { وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً } 34 { إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً }35


شرح الكلمات:

اشرح لي صدري: أي وسعه لأتحمل الرسالة.

ويسر لي أمري: أي سهله حتى أقوى على القيام به.

واحلل عقدة من لساني1: أي حبسة حتى أُفهم من أُخاطب.

اشدد به أزري: أي قوي به ظهري.

وأشركه في أمري: أي اجعله نبياً كما نبأتني2.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في حديث موسى عليه السلام مع ربه سبحانه وتعالى إنه بعد أن أمر الله تعالى موسى بالذهاب إلى فرعون ليدعوه إلى عبادة الله وحده وإرسال بني إسرائيل مع موسى ليذهب به إلى أرض القدس قال موسى عليه السلام لربه تعالى { ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي } لأتحمل أعباء الرسالة { وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي } أي سهل مهمتي عليَّ وارزقني العون عليها فإنها صعبة شاقة. { وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي } تلك العقدة التي نشأت بسبب الجمرة التي ألقاها في فمه بتدبير الله عزوجل حيث عزم فرعون على قتله لما وضعه في حجره يلاعبه فأخذ موسى بلحية فرعون ونتفها فغضب فقالت له آسية إنه لا يعقل لصغر سنه وقالت له تختبره بوضع جواهر في طبق وجمر في طست ونقدمهما له فإن أخذ الجواهر فهو عاقل ودونك افعل به ما شئت، وإن أخذ الجمر فهو غير عاقل فلا تحفل به ولا تغتم لفعله، وقدم لموسى الطبق والطست فمد يده إلى الطست بتدبير الله فأخذ جمرة فكانت سبب هذه العقدة فسأل موسى ربه أن يحلها من لسانه ليفصح إذا خاطب فرعون وبين فيفُهم قوله، وبذلك يؤدي رسالته. هذا معنى قوله: { وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُواْ قَوْلِي }3.

وقوله تعالى فيما أخبر عن موسى { وَٱجْعَل لِّي وَزِيراً 4مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي } أي طلب من الله تعالى أن يجعل له من أخيه هارون معيناً على تبليغ الرسالة وتحمل أعبائها. وقوله: { ٱشْدُدْ بِهِ أَزْرِي 5} أي قوّ به ظهري. وقوله: { وَأَشْرِكْهُ فِيۤ أَمْرِي } وذلك بتنبئته وإرساله ليكون هارون نبياً رسولاً. وعلل موسى عليه الصلاة والسلام لطلبه هذا بقوله: { كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً6 وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً } ، وقوله { إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً } أي أنك كنت ذا بصر بنا لا يخفى عليك شيء من أمرنا وهذا من موسى توسل إلى الله تعالى في قبول دعائه وما طلبه من ربه توسل إليه بعلمه تعالى به وبأخيه وبحالهما.

هداية الآيات

من هداية الآيات:


1- وجوب اللجأ إلى الله تعالى في كل ما يهم العبد.

2- مشروعية الأخذ بالأُهبة والاستعداد لما يعتزم العبد القيام به.

3- فضيلة التسبيح والذكر، والتوسل بأسماء الله وصفاته.
______________________________

1 أصل العقدة: موضع ربط بعض الخيط أو الحبل ببعض آخر وهي فُعلة كغرفة وشرفة أطلقت على عسر النطق بالكلام أو ببعض الحروف ويقال: حُبسة فشبه موسى حبسة لسانه بالعقدة في الحبل ونحوه.
2 يقال: ما برّ أخ أخاه كما برّ موسى أخاه هارون إذ طلب له أشرف مطلب الرسالة والنبوة.
3 اختلف في هل انحلّت تلك العقدة أو لم تنحل، والصحيح أنها انحلّت إجابة الله تعالى لدعوة موسى إذ قال: {قد أجيبت دعوتكما} وأما قول فرعون: ولا يكاد يبين فهو تكرار لما سبق ولأجل الانتقاص من كمال موسى عليه السلام.
4 الوزير: المؤزار كالأكيل للمؤاكل، وفي حديث النسائي: "من ولي منكم عملاً فأراد الله به خيراً جعل له وزيراً صالحاً إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه".
5 الأزر: الظهر من موضع الحقوين، والأزر: القوة أيضاً وآزره أي: قواه، وقيل: الأزر العون، ومنه قول أبي طالب.
أليس أبونا هاشم شدّ أزره
وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب
6 في هذه الآية دليل على فضل التسبيح والذكر إذ لولا أن موسى علم حب الله تعالى لهما لما توسل بهما لقضاء حاجته.

*************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.63 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.89%)]