عرض مشاركة واحدة
  #1134  
قديم 04-07-2022, 10:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,296
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )


{ أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } 77 { أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } 78 { كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } 79 { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً }80


شرح الكلمات:

الذي كفر بآياتنا: هو العاص بن وائل.

لأوتين مالاً وولداً: يريد في الآخرة.

أطلع الغيب: أي فعرف أنه يعطى مالاً وولداً يوم القيامة.

كلا: ردع ورد فإنه لم يطلع الغيب ولم يكن له عند الله عهداً.

ونمد له من العذاب مداً: أي نضاعف له العذاب يوم القيامة.

ونرثه ما يقول: أي نسلبه ما تبجح به من المال والولد ويبعث فرداً ليس معه مال ولا ولد.

معنى الآيات:

يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم معجباً له { أَفَرَأَيْتَ1 ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا } اي كذب بالوحي وما يدعوا له من التوحيد والبعث والجزاء وترك الشرك والمعاصي. وهو العاص بن وائل المسمى أبو عمرو بن العاص. { وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } قال هذا لخباب بن الأرت حينما طالبه بدين له عليه فأبى أن يعطيه استصغاراً له لأنه قيَّن " حداداً " وقال له لا أعطيكه حتى تكفر بمحمد فقال له خباب والله ما أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى تموت ثُمَّ تبعث فقال له العاص إذا أنا مِتُّ ثم بُعثت كما تقول ثم جئتني ولي مال وولد قضيتك دينك فأكذبه الله تعالى ورد عليه قوله بقوله عز وجل: { أَطَّلَعَ2 ٱلْغَيْبَ } فعرف أن له يوم القيامة مالاً وولداً. { أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } بذلك بأن سيعطيه مالاً وولداً يوم القيامة { كَلاَّ3 } لم يطلع على الغيب ولم يكن له عند الرحمن عهداً. وقوله تعالى: { سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ } من الكذب والإِفتراء ونحاسبه به ونضاعف له العذاب به العذاب وهو معنى قوله تعالى: { وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } ، وقوله تعالى: { وَنَرِثُهُ 4مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً } أي ونسلبه ما يقول من المال والولد حيث يموت ويترك ذلك أو ينصر رسوله على قومه فيسلبهم المال والولد. ويأتينا في عرصات القيامة للحساب فرداً لا مال معه ولا ولد.

هداية الآيات

من هداية الآيات:


1- الكشف عن نفسيات الكافرين لا سيما إذا كانوا أقوياء بمال أو لد أو سلطان فإنهم يعيشون على الغطرسة منه والاستعلاء وتجاهل الفقراء واحتقارهم.

2- تقرير البعث والحساب والجزاء.

3- مضاعفة العذاب على الكافرين الظالمين بعد كفرهم.

4- تقرير معنى آية: إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون.
__________________________________

1 الأئمة ومن بينهم مسلم في صحيحه على أن هذه الآية نزلت في الخباب والعاص بن وائل إذ كان لخباب دَين على العاص فطالبه فأجابه بما خلاصته في التفسير أعلاه.
2 {أطلع الغيب} قال ابن عباس رضي الله عنهما: أنظر في اللوح المحفوظ. وقال مجاهد: أعلِم الغيب حتى يعلم أفي الجنة هو أم لا؟
3 كلا: ردّ عليه أي: لم يكن له ذلك. أي: لم يطلع على الغيب ولم يتخذ عند الرحمن عهداً.
4 وقيل: نحرمه ما تمناه في الآخرة من مال وولد إذ قال: لأوتين مالاً وولداً ورد تعالى عليه قوله بقوله: {اطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً} .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.84 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.81%)]