عرض مشاركة واحدة
  #1109  
قديم 04-07-2022, 11:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,317
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )






تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الكهف - (6)
الحلقة (565)
تفسير سورة الكهف مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 262الى صــــ 267)

{ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } 47 { وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً } 48 { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }49


شرح الكلمات:

نُسير الجبال: أي تقتلع من أصولها وتصير هباءً منبثاً.

بارزة: ظاهرة إذ فنى كل ما كان عليها من عمران.

فلم نغادر: لم نترك منهم أحداً.

موعداً: أي ميعاداً لبعثكم أحياء للحساب والجزاء.

ووضع الكتاب: كتاب الحسنات وكتاب السيئات فيؤتاه المؤمن بيمينه والكافر بشماله..

مشفقين: خائفين.

يا ويلتنا: أي يا هلكتنا احضري هذا أوَان حُضُورك.

لا يغادر صغيرة: أي لا يترك صغيرة من ذنوبنا ولا كبيرة إلا جمعها عَدَّاً.

ما عملوا حاضراً: مثبتاً في كتابهم، مسجلاً فيها.

معنى الآيات:

لما ذكر تعالى مآل الحياة الدنيا وأنه الْفَناء والزوال ورغَّب في الصالحات وثوابها المرجو يوم القيامة، ناسب ذكر نبذة عن يوم القيامة، وهو يوم الجزاء على الكسب في الحياة الدنيا قال تعالى: { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ } أي اذكر { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ } أي تقتلع 1من أصولها وتصير هباءً منبثاً، { وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً } ظاهرة ليس عليها شيء، فهي قاع صفصف { وَحَشَرْنَاهُمْ } أي جمعناهم من قبورهم للموقف { فَلَمْ نُغَادِرْ 2 مِنْهُمْ أَحَداً } أي لم نترك منهم أحداً كائناً من كان، { وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ } أيها الرسول صفاً وقوفاً أذلاء، وقِيلَ لهم توبيخاً وتقريعاً: { لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ3 مَرَّةٍ } لا مال معكم ولا سلطان لكم بل حفاة عراة غُرلاً4، جمع أغرل، وهو الذي لم يختتن.

وقوله تعالى: { بَلْ زَعَمْتُمْ 5} أي ادعيتم كذباً أنا لا نجمعكم ليوم القيامة، ولن نجعل لكم موعداً فها أنتم مجموعون لدينا تنتظرون الحساب والجزاء، وفي هذا من التوبيخ والتقريع ما فيه، وقوله تعالى في الآية { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ 6} يخبر تعالى عن حال العرض عليه فقال: { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ } أي كتاب الحسنات والسيئات وأعطى كل واحدٍ كتابه فالمؤمن يأخذه بيمينه والكافر بشماله، { فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ } في تلك الساعة { مُشْفِقِينَ } أي خائفين { مِمَّا فِيهِ } أي في الكتاب من السيآت { وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا }7 ندماً وتحسراً ينادون يا ويلتهم وهي هلاكهم قائلين: { مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً8 وَلاَ كَبِيرَةً } من ذنوبنا { إِلاَّ أَحْصَاهَا } أي أثبتها عَدّاً.

وقوله تعالى: في آخر العرض { وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً } أي من خير وشر مثبتاً في كتابهم، وحوسبوا به، وجوزوا عليه { وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } بزيادة سيئة على سيئاته أو بنقص حسنة من حسناته، ودخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:


1- تقرير عقيدة البعث والجزاء بعرضها على مسامع المنكرين لها.

2- يبعث الإنسان كما خلقه الله ليس معه شيء، حافياً عارياً لم يقطع منه غلفة الذكر.

3- تقرير عقيدة كتب الأعمال في الدنيا وإعطائها أصحابها في الآخرة تحقيقاً للعدالة الإِلهية.

4- نفي الظلم عن الله تعالى وهو غير جائز عليه لغناه المطلق وعدم حاجته إلى شيء.
___________________________

1 هذا على قراءة تُسير بالتاء المضمومة للبناء للمفعول وقراءة الجمهور {نُسير الجبال} والفاعل هو الله تعالى، وقرىء أيضاً: تسير الجبال بفتح التاء مضارع سار يسير كقوله تعالى: {وتسير الجبال سيراً} .
2 المغادرة الترك ومنه الغدر لأنه ترك الوفاء، وسمي الغدير من الماء غديراً لأنه ترك بعد السيل، ومنه غدائر المرأة وهو شعرها تضفره وتتركه خلفها.
3 أخرج الحافظ أبو القاسم بن مندة في كتاب التوحيد له عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الله تبارك وتعالى ينادي يوم القيامة بصوت رقيع غير فظيع: يا عبادي أنا الله لا إله إلاّ أنا أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين وأسرع الحاسبين يا عبادي لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون احضروا حجتكم ويسروا جوابكم فإنكم مسؤولون محاسبون يا ملائكتي أقيموا عبادي صفوفاً على أنامل أقدامهم للحساب" تضمن هذا الحديث تفسيراً كاملاً لهذه الآيات.
4 روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "يحشر الناس يوم القيامة حفاةً عراةً غرلاً" غير مختونين".
5 هذا الخطاب لمنكري البعث والجزاء من أهل الكفر والشرك.
6 {الكتاب} : اسم جنس يشمل كل الكتب التي يُعطاها العباد في المحشر.
7 الويلة: مؤنث الويل للمبالغة وهي سوء الحال والهلاك كما أنّت الدار على داره للدلالة على سعة المكان، ونداء الويلة معناه: الدعاء على أنفسهم بالهلاك لمشاهدتهم عظائم الأهوال وما ينتظرهم من صنوف العذاب نادوا ويلتهم طالبين حضورها.
8 أصغر الصغائر: النظر بغير قصد وأكبر الكبائر الشرك بالله تعالى ولا ضابط حق الكبيرة إلا أن هناك ضابطاً يستأنس به وهو: ما توعد عليه أو لعن عليه أو وضع حدّ له في الكتاب أو السنة فهو كبيرة.

************************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.05 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.92%)]