عرض مشاركة واحدة
  #1103  
قديم 04-07-2022, 11:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,317
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الكهف - (3)
الحلقة (562)
تفسير سورة الكهف مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 246الى صــــ 251)
{ وَكَذظ°لِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَآءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَظ±بْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـظ°ذِهِ إِلَىظ° ظ±لْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَآ أَزْكَىظ° طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً } 19{ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوغ¤اْ إِذاً أَبَداً } 20 { وَكَذظ°لِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوغ¤اْ أَنَّ وَعْدَ ظ±للَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ ظ±لسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ظ±بْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ ظ±لَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىظ° أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً }21


شرح الكلمات:

كذلك بعثناهم: أي كما أنمناهم تلك النومة الطويلة الخارقة للعادة بعثناهم 1من رقادهم بعثاً خارقاً للعادة أيضاً فكان في منامهم آية وفي إفاقتهم آية.

كم لبثتم: أي في الكهف نائمين.

يوماً أو بعض يوم: لأنهم دخلوا الكهف صباحاً واستيقظوا عشية.

بورقكم: بدراهم الفضة التي عندكم.

إلى المدينة: أي المدينة التي كانت تسمى أفسوس وهي طرسوس اليوم.

أزكى طعاماً: أي أيُّ أطعمة المدينة أَحلُّ أي أكثر حِلِّيَّةً.

وليتلطف: أي يذهب يشتري الطعام ويعود في لطف وخفاء.

يرجموكم: أي يقتلوكم رمياً بالحجارة.

أعثرنا عليهم: أطلعنا عليهم أهل بلدهم.

ليعلموا: أي قومهم أن البعث حق للأجساد والأرواح معاً.

إذ يتنازعون: أي الكفار قالوا ابنوا عليهم أي حولهم بناء يسترهم.

فقالوا: أي المؤمنون والكافرون في شأن البناء عليهم.

وقال الذين غلبوا على أمرهم: وهم المؤمنون لنتخذن حولهم مسجداً يصلى فيه.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في الحديث عن أصحاب الكهف فقوله تعالى: { وَكَذظ°لِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَآءَلُوا بَيْنَهُمْ } أي كما أنمناهم ثلاثمائة سنة وتسعا وحفظنا أجسادهم وثيابهم من البلى ومنعناهم من وصول أحد إليهم، وهذا من مظاهر قدرتنا وعظيم سلطاننا بعثناهم من نومهم الطويل ليتساءلوا بينهم فقال قائل منهم مستفهماً كم لبثتم يا إخواننا فأجاب بعضهم قائلاً { لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } لأنهم آووا إلى الكهف في الصباح وبعثوا من رقادهم في المساء وأجاب بعض آخر بقول مُرْضٍ للجميع وهو قوله: { رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ } فسلموا الأمر إليه، وكانوا جياعاً فقالوا لبعضهم { فَظ±بْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ2 هَـظ°ذِهِ } يشيرون إلى عملة من فضة كانت معهم { إِلَىظ° ظ±لْمَدِينَةِ } وهي أفسوس التي خرجوا منها هاربين بدينهم، وقوله: { فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَآ أَزْكَىظ° طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ } أي فلينظر الذي تبعثونه لشراء الطعام أي أنواع الأطعمة أزكى أي أطهر من الحرام والاستقذار { فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ3 مِّنْهُ } لتأكلوه سداً لجوعكم وليتلطف4 في شرائه وذهابه وإيابه حتى لا يُشعر بكم أحداً وعلل لقوله هذا بقوله { إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ } أي يطلعوا { يَرْجُمُوكُمْ } أو يقتلوكم رجماً بالحجارة 5{ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ } ملة الشرك بالقسر والقوة. { وَلَن تُفْلِحُوغ¤اْ إِذاً أَبَداً } أي ولن تفلحوا بالنجاة من النار ودخول الجنة إذا أنتم عدتم للكفر والشرك.. فكفرتم وأشركتم بربكم.

وقوله تعالى: { وَكَذظ°لِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ 6} أي وكما أنمناهم تلك المدة الطويلة وبعثناهم ليتساءلوا بينهم فيزدادوا إيماناً ومعرفة بولاية الله تعالى وحمايته لأوليائه { أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ } أهل مدينتهم الذين انقسموا إلى فريقين فريق يعتقد أن البعث حق وأنه بالأجسام والأرواح، وفريق يقول البعث الآخر للأرواح دون الأجسام كما هي عقيدة النصارى إلى اليوم، فأنام الله الفتية وبعثهم وأعثر عليهم هؤلاء القوم المختلفين فاتضح لهم أن الله قادر على بعث الناس أحياء أجساماً وأرواحاً كما بعث أصحاب الكهف وهو معنى قوله تعالى: { وَكَذظ°لِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوغ¤اْ } أي أولئك المختلفون في شأن البعث أن وعد الله حق وهو ما وعد به الناس من أنه سيبعثهم بعد موتهم يوم القيامة ليحاسبهم ويجزيهم بعملهم.
{ وَأَنَّ ظ±لسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا } وقوله تعالى: { إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ } أي أعثرناهم عليهم في وقت كان أهل البلد يتنازعون في شأن البعث والحياة الآخرة هل هي بالأجسام والأرواح أو بالأرواح دون الأجسام. فتبين لهم بهذه الحادثة أن البعث حق وأنه بالأجسام والأرواح معاً. وقوله تعالى: { فَقَالُواْ ظ±بْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً } واتركوهم في الكهف أي سدوا عليهم باب الكهف واتركوهم فيه لأنهم بعد أن عثروا عليهم ماتوا { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } وبحالهم.

وقوله تعالى: { قَالَ ظ±لَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىظ° أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً7 } أي قال الذين غلبوا على أمر الفتية لكون الملك كان مسلماً معهم { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً } أي للصلاة فيه وفعلاً بنوة على مقربة من فم الغار بالكهف.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:


1- مظاهر قدرة الله تعالى وعلمه وحكمته.

2- وحوب طلب الحلال في الطعام والشراب وغيرهما.

3- الموت على الشرك والكفر مانع من الفلاح يوم القيامة أبداً.

4- تقرير معتقد البعث والجزاء الذي ينكره أهل مكة.

5- مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لعن الله اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " وقوله " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق يوم القيامة " (في الصحيحين).

6- مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع " إذ قد بنى 8المسلمون على قبور الأولياء والصالحين المساجد. بعد القرون المفضلة حتى أصبح يندر وجود مسجد عتيق خال من قبر أو قبور9.
____________________________
1 البعث: التحريك من سكون أي: كما ضربنا على آذانهم وزدناهم هدىً وقلبناهم بعثناهم أيضاً أي: أيقظناهم من رقادهم على ما كانوا عليه من ثيابهم وأحوالهم.
2قال ابن عباس كان معهم دراهم فضة عليها صورة الملك الذي كان في زمانهم والورق: الفضة، وقرىء بكسر الراء وقرىء بسكونها.
3 في هذه الآية دليل على جواز الوكالة في كل مباح مأذون فيه وسواء كان الموكل عاجزاً أو قادراً ورأى بعضهم أنّ القادر لا يوكل، والصحيح جوازه، وقد وكل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صحيح حاضر، ووكّل عليّ رضي الله عنه ووكل كثير من الصحابة من ينوب عنهم في أمورهم.
4 الجمهور على أن نصف حروف القرآن التاء من قوله: {وليتلّطف} أي: نصف القرآن من الفاتحة إلى {وليتلّطف} والنصف الآخر والأخير منها إلى الناس.
5 القتل بالرجم بالحجارة أشفى لصدور أهل الدين لأنهم يشاركون في القتل بالرجم.
6 أطعلنا عليهم. يقال عثر على كذا: وقف عليه برجله ومنه العثار للرجل وأعثر عليه: جعل غيره يعثر عليه بمعنى يقف عليه مطلعاً عليه ظاهراً.
7 اتخاذ المساجد على القبور من عمل أهل الكتاب قبل هذه الأمّة، وقد بيّن ذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحذّر منه وحرّمه على أمته لما يفضي به إلى الشرك وعبادة غير الله تعالى فقد روى أبو داود والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: "لعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج" وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا كنيسة رأتاها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنّ أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوّروا تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة". وروى مسلم: "لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها" وفي الصحيحين: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا".
8 روى الترمذي وصححه عن جابر رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تجصص القبور وأن يكتب عليها أو يبنى عليها وأن توطأ" وروى أبو داود والترمذي وغيرهما أن علياً قال لأحد رجاله أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألاّ تدع تمثالاً إلاّ طمسته ولا قبراً مشرفاً إلاّ سويته ولا صورة إلاّ طمستها" والمراد بالمشرف: العالي المرتفع أما تسنيم القبر شبراً وأي ليعرف فلا بأس به.
9 ذكر القرطبي هنا أنّ الدفن في التابوت جائز لاسيما في الأرض الرخوة وقال: روي أنّ دانيال عليه السلام كان في تابوت من حجر وأنّ يوسف عليه السلام أوصى بأن يتخذ له تابوت من زجاج.

****************************** ****

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.79 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.77%)]