عرض مشاركة واحدة
  #1095  
قديم 04-07-2022, 11:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,138
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )






تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الإسراء - (11)
الحلقة (558)
تفسير سورة الإسراء مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 226الى صــــ 231)

{ قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً } 96 { وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً } 97 { ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } 98 { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَىٰ ٱلظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً }99


شرح الكلمات:

شهيداً: على أني رسول الله إليكم وقد بلغتكم وعلى أنكم كفرتم وعاندتم.

فلن تجد لهم أولياء: أي يهدونهم.

على وجوههم: أي يمشون على وجوههم.

عمياً وبكماً وصماً: لا يبصرون ولا ينطقون ولا يسمعون.

كلما خبت: أي سكن لهبها زدناهم سعيراً أي تلهباً واستعاراً.

وقالوا: أي منكرين للبعث.

مثلهم: أي أناساً مثلهم.

أجلاً: وقتاً محدداً.

معنى الآيات:

ما زال السياق في تقرير النبوة المحمدية إذ يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: قل لأولئك المنكرين أن يكون الرسول بشراً، { كَفَىٰ1 بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } على أني رسوله وأنتم منكرون عليَّ ذلك.

إنه تعالى كان وما زال { بِعِبَادِهِ خَبِيراً } أي ذا خبرة تامة بهم { بَصِيراً } بأحوالهم يعلم المحق منهم من المبطل، والصادق من الكاذب وسيجزي كلاً بعدله ورحمته.

وقوله تعالى: { وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ 2} يخبر تعالى أن الهدايه بيده تعالى فمن يهده الله فهو المهتدي بحق، { وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ3 أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ } أي يهدونهم بحال من الأحوال، وفي هذا الكلام تسلية للرسول وعزاء في قومه المصرّين على الجحود والانكار لرسالته.

وقوله: { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي أولئك المكذبين الضالين الذين ماتوا على ضلالهم وتكذيبهم فلم يتوبوا نحشرهم يوم القيامة، يمشون على وجوههم 4حال كونهم عمياً لا يبصرون، بكماً لا ينطقون، صماً5 لا يسمعون وقوله تعالى: { مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } أي محل استقرارهم في ذلك اليوم جهنم الموصوفة بأنها { كُلَّمَا خَبَتْ } أي سكن لهبها عنهم زادهم الله سعيراً أي تلهباً واستعاراً. وقوله تعالى: { ذَلِكَ جَزَآؤُهُم } أي ذلك العذاب المذكور جزاؤهم بأنهم كفروا بآيات الله أي بسبب كفرهم بآيات الله. وقولهم إنكاراً للبعث الآخر واستبعاداً له: { أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً } أي تراباً { أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } ورد الله تعالى على هذا الاستبعاد منهم للحياة الثانية فقال: { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } أي أينكرون البعث الآخر؟ ولم يروا بعيون قلوبهم { أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ }؟؟*! بلى إنه لقادر لو كانوا يعلمون!

وقوله تعالى: { وَجَعَلَ 6لَهُمْ أَجَلاً } أي وقتاً محدوداً معيناً لهلاكهم وعذابهم { لاَّ رَيْبَ فِيهِ } وهم صائرون إليه لا محالة، وقوله: { فَأَبَىٰ ٱلظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً } أي مع هذا البيان والاستدلال العقلي أبى الظالمون إلا الجحود والكفران ليحق عليهم كلمة العذاب فيذوقوه والعياذ بالله تعالى.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:


1- عظم شهادة الله تعالى ووجوب الاكتفاء بها.

2- الهداية والاضلال بيد الله فيجب طلب الهداية منه والاستعاذة به من الضلال.

3- فظاعة عذاب يوم القيامة إذ يحشر الظالمون يمشون على وجودهم كالحيات وهم صم بكم عمي والعياذ بالله تعالى من حال أهل النار.

4- جهنم جزاء الكفر بآيات الله والانكار للبعث والجزاء يوم القيامة.

5- دليل البعث عقلي كما هو نقلي فالقادر على البدء، قادر عقلاً على الإِعادة بل الاعادة - عقلاً - أهون من البدء للخلق من لا شيء.
______________________
1 روي أن نفراً من قريش قالوا حين سمعوا قوله: {هل كنت إلاّ بشراً رسولاً} فمن يشهد لك أنك رسول الله؟ فنزل: {قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيراً بصيراً} .
2 حذفت الياء ليوقف على الدّال بالسكون وهي لغة فصيحة وفي حال الوصل يؤتى بالياء نطقا بها.
3 جمع الضمير (لهم) مراعاة إلى أن (من) تكون للواحد والمتعدد.
4 أي: يسحبون على وجوههم إهانة لهم كما يفعل في الدنيا بمن ينتقم منه حيث يسحبونه على وجهه في الأرض إهانة، ومن سورة القمر قال تعالى: {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر} وجائز أن يمشوا على وجوههم عند حشرهم إلى جهنم فإذا دخلوها سحبوا على وجوههم لحديث أنس: "أليس الذي أمشاه على رجليه قادر على أن يمشيه على وجهه؟ " في جواب سائل قال: أفيحشر الكفّار على وجوههم؟
5 هذا في حال حشرهم إلى جهنم وكانوا قبل ذلك يسمعون ويبصرون وينطقون ثم إذا دخلوها عادت إليهم حواسهم للآيات القرآنية المصرّحة بذلك منها: {ورأى المجرمون..} ومنها: {سمعوا لها تغيظاً وزفيرا} ومنها: {قالوا يا مالك ليقض علينا ربك..} .
6 جملة: {وجعل لهم أجلاً لا ريب فيه} معطوفة على جملة {أو لم يروا} لتأويلها بمعنى: قد رأوا ذلك لو كانوا يعقلون. الأجل: الزمن المجعول غاية يبلغ إليها في حال من الأحوال والمراد به هنا مدّة حياتهم.

****************************** **

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.01 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.92%)]