عرض مشاركة واحدة
  #1091  
قديم 04-07-2022, 11:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,138
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )




تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الإسراء - (9)
الحلقة (556)
تفسير سورة الإسراء مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 215الى صــــ 221)

{ يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ 1كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } 71 { وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً } 72 { وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً } 73 { وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً } 74 { إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً } 75 { وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّون َكَ مِنَ ٱلأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً } 76 { سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً }77


شرح الكلمات:

بإمامهم: أي الذي كانوا يقتدون به ويتبعونه في الخير أو الشر.

فتيلا: أي مقدار فتيل وهو الخيط الذي يوجد وسط النواة.

ومن كان في هذه أعمى: من كان في الدنيا أعمى عن حجج الله تعالى الدالة على وجوده وعلمه وقدرته، فلم يؤمن به ولم يعبده فهو في الآخرة أشد عمى وأضل سبيلاً.

وإن كادوا: أي قاربوا.

ليفتنونك: أي يستنزلونك عن الحق، أي يطلبون نزولك عنه.

لتفتري علينا غيره: أي لتقول علينا افتراءً غير الذي أوحينا إليك.

إذاً لاتخذوك خليلاً: أي لو فعلت الذي طلبوا منك فعله لاتخذوك خليلاً لهم.

ضعف الحياة وضعف الممات: أي لعذبناك عذاب الدنيا مضاعفاً وعذاب الآخرة كذلك.

ليستفزونك من الأرض: أي ليستخفونك من الأرض أرض مكة.

لا يلبثون خلافك: أي لا يبقون خلفك أي بعدك إلا قليلاً ويهلكهم الله.

سنة من قد أرسلنا من قبلك: أي لو أخرجوك لعذبناهم بعد خروجك بقليل، سنتنا في الأمم.

ولا تجد لسنتنا تحويلا: أي عما جرت به في الأمم السابقة.

معنى الآيات:

يقول تعالى لرسوله في تقرير عقيدة البعث والجزاء، اذكر يا رسولنا { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } الذي كانوا يقتدون به ويتبعونه فيتقدم ذلك الإِمام ووراءه أتباعه وتوزع الكتب عليهم واحداً واحداً فمن أعطى كتابه بيمينه تشريفاً له وتكريماً، فأولئك الذين أكرموا بإعطائهم كتبهم بأيمانهم، يقرأون كتابهم ويحاسبون بما فيه { وَلاَ يُظْلَمُونَ } أي لا ينقصون مقدار فتيل لا تنقص حسناتهم، ولا بزيادة سيئاتهم.2 واذكر هذا لهم تعظهم به لعلهم يتعظون، وقوله تعالى: { وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ } أي الدنيا { أَعْمَىٰ } لا يبصر هذه الحجج والآيات والدلائل وأصر على الشرك، والتكذيب والمعاصي { فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ } أي أشد عمى { وَأَضَلُّ سَبِيلاً } فلا يرى طريق النجاة ولا يسلكه حتى يقع في جهنم. وقوله: { وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ 3 } أي يصرفونك { عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ4 } من توحيدنا والكفر بالباطل وأهله. { لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ } أي لتقول علينا غير الحق الذي أوحيناه إليك، وإذاً لو فعلت بأن وافقتهم على ما طلبوا منك، من الإغضاء على شركهم والتسامح معهم إقراراً لباطلهم، ولو مؤقتاً، { لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً } لهم وكانوا أولياء لك، وذلك أن المشركين في مكة والطائف، واليهود في المدينة كانوا يحاولون جهدهم أن يستنزلوا الرسول على شيء من الحق الذي يأمر به ويدعو إليه مكراً منهم وخديعة سياسية إذ لو وافقهم على شيء لطالبوا بآخر، ولقالوا قد رجع إلينا، فهو إذاً يَتَقَوَّل، وليس بالذي يوحى إليه بدليل قبوله منا كذا وكذا وتنازله عن كذا وكذا، وقوله تعالى: { وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ } أي على الحق حيث عصمناك { لَقَدْ كِدتَّ } أي قاربت { تَرْكَنُ 5} أي تميل { إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً } بقبول بعض اقتراحاتهم { إِذاً } أي لو ملت إليهم، وقبلت منهم ولو شيئاً يسيراً { لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ 6ٱلْحَيَاةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ 7} ، أي لضاعفنا عليك العذاب في الدنيا والآخرة ثم لا تجد لك نصيراً ينصرك إذا نحن خذلناك وعذبناك وقوله تعالى في حادثة أخرى وهي أنهم لما فشلوا في المحاولات السلمية أرادوا استعمال القوة فقرروا إخراجه من مكة بالموت أو الحياة فأخبر تعالى رسوله بذلك إعلاماً وإنذاراً، فقال: { وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّون َكَ 8مِنَ ٱلأَرْضِ } أرض مكة { لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً } أي لو فعلوا لم يلبثوا بعد إخراجك إلا زمناً قليلاً ونهلكهم كما هي سنتنا في الأمم السابقة التي أخرجت أنبياءها أو قتلتهم هذا معنى قوله تعالى: { وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّون َكَ } أي يستخفونك { مِنَ ٱلأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ9 إِلاَّ قَلِيلاً سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً } اي عما جرت به في الأمم السابقة.
هداية الآيات

من هداية الآيات:


1- الترغيب في الاقتداء بالصالحين ومتابعتهم والترهيب من الاقتداء بأهل الفساد ومتابعتهم.

2- عدالة الله تعالى في الموقف بإقامة الحجة على العبد وعدم ظلمه شيئاً.

3- عمى الدنيا عن الحق وشواهده سبب عمى الآخرة وموجباته من السقوط في جهنم.

4- حرمة الركون أي الميل لأهل الباطل بالتنازل عن شيء من الحق الثابت إرضاءً لهم.

5- الوعيد الشديد لمن يرضى أهل الباطل تملقاً لهم طمعاً في دنياهم فيترك الحق لأجلهم.

6- إمضاء سنن الله تعالى وعدم تخلفها بحال من الأحوال.
_____________________

1{فمن أوتي} معطوف على مقدر اقتضاه قوله: {تدعو كل اناس بإمامهم} أي فيؤتون كتبهم {فمن أوتي كتابه ... } الخ.
2 لم يذكر من أوتي كتبهم بشمائلهم إذ هم الذين خسروا أنفسهم اكتفاء بذكر من أوتوا كتبهم بأيمانهم، وقد ذكر في أول السورة: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} وذكر في سورتي الحاقة والانشقاق.
3 عدي فعل يفتنونك بعن لأنه مضمن معنى فعل يتعدّى بها وهو الصرف يقال: صرفه عن كذا. أي يصرفونك.
4 الآية مسوقة مساق الامتنان على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث عصمه، وفيها بيان مدى ما كان المشركون يريدونه من صرف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الحق الذي جاءه وهو يدعو إليه من التوحيد.
5 الركون: الميل بالركن الذي هو الجانب من جسد الإنسان واستعمل في الموافقة بعلاقة القرب.
6 هذه الجملة جزاء لجملة: {لقد كدت تركن إليهم} إذ تقدير الكلام لو ركنت إليهم لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات.
7 جائز أن يكون المراد بعذاب الدنيا: تراكم المصائب والأزراء في مدّة الحياة وعذاب الممات أن يموت مكموداً مستذلاً بين من فازوا عليه بشرف سقوطه بينهم وضياع ما كان يأمله ويدعو إليه.
8 الاستفزاز: الحمل على الترحل، وهو استفعال من فزّ يفزّ بمعنى: بارح المكان، والمعنى: كادوا: أن يخرجوك من بلدك كرهاً ثم صرفهم الله عنك حتى خرجت برضاك واختيارك فلذا لم تنزل بهم العقوبة بخروجك من بلدك.
9 قرأ نافع: {خلفك} أي بعدك، وقرأ حفص {خلافك} وهي لغة في خلف بمعنى: بعد.


****************************** *****
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.86 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.87%)]