عرض مشاركة واحدة
  #1089  
قديم 04-07-2022, 11:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,138
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )




تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الإسراء - (8)
الحلقة (555)
تفسير سورة الإسراء مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 209الى صــــ 214)

{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } 61 { قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً } 62 { قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً } 63 { وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } 64 { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً }65


شرح الكلمات:

لمن خلقت طيناً: أي من الطين.

أرأيتك: أي أخبرني.

كرمت علي: أي فضَّلْته علي بالأمر بالسجود له.

لأحتنكن: لأستولين عليهم فأقودهم إلى الغواية كالدابة إذا جعل الرسن في حنكها، تُقادٍ حيث شاء راكبها!.

اذهب: أي منظراً إلى وقت النفخة الأولى.

جزاءً موفوراً: أي وافراً كاملاً.

بصوتك: أي بدعائك إياهم إلى طاعتك ومعصيتي بأصوات المزامير والأغاني واللهو.

وأجلب عليهم: أي صِحْ فيهم بركبانك ومُشاتك.

وشاركهم في الأموال: بحملهم على أكل الربا وتعاطيه.

والأولاد: بتزيين الزنا ودفعهم إليه.

وعدهم: أي بأن لا بعث ولا حساب ولا جزاء.

إلا غرورا: أي باطلاً.

ليس لك عليهم سلطان: أي إن عبادي المؤمنين ليس لك قوة تتسلط عليهم بها.

وكفى بربك وكيلاً: أي حافظاً لهم منك أيها العدوّ.

معنى الآيات:

قوله تعالى: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمََ } أي اذكر يا رسولنا لهؤلاء المشركين الجهلة الذين أطاعوا عدوهم وعدو أبيهم من قبل، وعصوا ربهم، اذكر لهم كيف صدّقوا ظن إبليس فيهم، واذكر لهم { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمََ } فامتثلوا أمرنا { فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ } قال منكراً أمرنا، مستكبراً عن آدم عبدنا {1 أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً }؟ أي لمن خلقته من الطين لأن آدم خلقه الله تعالى من أديم الأرض عذبها وملحها ولذا سمى آدم آدم ثم قال في صلفه وكبريائه { أَرَأَيْتَكَ } أي أخبرني أهذا { ٱلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ 2}؟! قال هذا استصغار لآدم واستخفافا بشأنه، { لَئِنْ أَخَّرْتَنِ } أي وعزتك لئن أخرْت موتي { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ } أي لأستولين عليهم وأسوقهم إلى أودية الغواية والضلال حتى يهلكوا مثلي { إِلاَّ قَلِيلاً }3 منهم ممن تستخلصهم لعبادتك فأجابه الرب تبارك وتعالى: { قَالَ ٱذْهَبْ 4} أي مُنَظراً وممهلاً إلى وقت النفخة الأولى وقوله تعالى: { فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ } أي عصاني وأطاعك { فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً } أي وافراً كاملاً.

وقوله تعالى: {5 وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ } قال هذا لإبليس بعد أن أنظره إلى يوم الوقت المعلوم أذن له في أن يعمل ما استطاع في إضلال أتباعه، { وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ } أي واستخفف منهم بدعائك إلى الباطل بأصوات المزامير والأغاني وصور الملاهي وأنديتها وجمعياتها، { 6وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم } أي صِح على خيلك ورجلك 7 الركبان والمشاة وسقهم جميعاً على بني آدم لإِغوائهم وإضلالهم { وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ } بحملهم على الربا وجمع الأموال من الحرام وفي { وَٱلأَوْلادِ } بتزيين الزنا وتحسين الفجور وعدهم بالأماني الكاذبة وبأن لا بعث يوم القيامة ولا حساب ولا جزاء قال تعالى: { وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } أي باطلاً وكذباً وزوراً. وقوله تعالى: { إِنَّ عِبَادِي } أي المؤمنين بي، المصدقين بلقائي ووعدي ووعيدي ليس لك عليهم قوة تتسلط عليهم بها، { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً } أي حافظاً لهم: منك فلا تقدر على إضلالهم ولا إغوائهم يا عدوي وعدوهم.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:


1- مشروعية التذكير بالأحداث الماضية للتحذير من الوقوع في الهلاك.

2- ذم الكبر وأنه من شر الصفات.

3- تقرير عداوة إبليس والتحذير منها.

4- بيان مشاركة إبليس أتباعه في أموالهم وأولادهم ونساءهم.

5- بيان أن أصوات الأغاني والمزامير والملاهي وأندية الملاهي وجمعياتها الجميع من جند إبليس الذي يحارب به الآدمي المسكين الضعيف.

6- بيان حفظ الله تعالى لأوليائه، وهم المؤمنون المتقون، وجعلنا الله تعالى منهم وحفظنا بما يحفظهم به إنه بر كريم.
______________________

1 الاستفهام انكاري.
2 أي: فضلت، والإكرام: اسم جامع لكل ما يحمد، وفي الكلام حذف تقديره أخبرني عن هذا الذي فضلته عليَّ لمَ فضلته وقد خلقتني من نار وخلقته من طين، ويصح بدون تقدير المحذوف أي: أترى هذا الذي كرمته عليَّ لأفعلن به كذا وكذا.
3 {إلا قليلا} : يعني المعصومين وهم الذين قال تعالى فيهم: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان} واستثناء إبليس القليل كان ظنا منه فقط كما قال تعالى: {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنه} وقال الحسن: ظن ذلك لأنه وسوس لآدم في الجنة ولم يجد له عزماً فحصل له بذلك هذا العلم المعبّر عنه بالظنّ إذ يطلق لفظ الظن، ويراد به العلم.
4 الأمر هنا: للإهانة والطرد والاحتقار والصغار.
5 الاستفزاز: طلب الفز، وهو الخفة والانزعاج، وترك التثاقل، والسين والتاء فيه لشدة طلب الاستخفاف والإزعاج.
6 الإجلاب: جمع الجيوش وسوقها مشتق من الجلبة التي هي الصياح إذ الجيوش تجمع بالجلبة فيهم والصياح بهم.
7 قرأ حفص: {ورَجِلِك} بكسر الجيم لغة في رجل وقرأ غيره و {رجْلك} بسكون الجيم، والمعنى بخيلك: أي فرسانك ورجالك.

****************************** *******

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.98 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.93%)]