عرض مشاركة واحدة
  #1086  
قديم 04-07-2022, 11:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,138
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )


{ وَقَالُوۤاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } (49) { قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً } (50) { أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيباً } (51) { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً }(52)


شرح الكلمات:

وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتاً: الاستفهام للإِنكسار والاستبعاد والرُّفات الأجزاء المتفرقة.

مما يكبر في صدوركم: أي يعظم عن قبول الحياة في اعتقادكم.

فطركم: خلقكم.

فسينغضون: أي يحركون رؤوسهم تعجباً.

متى هو؟: الاستفهام للاستهزاء أي متى هذا البعث الذي تعدنا.

يوم يدعوكم: أي يناديكم من قبوركم على لسان إسرافيل.

فتستجيبون: أي تجيبون دعوته قائلين سبحانك اللهم وبحمدك.

وتظنون إن لبثتم إلا قليلاً: وتظنون أنكم ما لبثتم في قبوركم إلا قليلا.

معنى الآيات:

ما زال السياق في تقرير العقيدة ففي الآيات قَبْلَ هذه كان تقرير التوحيد والوحي وفي هذه الآيات تقرير البعث والجزاء الآخر ففي الآية [47] يخبر تعالى عن إنكار المشركين للبعث واستبعادهم له بقوله: { وَقَالُوۤاْ1 أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً 2} أي أجزاء متفرقة كالحطام { أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً 3} وفي الآية الثانية [48] يأمر تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم كونوا ما شئتم فإن الله تعالى قادر على إحيائكم وبعثكم للحساب والجزاء وهو قوله تعالى؟ قل كونوا حجارة أو حديداً4 أو خلقاً مما يكبر5 في صدوركم أي مما يعظم في نفوسكم أن يقبل الحياة كالموت 6مثلا فإن الله تعالى سيحييكم ويبعثكم. وقوله تعالى: { فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا }؟ يخبر تعالى رسوله أن منكري البعث سيقولون له مستبعدين البعث: من يعيدنا وعلمه الجواب فقال له قل الذي فطركم أي خلقكم أول مرة وهو جواب مسكت فالذي خلقكم ثم أماتكم هو الذي يعيدكم كما بدأكم وهو أهون عليه. وقوله تعالى { فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ }؟ يخبر تعالى رسوله بما سيقوله منكروا البعث له فيقول تعالى { فَسَيُنْغِضُونَ } أي يحركون إليك رؤوسهم خفضاً ورفعاً استهزاء ويقولون: { مَتَىٰ هُوَ }؟ أي متى البعث أي في أي يوم هو كائن. وقوله تعالى: { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيباً } علمه تعالى كيف يجيب المكذبين. وقوله { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } أي يكون بعثكم الذي تنكرونه يوم يدعوكم بأمر الله تعالى إسرافيل من قبوركم فتستجيبون6 أي فتجيبونه بحمد7 الله { وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } أي ما لبثتم في قبوركم إلا قليلا8 من اللبث وذلك لما تعاينون من الأهوال وتشاهدون من الأحوال المفزعة المرعبة.

هداية الآيات

من هداية الآيات:


1- تقرير عقيدة البعث والجزاء وبيان حتميتها.

2- بيان ما كان عليه المشركون من شدة إنكارهم للبعث الآخر.

3- تعليم الله تعالى لرسوله كيف يجيب المنكرين المستهزئين بالتي هي أحسن.

4- بيان الأسلوب الحواري الهادي الخالي من الغلظة والشدة.

5- استقصار مدة اللبث في القبور مع طولها لما يشاهد من أهوال البعث.
________________

1 هذا من قولهم الذي قالوا وهم يسمعون القرآن، ويتناجون بينهم فيقولون كذا وكذا.
2 الرفات: ما تكسّر ويَلي من كل شيء كالفتات، والحطام والرّضاض يقال: رُفِت الشيء رفتا أي: حطم والاستفهام إنكاري.
3 الاستفهام للاستهزاء مع الجحد والإنكار، و {خلقاً} : منصوب على الحال من ضمير {لمبعوثون} .
4 الحديد: تراب معدني لا يوجد إلا في مغاور الأرض، وهو تراب غليظ وأصنافه ثمانية وأشهر أنواعه الأحمر وهو صنفان، ذكر وأنثى.
5 قال مجاهد: يعني السموات والأرض والجبال لعظمها في النفوس.
6 لأنّ الموت لا شيء أكبر منه في نفوس بني آدم، قال أمية بن الصلت:
وللّموت خلق في النفوس فظيع
وخلقاً بمعنى مخلوق،، ومن يكبر في صدوركم صفة له.
7 روي أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "انكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم".
8 قال سعيد بن جبير يخرج الكفار من قبورهم وهم يقولون: سبحانك وبحمدك.
9 وقيل: هذا ما بين النفختين، وذلك أنّ العذاب يكفّ عن المعذّبين بين النفختين وذلك أربعين عاماً فينامون فإذا نفخ النفخة الثانية قالوا: من بعثنا من مرقدنا وظنّوا أنهم ما لبثوا إلاّ قليلا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]