عرض مشاركة واحدة
  #1085  
قديم 04-07-2022, 11:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,138
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الإسراء - (6)
الحلقة (553)
تفسير سورة الإسراء مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 199الى صــــ 203)

{ وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً } (45) { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَٰرِهِمْ نُفُوراً } (46) { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ ٱلظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً } (47) { ٱنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً }(48)


شرح الكلمات:

حجابا مستورا: أي ساتراً فلا يسمعون كلام الله تعالى.

وجعلنا على قلوبهم أكنة: أي أغطية على القلوب فلا تعي ولا تفهم.

وفي آذانهم وقراً: أي ثقلاً فلا يسمعون القرآن ومواعظه.

ولو على أدبارهم نفوراً: أي فراراً من السماع حتى لا يسمعوا.

بما يستمعون به: أي بسببه وهو الهزء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

وإذ هم نجوى: أي يتناجون بينهم يتحدثون سراً.

رجلاً مسحوراً: أي مغلوباً على عقله مخدوعاً.

ضربوا لك الأمثال: أي قالوا ساحر، وقالوا كاهن وقالوا شاعر.

فضلوا: أي عن الهدى فلا يستطيعون سبيلاً.

معنى الآيات:

قوله تعالى: { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ }1 يخبر تعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم إنه إذ قرأ القرآن على المشركين ليدعوهم به إلى الله تعالى ليؤمنوا به ويعبدوه وحده جعل الله تعالى بينه وبين المشركين حجاباً 2ساتراً، أو مستوراً لا يُرى وهو حقاً حائل بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا يسمعوا القرآن الذي يقرأ عليهم فلا ينتفعون به. وهذا الحجاب ناتج عن شدة بغضهم للرسول صلى الله عليه وسلم وكراهيتهم لدعوته فهم لذلك لا يرونه ولا يسمعون قراءته. وقوله تعالى: { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن3 يَفْقَهُوهُ } جمع كنان وهو الغطاء حتى لا يصل المعنى المقروء من الآيات إلى قلوبهم فيفقهوه، وقوله: { وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً } أي وجعل تعالى في آذان أولئك المشركين الخصوم ثقلاً في آذانهم فلا يسمعون القرآن الذي يتلى عليهم، وهذا كله من الحجاب الساتر والأكنة، والوقر في الآذان عقوبة من الله تعالى لهم حرمهم بها من الهداية بالقرآن لسابقة الشر لهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا هم الظالمين ببغضهم للرسول وما جاء به وحربهم له ولما به من التوحيد والدين الحق، وقوله تعالى: { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ } بأن قلت لا إله إلا4 الله، أو ما أفهم5 معنى لا إله إلا الله ولى المشركون على أدبارهم6 نفوراً من سماع التوحيد لحبهم الوثنية وتعلق قلوبهم بالشرك.

وقوله تعالى { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ } يقول تعالى لرسوله نحن أعلم بما يستمع به المشركون أي بسبب أنهم يستمعون من أجل الاستهزاء بك والسخرية منك ومما تتلوه لا أنهم يستمعون للعلم والمعرفة ولطلب الحق والاهتداء إليه. وقوله: { إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ } أي يناجي بعضهم بعضاً { إِذْ يَقُولُ ٱلظَّالِمُونَ7 } أي المشركون { إِن تَتَّبِعُونَ } أي لا تتبعون { إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً } أي مخدوعاً مغلوباً على أمره، فكيف تتبعونه إذاً؟.

وقوله تعالى: { ٱنْظُرْ كَيْفَ 8ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ } أي انظر يا رسولنا كيف ضرب لك وهؤلاء المشركون المعاندون الأمثال فقالوا عنك: ساحر، شاعر، وكاهن ومجنون فضلوا في طريقهم { فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً } إنهم عاجزون عن الخروج من حيرتهم هذه التي أوقعهم فيها كفرهم وعنادهم.
هداية الآيات

من هداية الآيات:


1- تقرير قاعدة حبك الشيء يعمى ويصم: فإن الحجاب المذكور في الآية وكذا الأكنة والثقل في الآذان هذه كلها حالت دون سماع القرآن من أجل بغضهم للرسول صلى الله عليه وسلم وللقرآن وما جاء به عن الدعوة إلى التوحيد.

2- بيان مدى كراهية المشركين للتوحيد وكلمة الإِخلاص لا إله إلا الله.

3- بيان مدى ما كان عليه المشركون من السخرية والاستهزاء بالرسول والقرآن.

4- بيان اتهامات المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم بالسحر مرة والكهانة ثانية والجنون ثالثاً بحثاً عن الخلاص من دعوة التوحيد فلم يعثروا على شيء كما قال تعالى: { فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً }.
______________________

1 روي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها قالت: لما نزلت (سورة تبّت يدا أبي لهب) أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها (حجر ملء الكف) وهي تقول مذمّما عصينا وأمره أبينا، ودينه قلينا، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعد في المسجد ومعه أبو بكر قال: يا رسول الله: لقد أقبلت وأنا أخاف أن تراك، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنها لن تراني فقرأ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرآنا، فوقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت لأبي بكر بلغني أنّ صاحبك هجاني قال لا ورب هذا البيت ما هجاك فولّت.
2 ساتراً أي: للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى لا يراه من أراده بسوء، ومستوراً أي: الحجاب لا يراه المشركون وهو موجود فعلاً، ولكن لا يُرى.
3 أن يفقهوه أي: لئلا يفقهوه أو كراهية أن يفقهوه.
4 أي: وأنت تقرأ القرآن.
5 أي: دلّ على معنى لا إله إلا الله.
6 يجوز أن يكون نفور جمع نافر كشهود جمع شاهد، ويجوز أن يكون مصدراً من نفر نفوراً أي: نفروا نفوراً.
7 قولهم هذا وهم يتناجون يقولون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً أي: مطبوباً قد خبله السحر فاختلط عليه أمره. يقولون هذا حتى ينفروا الناس عنه ولا يتبعوه.
8 عجّبه من صنعهم كيف يقولون تارة ساحر وتارة مجنون وأخرى شاعر فضلّوا فلا يستطيعون سبيلا يرجعون معه من حيرتهم أو يتمكنون به من صدّ الناس عنك وصرفهم عن دعوتك.

*************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.30 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.97%)]