عرض مشاركة واحدة
  #1065  
قديم 25-06-2022, 01:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )




تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة النحل - (8)
الحلقة (543)
تفسير سورة النحل مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 143الى صــــ 149)

أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَه َا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82) يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83)
شرح الكلمات:

مسخراتٍ في جو السماء: أي مذللات في الفضاء بين السماء والأرض وهو الهواء.

ما يمسكهن: أي عند قبض أجنحتها وبسطها إلا الله تعالى بقدرته وسننه في خلقه.

من بيوتكم سكناً: أي مكاناً تسكنون فيه وتخلدون للراحة.

من جلود الأنعام بيوتاً: أي خياماً وقباباً.

يوم ظعنكم: أي ارتحالكم في أسفاركم.

أثاثاً ومتاعاً إلى حين: كبُسط وأكسية تبلى وتتمزق وتُرمى.

ظلالاً ومن الجبال أكناناً: أي ما تستظلون به من حر الشمس، وما تسكنون به في غيران الجبال.

وسرابيل: أي قمصاناً تقيكم الحر والبرد.

وسرابيل تقيكم بأسكم: أي دروعاً تقيكم الضرب والطعان في الحرب.

لعلكم تسلمون: أي رجاء أن تسلموا له قلوبكم ووجوهكم فتعبدوه وحده.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد والدعوة إليه وإبطال الشرك وتركه فيقول تعالى: { أَلَمْ 1يَرَوْاْ إِلَىٰ ٱلطَّيْرِ مُسَخَّرَٰتٍ 2فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ3 إِلاَّ ٱللَّهُ } فإن في خلق الطير على اختلاف أنواعه وكثرة أفراده، وفي طيرانه في جو4 السماء، أي في الهواء وكيف يقبض جناحيه وكيف يبسطها ولا يقع على الأرض فمن يمسكه غير الله بما شاء من تدبيره في خلقه وأكوانه إن في ذلك المذكور لآياتٍ عدة تدل على الخالق وقدرته وعلمه وتوجب معرفته والتقرب إليه وطاعته بعبادته وحده، كما تدل على بطلان تأليه غيره وعبادة وسواه، وكون الآيات لقوم يؤمنون هو باعتبار أنهم أحياء القلوب يدركون ويفهمون بخلاف الكافرين فإنهم أموات القلوب فلا إدراك ولا فهم لهم، فلم يكن لهم في ذلك آية.. وقوله: { وَٱللَّهُ 5جَعَلَ لَكُمْ مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً } أي موضع سكونٍ وراحة، { وَجَعَلَ لَكُمْ6 مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَامِ } الإِبل والبقر والغنم { بُيُوتاً } أي خياماً وقباباً { تَسْتَخِفُّونَه َا } أي تجدونها خفيفة المحمل { يَوْمَ ظَعْنِكُمْ } أي ارتحالكم في أسفاركم وتنقلاتكم { وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ } في مكان واحد كذلك. وقوله: { وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَآ } أي جعل لكم منه { أَثَاثاً } كالبسط الفرش والأكسية { وَمَتَاعاً } أي تتمتعون بها إلى حين بلاها وتمزقها7 وقوله: { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ } من أشياء كثيرة { ظِلاَلاً } تستظلون بها من حر الشمس { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْجِبَالِ أَكْنَاناً }8 تكنون فيها أنفسكم من المطر والبرد أو الحر وهي غيران وكهوف في الجبال { وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ } قمصان { تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ } والبرد { وَسَرَابِيلَ } هي الدروع { تَقِيكُم بَأْسَكُمْ } في الحرب تتقون بها ضرب السيوف وطعن الرماح. أليس الذي جعل لكم هذه كلها أحق بعبادتكم وطاعتكم، وهكذا { يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ } فبعث إليكم رسوله وأنزل عليكم كتابه لِيُعِدّكم للإِسلام فتسلموا. وهنا وبعد هذا البيان الواضح والتذكير البليغ يقول لرسوله { فَإِن تَوَلَّوْاْ } أي أعرضوا عما ذكرتهم به فلا تحزن ولا تأسف اذ ليس عليك هداهم { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } وقد بلغت وبينت.
فلا عليك بعد شيء من التبعة والمسؤولية. وقوله: { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ ٱللَّهِ } أي نعمة الله عليهم كما ذكَّرناهم بها { ثُمَّ يُنكِرُونَهَا } فيعبدون غير المُنعم بها { وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْكَافِرُونَ } أي الجاحدون المكذبون بنبوتك ورسالتك والإِسلام الذي جئت به.

هداية الآيات

من هداية الآيات:


1- لا ينتفع بالآيات إلا المؤمنون لحياة قلوبهم، أما الكافرون فهم في ظلمة الكفر لا يرون شيئاً من الآيات ولا يبصرون.

2- مظاهر قدرة الله وعلمه وحكمته ورحمته ونعمه تتجلى في هذه الآيات الأربع ومن العجب أن المشركين كالكافرين عمي لا يبصرون شيئاً منها وأكثرهم الكافرون.

3- مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم ليست هداية القلوب وإنما هي بيان الطريق بالبلاغ المبين.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــ

1 قرىء بالتاء: {ألم تروا} وقرىء بالياء وهي قراءة الأكثر.
2 {مسخرات} : أي: مذللات لأمر الله تعالى، ومذللات لمنافعكم أيضاً.
3 {ما يمسكهن} أي: في جال القبض والبسط والاصطفاف إلا الله عزّ وجلّ.
4 {جو السماء} هو الفضاء الذي بين السماء والأرض، وإضافته إلى السماء لأنه يبدو متصلا بالقبة الزرقاء فيما يخال الناظر.
5 {جعل} : بمعنى أوجد وهذا شروع في تعداد النعم التي أنعم بها الخالق عزّ وجلّ على العباد، والسكن: مصدر والمنة في كونه تعالى جعل الإنسان يسكن ويتحرك ولو شاء لجعله متحركاً دائماً كالأفلاك في السماء أو جعله كالأرض ساكناً أبداً.
6 بعد أن ذكر تعالى السكن في الدور ذكر السكن في البيوت المتنقلة وهي الخيام والقباب.
7 في الآية دليل على حليذة جلود الميتة ولكن بعد دبغها لحديث: "أيّما إهاب دبغ فقد طهر".
8 الأكنان: جمع كن وهو: ما يكن عن الحرّ والريح والبرد وهو الغار في الجبل.

****************************** *

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.52 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.02%)]