عرض مشاركة واحدة
  #1034  
قديم 25-06-2022, 12:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,140
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

<b>

وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21) وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُم ْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23)
شرح الكلمات:
وبرزوا لله جميعاً 1: أي برزت الخلائق كلها لله وذلك يوم القيامة.
إنا كنا لكم تبعاً: أي تابعين لكم فيما تعقتدون وتعملون.
فهل أنتم مغنون عنا: أي دافعون عنا بعض العذاب.
ما لنا من محيص.: أي من ملجأ ومهرب أو منجا.
لما قضي الأمر: بإدخال أهل الجنة، الجنة وأهل النار النار.
ما أنا بمصرخكم: أي بمغيثكم مما أنتم فيه من العذاب والكرب.
تجري من تحتها الأنهار: أي من تحت قصورها وأشجارها الأنهار الأربعة: الماء واللبن والخمر والعسل.
معنى الآيات:
في هذه الآيات عرض سريع للموقف وما بعده من استقرار أهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة يقرر مبدأ الوحي والتوحيد والبعث الآخر بأدلة لا ترد، قال تعالى: {وبرزوا لله جميعاً} أي خرجت البشرية من قبورها مؤمنوها وكافروها صالحوها وفاسدوها {فقال الضعفاء} أي الأتباع {للذين استكبروا} أي الرؤساء والموجهون للناس بما لديهم من قوة وسلطان {إنا كنا لكم تبعا2} أي أتباعاً في عقائدكم وما تدينون به، {فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء} ؟ أي فهل يمكنكم أن ترفعوا عنا بعض العذاب بحكم تبعيتنا لكم فأجابوهم بما أخبر تعالى به عنهم؟ {قالوا لو هدانا الله لهديناكم} 3 اعترفوا الآن أن الهداية بيد الله وأقروا بذلك، ولكنا ضللنا فأضللناكم {سواء علينا أجزعنا} اليوم {أم صبرنا مالنا من محيص} 4 أي من مخرج من هذا العذاب ولا مهرب، وهنا يقوم إبليس خطيبا فيهم5 بما أخبر تعالى عنه بقوله: {وقال الشيطان} أي إبليس عدو بنى آدم {لما قضي الأمر} بأن أدخل أهل الجنة الجنة وأدخل أهل النار النار {إن الله وعدكم عد الحق6} بأن مم آمن وعمل صالحاً مبتعدا عن الشرك والمعاصي أدخله جنته وأكرمه في جواره، وأن من كفر وأشرك وعصى أدخله النار وعذبه عذاب الهون في دار البوار {ووعدتكم} بأن وعد الله ووعيده ليس بحق ولا واقع {فأخلفتكم} فيما وعدتكم به، وكنت في ذلك كاذباً عليكم مغرراً بكم، {وما كان لي عليكم من سلطان} أي من قوة مادية أكرهتكم بها على اتباعي ولا معنوية ذات تأثير خارق للعادة أجبرتكم بها على قبول دعوتي {إلا أن دعوتكم} أي لكن دعوتكم {فاستجبتم لي} إذاً {فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم} أي بمزيل صراخكم بما أغيثكم به من نصر وخلاص من هذا العذاب {وما أنتم} أيضاً {بمصرخي7} ، أي بمغيثيَّ {إني كفرت بما أشركتمون من8 قبل} إذ كل عابد لغير الله في الواقع هو عابد للشيطان إذ هو الذي زين له ذلك ودعاه إليه، و {إن الظالمين لهم عذاب أليم} أي المشركين لهم عذاب أليم موجع، وقوله تعالى: {وأدخل9 الذين آمنوا} أي وأدخل الله الذين آمنوا أي صدَّقوا بالله وبرسوله وبما جاء به رسوله {وعملوا الصالحات} وهي العبادات التي تَعَبَّدَ الله بها عباده فشرعها في كتابه وعلى لسان رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {جنات} 10 بساتين {تجري من تحتها الأنهار} أي من خلال قصورها وأشجارها أنهار الماء واللبن والخمر والعسل {خالدين فيها} لا يخرجون منها ولا يبغون عنها حولاً، وقوله تعالى: {بإذن ربهم} 11 أي أن ربهم هو الذي أذن لهم بدخولها والبقاء فيها أبداً، وقوله: {تحيتهم فيها سلام} أي السلام عليكم يحييهم ربهم وتحييهم الملائكة ويحيى بعضهم بعضا بالسلام وهي كلمة دعاء بالسلامة من كل العاهات والمنغصات وتحية بطلب الحياة الأبدية.
هداية الآيات
من هداية الآيات:

1- بيان أن التقليد والتبعية لا تكون عذراً لصاحبها عند الله تعالى.
2- بيان أن الشيطان هو المعبود من دون الله تعالى إذ هو الذي دعا إلى عبادة غير الله وزينها للناس.
3- تقرير لعلم الله بما لم يكن كيف يكون إذ ما جاء في الآيات من حوار لم يكن بعد ولكنه في علم الله كائن كما هو وسوف يكون كما جاء في الآيات لا يتخلف منه حرف واحد.
4- وعيد الظالمين بأليم العذاب.
5- العمل لا يدخل الجنة إلا بوصفه سبباً لا غير، وإلا فدخول الجنة يكون بإذن الله تعالى ورضاه.
__________

1 البروز: الظهور، وهو هنا الخروج من القبور والظهور خارجها للحشر حيث فصل القضاء، ومن هذا قولهم: امرأة برزة أي تظهر للناس.
2 {تبعاً} : يصح أن يكون مصدرا أي: ذوي. تبع، ويجوز أن يكون جمع تابع مثل: حرس وحارس، وخدم وخادم.
3 أي: لو هدانا الله إلى الإيمان لهديناكم إليه أو لو هدانا الله إلى طريق الجنة لهديناكم إليها.
4 المحيص: مصدر ميمي كالمغيث والمشيب من غاب وشاب، وكذلك حاص يحيص حيصاً عن كذا: هرب ونجا، ويجوز أن يكون المحيص هنا اسم مكان أي: ما لنا من مكان نلجأ إليه وننجو فيه.
5 أي: على منبر من نار.
7 {وعد الحق} : يعني البعث والجنة والنار، وثواب المطيع وعقاب العاصي. فصدقكم وعده، ووعدتكم ألا بعث ولا جنة ولا نار ولا ثواب ولا عقاب. فأخلفتكم.
8(الصارخ) : والمستصرخ هو الذي يطلب النصر والمعاونة، المصرخ هو المغيث قال الشاعر:
ولا تجزعوا إني لكم غير مصرخ
وليس لكم عندي غَنَاء ولا نصر
{بما أشركتمونِ} : الميم مصدرية والتقدير كفرت بإشراككم إيّاي مع الله تعالى.
9 لمّا أخبر تعالى بحال أهل النار أخبر بحال أهل الجنة وهو أسلوب الترغيب والترهيب الذي امتاز به القرآن الكريم لأته كتاب هداية وإصلاح.
10 {جنات} : جمع جنة، وجنات: منصوب على نزع الخافض أي: في جنات لأنّ دخل كخرج لا يتعدى إلا بحرف الجر.
11 أي: بمشيئته وتيسيره.

</b>
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.32 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]