عرض مشاركة واحدة
  #1017  
قديم 17-06-2022, 04:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )




تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة يوسف - (14)
الحلقة (519)
تفسير سورة يوسف مكية
المجلد الثانى (صـــــــ 652الى صــــ 656)


أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109)
شرح الكلمات:
غاشية من عذاب الله: أي نقمة من نقمه تعالى تغشاهم1 أي تحوط بهم.
بغتة: فجأة وهم مقيمون على شركهم وكفرهم.
هذه سبيلي: أي دعوتي وطريقتي التي أنا عليها.
على بصيرة: أي على علم يقين مني.
وسبحان الله: أي تنزيهاً لله وتقديساً أن يكون له شريك في ملكه أو معبود سواه.
من أهل القرى: من أهل المدن والأمصار لا من أهل البوادي.
للذين اتقوا: أي الله تعالى بأداء فرائضه وترك نواهيه.
أفلا تعقلون: أي أفلا يعقل هؤلاء المشركون هذا الذي يتلى عليهم ويبين لهم فيؤمنوا ويوحدوا.
معنى الآيات:
ما زال السياق في الدعوة إلى الإيمان بالوحي الإلهي والتوحيد والبعث والجزاء وهي أركان الدين العظمى، فقال تعالى: فأمن هؤلاء المشركون والذين لا يؤمن {أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} والذين يمرون بالكثير من آيات الله وهم معرضون، أفأمن هؤلاء {أن تأتيهم غاشية من عذاب الله} أي عقوبة من عذاب تغشاهم وتجللهم بالعذاب الذي لا يطاق {أو تأتيهم الساعة} أي القيامة {بغتة} 2 أي فجأة {وهم لا يشعرون} بوقت مجيئها فتعظم البلية وتشتد عليهم الرزية، وكيف يأمنون وهل يوجد من يؤمنهم غير الله تعالى فما لهم إذا لا يؤمنون ولا يتقون حتى ينجوا مما يتوقع لهم؟ هذا ما دلت علمه الآية الأولى (107) أما الثانية فقد أمر الله تعالى رسوله أن يواصل دعوته دعوة الخير هو والمؤمنون معه فقال: {قل هذه سبيلي} أي قل أيها الرسول للناس هذه طريقتي في دعوتي إلى ربي بأن يؤمن به ويعبد وحده دون سواه. {أدعو إلى الله على بصيرة 3} أي على علم يقين بمن أدعو إليه وبما أدعو به وبالنتائج المترتبة على هذه الدعوة، {أنا ومن اتبعني} من المؤمنين كلنا ندعو إلى الله على بصيرة.
وقوله تعالى: {وسبحان الله} أي وقل سبحان الله أي تنزيهاً له عن دن يكون له شريك أو ولد، وقل كذلك معلناً براءتك من الشرك والمشركين {وما أنا من المشركين} . هذا ما دلت عليه الآية الثانية. أما الآية الثالثة فإن الله تعالى يخبر رسوله بأنه ما أرسل من قبله من الرسل وهم كثر إلا رجالاً أي لا نساء ولا ملائكة {نوحي إليهم من أهل القرى4} أي الأمصار والمدن، وهذا إبطال لإنكارهم أن يكون الرسول رجلاً من الناس، وقوله تعالى. {أفلم يسيروا} أي هؤلاء المكذبون من قريش وغيرهم {في الأرض} للاعتبار {فينظروا} 5 كيف كان عاقبة من سبقهم من الأمم كعاد وثمود فإنا أهلكناهم ونجينا أهل الإيمان والتوحيد من بينهم مع رسلهم هذه النجاة ثمرة من ثمرات الإيمان والتقوى، {ولدار الآخرة خير6 للذين اتقوا} فإنها دار النعيم المقيم والسلامة من الآهات والعاهات والكبر والهرم والموت والفناء.
قوله تعالى في نهاية الآية {أفلا تعقلون} 7 يوبخ أولئك المشركين المصرين على التكذيب والشرك على عدم تعقلهم وتفهمهم لما يتلى عليهم وما يسمعون من الآيات القرآنية وما يشاهدون من الآيات الكونية.
هداية الآيات
من هداية الآيات:

1- التحذير من العقوبات المترتبة على الشرك والمعاصي.
2- تقرير عقيدة البعث الآخر.
3- تعين الدعوة إلى الله تعالى على كل مؤمن تابع للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
4- تعين العلم اليقيني للداعي إلى الله إذ هو البصيرة المذكورة في الآية.
5- وجوب توحيد الله تعالى في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.
6- الرسالة من خصوصيات الرجال وليس في النساء رسولة8.
7- بيان ثمرات التوحيد والتقوى في الدنيا والآخرة.
__________

1 قال ابن عباس رضي الله عنهما: مجلّلة، وهو معنى تعظيمهم، وتحوط بهم من كل جوانبهم بحيث لا ينجون منها.
2 {فلينظروا} إلى مصارع الأمم المكذبة لأنبيائهم وما جاءوهم به من الهدى ودين الحق من أجل هدايتهم، وسعادتهم.
3 {ولدار الآخرة خير} مبتدأ وخبر، وهل الإضافة هنا كما هي في يوم الخميس وبارحة الأولى؟ خلاف ويُرجحَ أحدَ الرأيين فقول الشاعر:
ولو أقوت عليك ديار عبس
عرفت الذل عرفان اليقين
أي: عرفاناً يقينيا. قال النحاس: إضافة الشيء إلى نفسه محال، لأنّ الشيء يضاف إلى غيره ليعرّف به الأجود أن يقال: الصلاة الأولى.
4 قرىء: {أفلا يعقلون} ؟ بالياء والتاء في السبع.
5 منصوب على الحال، ومعناه إصابة من غير توقع {وهم لا يشعرون} : توكيد لمعنى بغتة. هذا كقوله تعالى {تأخذهم وهم يخصمون} .
6 أي: على يقين وحق كقولهم: فلان مستبصر بهذا الأمر.
7 قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً نوحي إليهم} ردٌ على القائلين {لولا أنزل عليه ملك} .
8 حديث: "إن في النساء أربع نبيّات حواء وآسية وأم موسى ومريم" حديث ضعيف لا يصح، وهو معارض لهذه الآية وآيات أخرى.

****************************** *******

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.34 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.10%)]