عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 17-06-2022, 02:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )


قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77) قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)
شرح الكلمات:
إن يسرق: أي يأخذ الصواع خفية من حرزه.
فقد سرق أخ له: أي يوسف في صباه.
فأسرها يوسف: أي أخفى هذه التهمة في نفسه.
ولم يبدها لهم: أي لم يظهرها لهم.
أنتم شر وكاناً: أي منزلةً ممن رميتموه بالسرقة.
بما تصفون: أي بحقيقة ما تصفون أي تذكرون.
أباً شيخاً كبيراً: أي يعقوب عليه السلام.
معاذ الله: أي نعوذ بالله من أن نأخذ من لم نجد متاعنا عنده.
متاعنا: أي الصواع.
معنى الآيات:
ما زال السياق في الحديث مع يوسف عليه السلام وإخوته، إنه بعد أن استخرج يوسف الصواع من متاع أخيه وتقرر ظاهراً أن بنيامين قد سرق، قال إخوته ما أخبر به تعالى عنهم في قوله: {قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من أخ له من قبل} 1 أي إن يكن بنيامين قد سرق كما قررتم فلا عجب فقد سرق أخ له من قبل يعنون يوسف أيام صباه، كان يسرق الطعام ويعطيه للمساكين وسوق صنماً لأبي أمه فكسره حتى لا يعبده، وليس هذا من السرقة المحرمة ولا المذمومة بل هي محمودة. وقوله تعالى: {فأسرها يوسف2 في نفسه ولم يبدها لهم} أي أسر يوسف قولتهم {فقد سرق أخ له من قبل} ولم يظهرها لهم وقال رداً لقولتهم الخاطئة: {أنتم شر3 مكاناً} ي شر منزلة ممن رميتموه بالسرقة {والله أعلم بما تصفون} أي بحقيقة ما تذكرون. ولما سمعوا قول يوسف وكان فيه نوع من الصرامة والشدة قالوا مستعطفين يوسف مسترحمينه بما حكى الله تعالى عنهم في قوله: {قالوا يا أيها العزيز4 إن له أباً شيخا ًكبيراً} 5 أي لأخينا والداً كبير السن يعز عليه فراقه ولا يطيقه. {فخذ أحدنا6 مكانه إنا نراك من المحسنين} أي واحداً منا بدلاً مِنهُ ومثلك يفعل ذلك لأنه إحسان وأنت عن المحسنين. فأجابهم بما أخبر تعالى به في قوله: {قال معاذ الله} 7 أي نعوذ بالله {أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذاً لظالمون} أي إذا أخذنا من لم يَجْنِ ونترك من جنى أي سرق فقد كنا بذلك ظالمين وهذا مالا نرضاه ولا نوافق عليه.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1- مشروعية الاعتذار عن الخطأ.
2-قد يضطر الحليم إلى أن يقول ما لم لكن يقوله لولا ما وُوجِهَ به من السوء.
3- مشروعية الاسترحام والاستعطاف لمن احتاج إلى ذلك رجاء أن يرحم ويعطف عليه.
4- حرمة ترك الجاني وأخذ غيره بدلاً منه إذ هذا من الظلم المحرم.
__________

1 وجائز أن يكون قولهم: {فقد سرق أخ له من قبل} : مجرد رد تهمة وجهت إليهم وألزموا بها فدفعوها بقولهم: فقد سرق أخ له من قبل. وهو مجرد بهتان وقول باطل.
2 وجائز أن يكون: {فأسرها يوسف في نفسه} : أي أسرّ كلمة: {أنتم شرّ مكاناً} أي: أخفاها فلم يتلفظ بها إحسانا إليهم ثم جهر بقوله والله أعلمُ كما تصنعون.
3 شرّ: اسم تفضيل بمعنى: أشرّ، والمكان بمعنى: حالة أي: الحال التي أنتم عليها من أشر الأحوال.
4 يبدو أن لفظ العزيز لقب لكل من يلي ولاية في تلك البلاد.
5 هذه أسلوب الاستعطاف والاسترحام، اقتضاه موقف يوسف الحازم الصارم فنادوه بعنوان الحكم وذكروا له ضعف أبيهم وحالته النفسية إزاء ولده.
6 أي: خذه عبداً لتسترقه لأنّه سبق أن قيل: إن شريعة يعقوب عليه السلام أنّ السارق يسترق بالسرقة.
7 {معاذ} : مصدر ميمي من العوذ الذي هو مصدر عاذ يعوذ عوذاً إذا تحصّن واستجار فهو مصدرٌ قام مقام الفعل.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.29 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.71%)]