عرض مشاركة واحدة
  #1007  
قديم 17-06-2022, 02:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,343
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )




تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة يوسف - (9)
الحلقة (514)
تفسير سورة يوسف مكية
المجلد الثانى (صـــــــ 627الى صــــ 632)


وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَاأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَاأَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) وَقَالَ يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُو نَ (67)
شرح الكلمات:
منع منا الكيل: أي منع الملك منا الكيل حتى نأتيه بأخينا.
نكتل: أي نحصل على الكيل المطلوب.
على أخيه من قبل: أي كما أمنتكم على يوسف من قبل وقد فرطتم فيه.
ما نبغي: أي أي شيء نبغي.
ونزداد كيل بعير: أي بدل ما كنا عشرة نصبح أحد عشر لكل واحد حمل بعير.
ذلك كيل يسير: أي على الملك لغناه وطوله فلا يضره أن يزيدنا حمل بعير.
موثقاً: أي عهدا مؤكدا باليمين.
إلا أن يحاط بكم: أي تهلكوا عن آخركم.
من شيء: أي أراد الله خلافه.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في الحديث عن يوسف وإخوته قال تعالى مخبراً عن رجوع إخوة يوسف من مصر إلى أرض كنعان بفلسطين: {فلما رجعوا إلى أبيهم} أي يعقوب عليه
السلام {قالوا يا أبانا منع منا الكيل} أي منع1 منا ملك مصر الكيل إلا أن نأتي بأخينا بنيامين {فأرسل معنا أخانا نكتل2 وإنا له لحافظون} أن يناله مكروه بحال من الأحوال. فأجابهم يعقوب عليه السلام بما أخبر تعالى عنه بقوله: {قال هل آمنكم عليه} أي ما آمنكم عليه {إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل} يعني يوسف لما ذهبوا به إلى البادية. {فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين} 3 جرى هذا الحديث بينهم عند وصولهم وقبل فتح أمتعتهم، وأما بعد فتحها فقد قالوا ما أخبر تعالى به في قوله: {ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم} أي دراهمهم {ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا} أي فأرسل معنا أخانا نذهب به إلى مصر {ونمير4 أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير} لأن الملك المصري لا يبيع للنفر الواحد إلا حمل بعير نظراً لحاجة الناس إلى الطعام في هذه السنوات الصعبة للجدب العام في البلاد. فأجابهم يعقوب بما قال تعالى عنه {قال لن أرسله معكم حتى تؤتونِ موثقاً من الله} أي حتى تعطوني عهداً مؤكداً باليمين على أن تأتوني به {لتأتنني به إلا أن يحاط بكم} 5 بعدو ونحوه فتهلكوا جميعاً فأعطوه ما طلب منهم من عهد وميثاق، قال تعالى: {فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل} أي شهيد عليّ وعليكم، أي فأشهد الله تعالى على عهدهم. ولما أرادوا السفر إلى مصر حملته العاطفة الأبوية والرحمة الإيمانية على أن قال لهم ما أخبر تعالى عنه: {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة} أي لا تدخلوا وأنتم أحد عشر رجلا من باب واحد فتسرع إليكم العين6، وإنما ادخلوا من عدة أبواب فلا تُرون جماعة واحدة أبناء رجل واحد فلا تصيبكم عين الحاسدين ثم قال: {وما أغني عنكم من الله من شيء} ، وهو كذلك {إن الحكم إلا لله} فما شاءه كان. {عليه توكلت} أي فوضت أمري إليه {وعليه فليتوكل المتوكلون} أي فليفوض إليه المتوكلون أمورهم لأنه الكافي ولا كافي على الحقيقة إلا هو عز جاره وعظم سلطانه.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1- بيان مدى توكل يعقوب عليه السلام على الله وثقته في ربّه عز وجل، ومعرفته بأسمائه وصفاته، وكيف لا وهو أحد أنبياء الله ورسله عليهم السلام.
2- جواز أخذ العهد المؤكد في الأمور الهامة ولو على أقرب الناس كالأبناء مثلاً.
3- لا بأس بتخوف المؤمن من إصابة العين وأخذ الحيطة للوقاية منها مع اعتقاد أن ذلك لا يغني من الله شيئاً وأن الحكم لله وحده في خلقه لا شريك له في ذلك.
4- وجوب التوكل على الله تعالى وإمضاء العمل الذي تعيَّن وتفويض أمر ما يحدث لله تعالى.
__________

1 إذ قال لهم: {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون} .
2 أصل نكتل: نكتال فحذفت الألف لسكون اللام بالجازم وقرىء بالياء يكتل: أي أخوهم بنيامين.
3 وقرىء: {خير حفظاً} ، قراءة سبعية.
4 {نمير أهلنا} أي نجلب لهم الطعام قال الشاعر:
بعثتك مائراً فمكثت حولاً
متى يأتي غياثك مَنْ تُغيث
5 أي: تهلكوا أو تموتوا وإلاّ أن تغلبوا عليه.
6 في الآية دليل على ما يلي:
أ- على التحرّز من العين، والعين حق لحديث: "إن العين لتدخل الرجل القبر ولجمل القدر" ولتعوذ الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها في غير حديث.
ب- على المسلم إن أعجبه شيء أن يبرّك، لقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ألا برَّكت"!! والتبريك أن يقول: تبارك الله أحسن الخالقين اللهم بارك فيه.
جـ - إذا أصاب العبد بعينه لأنّه لم يبرّك فإنه يؤمر بالاغتسال ويجبر عليه.
د - إذا عرف المرء بأذاه للناس بعينه يبعد عنهم وجوباً.
هـ- الاغتسال من العين: هو أن يغسل المعيان وجهه ويديه، ومرفقيه وركبتيه، وأطراف رجليه وداخل إزاره في إناء ثم يصب على المصاب بالعين فيشفى بإذن الله تعالى.

****************************** *

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.43 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.02%)]