عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 18-02-2022, 02:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,776
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد



بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(40)
من صـــ 335 الى صـــ 344

مقصود السورة ومعظم ما اشتملت عليه:

بيان فرائض مختلفة، وآداب حد الزانى والزانية، والنهى عن قذف المحصنات، وحكم القذف، واللعان، وقصة إفك الصديقة، وشكاية المنافقين، وخوضهم فيه، وحكاية حال المخلصين فى حفظ اللسان، وبيان عظمة عقوبة البهتان، وذم إشاعة الفاحشة، والنهى عن متابعة الشيطان، والمنة بتزكية الأحوال على أهل الإيمان، والشفاعة لمسطح إلى الصديق، فى ابتداء الفضل والإحسان، ومدح عائشة بأنها حصان رزان، وبيان أن الطيبات للطيبين، ولعن الخائضين فى حديث الإفك، والنهى عن دخول البيوت بغير إذن وإيذان، والأمر بحفظ الفروج، وغض الأبصار، والأمر بالتوبة لجميع أهل الإيمان، وبيان النكاح وشرائطه، وكراهة الإكراه على الزنا، وتشبيه المعرفة بالسراج والقنديل، وشجرة الزيتون، وتمثيل أعمال الكفار، وأحوالهم، وذكر الطيور، وتسبيحهم، وأورادهم، وإظهار عجائب صنع الله فى إرسال المطر، وتفصيل أصناف الحيوان، وانقياد أمر الله تعالى بالتواضع والإذعان، وخلافة الصديق، وصلابة الإخوان، وبيان استئذان الصبيان، والعبدان، ورفع الحرج عن العميان، والزمنى، والعرجان، والأمر بحرمة سيد الإنس والجان، وتهديد المنافقين، وتحذيرهم من العصيان، وختم السورة بأن لله الملك والملكوت بقوله {ألا إن لله ما في السماوات والأرض} إلى قوله {عليم} .
الناسخ والمنسوخ:
فيها من المنسوخ ست آيات {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا} م {إلا الذين تابوا} ن {والزانية لا ينكحهآ} م {وأنكحوا الأيامى} ن. وقيل: محكمة {والذين يرمون} م {والخامسة أن} ن {وقل للمؤمنات يغضضن} العموم فيه م {والقواعد من النسآء} ن الخصوص {عليه ما حمل} م آية السيف ن {ليستأذنكم} م {وإذا بلغ الأطفال} ن.
المتشابهات:
قوله تعالى {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم}محذوف الجواب، تقديره: لفضحكم. وهو متصل ببيان حكم الزانيين، وحكم القاذف وحكم اللعان. وجواب لولا محذوفا أحسن منه ملفوظا به. وهو المكان الذى يكون الإنسان فيه أفصح ما يكون (إذا سكت) .
وقوله بعده: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم} فحذف الجواب أيضا. وتقديره: لعجل لكم العذاب. وهو متصل بقصتها رضى الله عنها، وعن أبيها. وقيل دل عليه قوله {ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في مآ أفضتم فيه عذاب عظيم} وقيل: دل عليه قوله: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا} وفى خلال هذه الآيات {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون} {لولا جآءوا عليه بأربعة شهدآء} {ولولا إذ سمعتموه قلتم} وليس هو الدال على امتناع الشىء لوجود غيره، بل هو للتحضيض؛ قال الشاعر:
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم ... بنى ضوطرى لولا الكمى المقنعا
وهو فى البيت للتحضيض. والتحضيض يختص بالفعل، والفعل فى البيت مقدر، تقديره: هلا تعدون الكمى، أو هلا تعقرون الكمى.
قوله: {ولقد أنزلنآ إليكم آيات} ، وبعده: {لقد أنزلنآ آيات} ؛لأن اتصال الأول بما قبله أشد: فإن قوله: (وموعظة) محمول ومصروف إلى قوله: {وليستعفف} ، وإلى قوله: {فكاتبوهم} ، {ولا تكرهوا} فاقتضى الواو؛ ليعلم أنه عطف على الأول، واقتضى بيانه بقوله: (إليكم) ليعلم أن المخاطبين بالآية الثانية هم المخاطبون بالآية الأولى. وأما الثانية فاستئناف كلام، فخص بالحذف.
قوله: {وعد الله الذين آمنوا منكم} إنما زاد (منكم) ؛ لأنهم المهاجرون. وقيل: عام، و (من) للتبيين.
قوله: {وإذا بلغ الأطفال} ختم [الآية] بقوله: {كذلك يبين الله لكم آياته} وقبلها وبعدها {لكم الآيات} ؛ لأن الذى قبلها والذى بعدها يشتمل على علامات يمكن الوقوف عليها.
وهى فى الأولى {ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشآء} وفى الأخرى {من بيوتكم أو بيوت آبآئكم أو بيوت أمهاتكم} الآية فعد فيها آيات كلها معلومة، فختم الآيتين بقوله {لكم الآيات} . ومثله {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الآيات} يعنى حد الزانين وحد القاذفين، فختم بالآيات. وأما بلوغ الأطفال فلم يذكر له علامات يمكن الوقوف عليها، بل تفرد سبحانه بعلم ذلك، فخصها بالإضافة إلى نفسه، وختم كل آية بما اقتضاها أولها.
فضل السورة
فيه حديث أبى المستضعف "من قرأ سورة النور أعطى من الأجر عشر حسنات، بعدد كل مؤمن فيما مضى، وفيما بقى" وحديث: "لا تنزلوا النساء الغرف ولا تعلموهن الكتابة، وعلموهن الغزل وسورة النور" وحديث على: "يا على من قرأ سورة النور نور الله قلبه، وقبره، وبيض وجهه، وأعطاه كتابه بيمينه وله بكل آية قرأها مثل ثواب من مات مبطونا".
بصيرة فى.. تبارك الذى نزل الفرقان
السورة مكية بالاتفاق. وعدد آياتها سبع وسبعون. وكلماتها ثمانمائة واثنتان وسبعون. وحروفها ثلاثة آلاف وسبعمائة وثلاث وثلاثون. مجموع فواصل آياتها (لا) على اللام منها آية واحدة: {ضلوا السبيل} سميت سورة الفرقان لأن فى فاتحتها ذكر الفرقان فى قوله {نزل الفرقان على عبده} .
مقصود السورة ومعظم ما اشتملت عليه: المنة بإنزال القرآن، ومنشور رسالة سيد ولد عدنان، وتنزيه الحق تعالى من الولد، والشريك، وذم الأوثان، والشكاية من المشركين بطعنهم فى المرسلين، بأكل الطعام فى أخس مكان، واستدعائهم محالات المعجزات من الأنبياء كل أوان، وذل المشركين فى العذاب والهوان، وعز المؤمنين فى ثوابهم بفراديس الجنان، وخطاب الحق مع الملائكة فى القيامة تهديدا لأهل الكفر والطغيان، وبشارة الملائكة للمجرمين بالعقوبة فى النيران، وبطلان أعمال الكفار يوم ينصب الميزان، والإخبار بمقر المؤمنين فى درجات الجنان، وانشقاق السماوات بحكم الهول وسياسة العبدان، والإخبار عن ندامة الظالمين يوم الهيبة ونطق الأركان، وذكر الترتيب والترتيل فى نزول القرآن، وحكاية حال القرون الماضية، وتمثيل الكفار بالأنعام، أخس الحيوان، وتفضيل الأنعام عليهم فى كل شان، وعجائب صنع الله فى ضمن الظل والشمس وتخليق الليل، والنهار، والآفات، والأزمان، والمنة بإنزال الأمطار، وإنبات الأشجار فى كل مكان، وذكر الحجة فى المياه المختلفة فى البحار، وذكر النسب، والصهر، فى نوع الإنسان، وعجائب الكواكب، والبروج، ودور الفلك، وسير الشمس، والقمر، وتفصيل صفات العباد، وخواصهم بالتواضع، وحكم قيام الليل، والاستعاذة من النيران، وذكر الإقتار، والاقتصاد فى النفقة، والاحتراز من الشرك والزنى وقتل النفس بالظلم والعدوان، والإقبال على التوبة، والإعراض عن اللغو، والزور، والوعد بالغرف للصابرين على عبادة الرحمن، وبيان أن الحكمة فى تخليق الخلق التضرع والدعاء والابتهال إلى الله الكريم المنان، بقوله: {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعآؤكم} الآية.
المتشابهات:
قوله: (تبارك) هذه لفظة لا تستعمل إلا لله تعالى. ولا تستعمل إلا بلفظ الماضى. وجاء فى هذه السورة فى ثلاثة مواضع {تبارك الذي نزل الفرقان} {تبارك الذي إن شآء جعل لك} {تبارك الذي جعل في السمآء بروجا} ؛ تعظيما لذكر الله. وخصت هذه المواضع بالذكر؛ لأن ما بعدها عظائم: الأول ذكر الفرقان، وهو القرآن المشتمل على معانى جميع كتاب أنزله الله، والثانى ذكر النبى الذى خاطبه الله بقوله: (لولاك يا محمد ما خلقت الكائنات) . والثالث ذكر البروج والسيارات، والشمس والقمر، والليل والنهار، ولولاها ما وجد فى الأرض حيوان، ولا نبات. ومثلها {فتبارك الله رب العالمين} {فتبارك الله أحسن الخالقين} {تبارك الذي بيده الملك} .
قوله: {من دونه} هنا، وفى مريم، ويس: {من دون الله} ؛ لأن فى هذه السورة وافق ما قبله، وفى السورتين لوجاء (من دونه) لخالف ما قبله؛ لأن ما قبله فى السورتين بلفظ الجمع؛ تعظيما. فصرح.
قوله: {ضرا ولا نفعا} قدم الضر؛ موافقة لما قبله وما بعده. فما قبله نفى وإثبات، وما بعده موت وحياة. وقد سبق.
قوله: {ما لا ينفعهم ولا يضرهم} قدم النفع؛ موافقة لقوله تعالى: {هاذا عذب فرات وهاذا ملح أجاج} .
قوله: {الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمان} ومثله فى السجدة يجوز أن يكون (الذى) فى السورتين مبتدأ (الرحمن) خبره فى الفرقان، و {وما لكم من دونه} خبره فى السجدة، وجاز غير ذلك.
فضل السورة
فيه الأحاديث الضعيفة التى منها حديث أبى: من قرأ سورة الفرقان بعث يوم القيامة وهو يؤمن أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من فى القبور، ودخل الجنة بغير حساب. ومن قرأ هذه السورة يبعث يوم القيامة آمنا من هولها، ويدخل الجنة بغير نصب، وحديث على: يا على من قرأ {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} . فكأنما قرأ كل كتاب نزل من السماء، وكأنما عبد الله بكل آية قرأها سنة.
بصيرة فى.. طسم. تلك الشعراء
السورة مكية، إلا آية واحدة: {والشعرآء يتبعهم الغاوون} إلى آخره. عدد آياتها مائتان وسبع وعشرون فى عد الكوفى والشامى. وست فى عد الباقين. كلماتها ألف ومائتان وسبع وسبعون. وحروفها خمسة آلاف وخمسمائة وثنتان وأربعون: الآيات المختلف فيها أربع طسم {فلسوف تعلمون} {أين ما كنتم تعبدون} {وما تنزلت به الشياطين} .
مجموع فواصل آياتها (ملن) على اللام أربع، آخرهن إسرائيل وسميت سورة الشعراء لاختتامها بذكر هم فى قوله: {والشعرآء يتبعهم الغاوون} .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.51 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.40%)]