
05-02-2022, 07:34 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,725
الدولة :
|
|
رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(36)
من صـــ 307 الى صـــ 313
المتشابهات:
قوله: {ولم يكن جبارا عصيا} وبعده {ولم يجعلني جبارا شقيا}لأن الأول فى حق يحيى. وجاء فى الحديث: ما من أحد من بنى آدم إلا أذنب أوهم بذنب إلا يحيى بن زكريا عليهما السلام، فنفى عنه العصيان؛ والثانى فى حق عيسى عليه السلام فنفى عنه الشقاوة، وأثبت له السعادة، والأنبياء عندنا معصومون عن الكبائر دون الصغائر.
قوله: {وسلام عليه يوم ولد} فى قصة يحيى {والسلام علي} فى قصة عيسى، فنكر فى الأول، وعرف فى الثانى؛ لأن الأول من الله تعالى، والقليل منه كثير كقول القائل:
قليل منك يكفينى ولكن ... قليلك لا يقال له قليل
ولهذا قرأ الحسن {اهدنا صراطا مستقيما} أى نحن راضون منك بالقليل، ومثل هذا فى الشعر كثير، قال:
وإنى لأرضى منك يا هند بالذى ... لو أبصره الواشى لقرت بلابله
بلا، وبأن لا أستطيع، وبالمنى، ... وبالوعد حتى يسأم الوعد آمله
والثانى من عيسى، والألف واللام لاستغراق الجنس، ولو أدخل عليه السبعة والعشرين والفروع المستحسنة والمستقبحة، لم يبلغ عشر معشار سلام الله. ويجوز أن يكون ذلك بوحى من الله عز وجل، فيقرب من سلام يحيى. وقيل: إنما أدخل الألف واللام لأن النكرة إذا تكررت تعرفت. وقيل: نكرة الجنس ومعرفته سواء: تقول: لا أشرب ماء، ولا أشرب الماء، فهما سواء.
قوله {فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا} وفى حم {للذين ظلموا} ؛ لأن الكفر أبلغ من الظلم، وقصة عيسى فى هذه السورة مشروحة، وفيها ذكر نسبتهم إياه إلى الله تعالى، حين قال: {ما كان لله أن يتخذ من ولد} ، فذكر بلفظ الكفر، وقصة فى الزخرف مجملة، فوصفهم بلفظ دونه وهو الظلم.
قوله: {وعمل صالحا} وفى الفرقان: {وعمل عملا صالحا} لأن ما فى هذه السورة أوجز فى ذكر المعاصى، فأوجز فى التوبة، وأطال (هناك فأطال) والله أعلم.
فضل السورة
فيه أحاديث ضعيفة، منها: من قرأ سورة مريم أعطى من الأجر عشر حسنات، بعدد من صدق بزكريا، ويحيى، ومريم، وموسى، وعيسى وهارون، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، وإسماعيل، عشر حسنات، وبعدد من دعا لله ولدا، وبعدد من لم يدع له ولدا، ويعطى بعددهم حسنات ودرجات، كل درجة منها كما بين السماء والأرض ألف ألف مرة ويزوج بعددها فى الفردوس، وحشر يوم القيامة مع المتقين فى أول زمرة السابقين.
وعن جعفر أن من قرأ هذه السورة لا يموت ولا يخرج من الدنيا حتى [لا] يصيب الفتنة فى نفسه، وماله، وولده، وكان فى الآخرة من أصحاب عيسى بن مريم، وأعطى من الأجر كملك سليمان بن داود. وقال: يا على من قرأ كاف ها يا ع ص أعطاه الله من الثواب مثل ثواب أيوب ومريم، وله بكل آية قرأها ثواب شهيد من شهداء بدر.
بصيرة فى.. طه
السورة مكية إجماعا. وعدد آياتها مائة وأربعون عند الشاميين، وخمس وثلاثون، عند الكوفيين، وأربع عند الحجازيين، وثنتان عند البصريين. وكلماتها ألف وثلاثمائة وإحدى وأربعون. وحروفها خمسة آلاف ومائتان واثنان وأربعون حرفا.
والآيات المختلف فيها إحدى وعشرون آية: طه {ما غشيهم} {رأيتهم ضلوا} درثه موضع {نسبحك كثيرا} {ونذكرك كثيرا} {محبة مني} فتونا، لنفسى {ولا تحزن} {أهل مدين} {معنا بني إسرائيل} ولقد {أوحينآ إلى موسى} أسفا {إلاه موسى} {وعدا حسنا} {إليهم قولا} {السامري} فنسى، صفصفا {مني هدى} {زهرة الحياة الدنيا} .
فواصل آياتها (يوما) وعلى الميم {ما غشيهم} وعلى الواو {ضلوا} .
وللسورة اسمان: طه لافتتاح السورة، وسورة موسى؛ لاشتمالها على قصته مفصلة.
مقصود السورة ومعظم ما اشتملت عليه: تيسير الأمر على الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكر الاستواء، وعلم الله تعالى بالقريب والبعيد، وذكر حضور موسى عليه السلام بالوادى المقدس، وإظهار عجائب عصاه واليد البيضاء، وسؤال شرح الصدر وتيسير الأمر، وإلقاء التابوت فى البحر، وإثبات محبة موسى فى القلوب، واصطفاء الله تعالى موسى، واختصاصه بالرسالة إلى فرعون، وما جرى بينهما من المكالمة، والموعد يوم الزينة، وحيل فرعون وسحرته بالحبال والعصى، (وإيمان السحرة) وتعذيب فرعون لهم، والمنة على بنى إسرائيل بنجاتهم من الغرق، وتعجيل موسى، والمجىء إلى الطور، ومكر السامرى فى صنعة العجل، وإضلال القوم، وتعيير موسى على هارون بسبب ضلالتهم، وحديث القيامة، وحال الكفار فى عقوبتهم، ونسف الجبال، وانقياد المتكبرين فى ربقة طاعة الله الحى القيوم، وآداب قراءة القرآن.
وسؤال زيادة العلم والبيان، وتعيير آدم بسبب النسيان، وتنبيهه على الوسوسة ومكر الشيطان، وبيان عقوبة نسيان القرآن، ونهى النبى عن النظر إلى أحوال الكفار، وأهل الطغيان، والالتفات إلى ما خولوا: من الأموال، والولدان، وإلزام الحجة على المنكرين بإرسال الرسل بالبرهان، وتنبيهه الكفار على انتظار أمر الله فى قوله {قل كل متربص} إلى آخر السورة.
الناسخ والمنسوخ:
المنسوخ فيها ثلاث آيات م {ولا تعجل بالقرآن} ن {سنقرئك فلا تنسى} م {فاصبر على ما يقولون} ن آية السيف م {قل كل متربص} ن آية السيف.
المتشابهات:
قوله: {وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى} ، وفى النمل: {إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون} وفى القصص {فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون} هذه الآيات تشتمل على ذكر رؤية موسى النار، وأمره أهله بالمكث، وإخباره إياهم أنه آنس نارا، وإطماعهم أن يأتيهم بنار يصطلون بها، أو خبر يهتدون به إلى الطريق التى ضلوا عنها، لكنه نقص فى النمل ذكر رؤية النار، وأمره بالمكث؛ اكتفاء بما تقدم. وزاد فى القصص قضاء موسى الأجل المضروب، وسيره بأهله إلى مصر؛ لأن الشىء قد يجمل ثم يفصل، وقد يفصل ثم يجمل.
وفى طه فصل، وأجمل فى النمل، ثم فصل فى القصص، وبالغ فيه. وقوله فى طه: {أو أجد على النار هدى} أى من يخبرنى بالطريق فيهدينى إليها. وإنما أخر ذكر الخبر فيها (وقدمه فيهما) مراعاة لفواصل الآى فى السور جميعا. وكرر (لعلى) فى القصص لفظا، وفيهما معنى؛ لأن (أو) فى قوله {أو أجد على النار هدى} نائب عن (لعلى) و (سئاتيكم) يتضمن معنى (لعلى) وفى القصص {أو جذوة من النار} وفى النمل {بشهاب قبس} وفى طه {بقبس} ؛ لأن الجذوة من النار [خشبة] فى رأسها قبس به شهاب، فهى فى السور الثلاث عبارة عن معنى واحد.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|