عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 05-02-2022, 07:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,725
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد




بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(35)
من صـــ 300 الى صـــ 306

وقيل: إن الله تعالى حكى القولين الأولين، ولم يرتضهما، وحكى القول الثالث فارتضاه. وهو قوله: {ويقولون سبعة} ثم استأنف فقال: {وثامنهم كلبهم} . ولهذا قال: عقيب الأول والثانى {رجما بالغيب} ولم يقل فى الثالث.
فإن قيل: وقد قال فى الثالث: {قل ربي أعلم بعدتهم} فالجواب تقديره: قل ربى أعلم بعدتهم وقد أخبركم أنهم سبعة وثامنهم كلبهم؛ بدليل قوله تعالى: {ما يعلمهم إلا قليل} . ولهذا قال ابن عباس: أنا من ذلك القليل. فعد أسماءهم. وقال بعضهم الواو فى قوله: {ويقولون سبعة} يعود الى الله تعالى، فذكر بلفظ الجمع؛ كقوله إنا وأمثاله. هذا على سبيل الاختصار.
قوله: {ولئن رددت إلى ربي} وفى حم: {ولئن رجعت إلى ربي} لأن الرد عن شىء يتضمن كراهة المردود، ولما كان [ما فى الكهف تقديره: ولئن رددت عن جنتى التى أظن أنها لا تبيد أبدا إلى ربى، كان لفظ الرد الذى يتضمن الكراهة أولى، وليس فى حم ما يدل على كراهة، فذكر بلفظ الرجع ليأتى لكل مكان ما يليق به.
قوله: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها} [وفى السجدة {ثم أعرض عنها} ] لأن الفاء للتعقيب وثم للتراخى. وما فى هذه السورة فى الأحياء من الكفار، أى ذكروا فأعرضوا عقيب ما ذكروا، ونسوا ذنوبهم، و [هم] بعد متوقع منهم أن يؤمنوا. وما فى السجدة فى الأموات من الكفار؛ بدليل قوله: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم} أى ذكروا مرة بعد أخرى، وزمانا بعد زمان [بآيات ربهم] ثم أعرضوا عنها بالموت، فلم يؤمنوا، وانقطع رجاء إيمانهم.
قوله: {نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر} والآية الثالثة {واتخذ سبيله في البحر} لأن الفاء للتعقيب والعطف، فكان اتخاذ الحوت السبيل عقيب النسيان، فذكر بالفاء [و] فى الآية الأخرى لما حيل بينهما بقوله: {ومآ أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره} زال معنى التعقيب وبقى العطف المجرد، وحرفه الواو.
قوله: {لقد جئت شيئا إمرا} وبعده {لقد جئت شيئا نكرا} لأن الإمر: العجب، والعجب يستعمل فى الخير والشر، بخلاف النكر؛ لأن النكر ما ينكره العقل، فهو شر، وخرق السفينة لم يكن معه غرق، فكان أسهل من قتل الغلام وإهلاكه، فصار لكل واحد معنى يخصه.
قوله: {ألم أقل إنك} وبعده {ألم أقل لك إنك} لأن الإنكار فى الثانية أكثر. وقيل: أكد التقرير الثانى بقوله (لك) كما تقول لمن توبخه:لك أقول، وإياك أعنى: وقيل: بين فى الثانى المقول له، لما لم يبين فى الأول.
قوله فى الأول: {فأردت} ، وفى الثانى: {فأردنا} وفى الثالث: {فأراد ربك} ؛ لأن الأول فى الظاهر إفساد، فأسنده إلى نفسه، والثالث إنعام محض، فأسنده إلى الله عز وجل. وقيل: لأن القتل كان منه، وإزهاق الروح كان من الله عز وجل.
قوله: {ما لم تستطع} جاء فى الأول على الأصل، وفى الثانى {تسطع} على التخفيف؛ لأنه الفرع.
قوله: {فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا} اختار التخفيف فى الأول؛ لأن مفعوله حرف وفعل وفاعل ومفعول، فاختير فيه الحذف. والثانى مفعوله اسم واحد، وهو قوله (نقبا) وقرأ حمزة بالتشديد، وأدغم التاء فى الطاء. وقرئ فى الشواذ: فما أسطاعوا بفتح الهمزة.
ووزنه أسفعلوا ومثله أهراق ووزنه أهفعل، ومثلها استخذ فلان أرضا، أى أخذ، ووزنه اسفعل وقيل: استعل، من وجهين. وقيل: السين بدل من التاء، ووزنه افتعل.
فضل السورة
لم يذكر فيها سوى أحاديث واهية، وحديث صحيح. أما الحديث الصحيح فقوله صلى الله عليه وسلم "من حفظ عشر آيات من أول الكهف عصم من الدجال" وفى لفظ: من قرأ عشر آيات من سورة الكهف حفظا لم يضره فتنة الدجال، ومن قرأها كلها دخل الجنة. والأحاديث الواهية، منها: ألا أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملكم حتى نزلت، ملأ عظمها بين السماء والأرض. قالوا: بلى يا رسول الله قال: هى سورة أصحاب الكهف. من قرأها يوم الجمعة غفر له إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام، ولياليها مثل ذلك، وأعطى نورا يبلغ السماء، ووقى فتنة الدجال. وعن جعفر: من قرأ هذه السورة فى كل ليلة جمعة لم يمت إلا شهيدا وبعث مع الشهداء، ووقف يوم القيامة معهم، ولا يصيبه آفة الدجال. وروى أن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أشركه الله فى ثواب أصحاب الكهف؛ لأنهم وجدوا الولاية يوم الجمعة، وأحياهم يوم الجمعة، واستجاب دعاءهم يوم الجمعة، والساعة تقوم يوم الجمعة، وقال: يا على من قرأ سورة الكهف فكأنما عبد الله عشرة آلاف سنة، وكأنما تصدق بكل آية قرأها بألف دينار.
بصيرة فى.. كهيعص
السورة مكية إجماعا. وعدد آياتها تسع وتسعون. وكلماتها ألف ومائة واثتنان وتسعون. وحروفها ثلاثة آلاف وثمانمائة واثنان.
والآيات المختلف فيها ستة: (ع ص) {في الكتاب إبراهيم} {الرحمان مدا} .
مجموع فواصل آياتها (مدن) الآية الأولى على الدال (صاد) . وما قبل ألف كل آية آخرها على الألف حروف زيد.
ولهذه السورة اسمان: سورة كهيعص؛ لافتتاحها بها، وسورة مريم، لاشتمالها على قصتها مفصلة.
مقصود السورة ومعظم المراد منها على سبيل الإجمال: وعد الله العباد بالكفاية والهداية، وإجابة دعاء زكريا، والمنة عليه بولد: يحيى، وإعطائه علم الكتاب، وذكر عجائب ولادة عيسى وأمه والخبر عن أحوال القيامة، ونصيحة إبراهيم لآزر (ومناظرة آزر له) والإشارة إلى قربة موسى، وذكر صدق وعد إسماعيل، وبيان رفعة درجة إدريس، والشكوى من الولد الخلف، وحكاية أهل الجنة، وذل الكفار فى القيامة، ومرور الخلق على عقبة الصراط، وابتلاء بعضهم بالعذاب، والرد على الكفار فى افتخارهم بالمال، وذل الأصنام، وعبادها فى القيامة، وبيان حال أهل الجنة والنار، وصعوبة قول الكفار فى جرأتهم على إثبات الولد والشريك للواحد القهار، والمنة على الرسول بتيسير القرآن على لسانه، وتهديد الكفار بعقوبة القرون الماضية، فى قوله: {هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا} .
الناسخ والمنسوخ:
أربع آيات منها منسوخة: م {فليمدد له الرحمان مدا} ن آية السيف م {فلا تعجل عليهم} ن آية السيف، م {وأنذرهم يوم الحسرة} ن آية السيف، م {فخلف من بعدهم خلف} ، والاستثناء فى قوله: {إلا من تاب} ن.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.74 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]